1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Libya

الأوضاع تزداد سوءاً في بنغازي جراء تصاعد حدة القتال

A public mural in Benghazi, the home of Libya's 2011 revolution, reads: "We have a dream". (November 2011) Heba Aly/IRIN

تتعرض المرافق الطبية لضغط شديد في مدينة بنغازي التي تقع في شرق ليبيا، حيث تصارع القوات الحكومية لاستعادة الأراضي من المتمردين الإسلاميين، وتحولت الشوارع السكنية إلى ساحات قتال يحرسها أشخاص نصبوا أنفسهم لجاناً محلية. وتكافح المستشفيات من أجل تأمين إمدادات الأدوية لعلاج الأمراض المزمنة، على الرغم من أن النقص في الموظفين المهرة يحد من القدرة على الاستجابة للإصابات المتزايدة.

وفي هذا الأسبوع، تم إخلاء مستشفى 7 أكتوبر ووحدة الأمومة في منطقةالصابري بالمدينة، بالقرب من الميناء، قبل هجوم خططت الحكومة لشنه بغرض استعادة السيطرة على الأراضي التي كانت الجماعات المسلحة قد استولت عليها وعلى البنية التحتية الأساسية هناك في شهر يوليو الماضي.

وأخبر الهلال الأحمر الليبي، الذي قاد متطوعوه عملية الإجلاء في الساعات الأولى من صباح 3 نوفمبر، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن ما يقرب من 100 من العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى - بما في ذلك بعض المرضى الذين كانوا في جناح العناية المركزة - تم نقلهم إلى بر الأمان بواسطة سيارة إسعاف أفسح لها الجيش الليبي ممراً آمناً.

في الوقت نفسه، احتدم القتال في أماكن أخرى من المدينة وأبلغ شهود عيان عن وجود دبابات في الشوارع وطائرات حربية في سماء المنطقة.

وتشير تقارير وسائل الاعلام المحلية إلى أن أكثر من 230 شخصاً لقوا مصرعهم وأصيب عدد كبير بجروح منذ أن شنت القوات الحكومية هجوماً مضاداً على مواقع المتمردين في الشهر الماضي، بينما تتعرض مستشفيات المدينة لضغط متزايد.

وتجدر الإشارة إلى أن تفجير مخازن الأدوية الرئيسية ونهبها في بنغازي في شهر أغسطس الماضي قد أثر على سلسلة الإمدادات الطبية، وهناك دعوات ملحة لإرسال المزيد من الأدوية إلى المدينة.

وفي هذا الصدد، قال أحد الجراحين في مركز بنغازي الطبي (BMC) الذي لم يرغب في ذكر اسمه لأسباب أمنية: "ليست لدينا أية إمدادات جديدة قادمة لأن الميناء والمطار مغلقان".

وأضاف قائلاً: "كان لدينا مستودع طبي، ولكن تم تدميره في انفجار قنبلة وفقدنا الكثير من الأدوية والمواد الطبية". كما أوضح أن الخدمات تأثرت بسبب نقص الموظفين المؤهلين، لأن العديد من العمال إما يفرون من المدينة تماماً أو يختارون عدم المجازفة بالتعرض لتبادل إطلاق النار أثناء محاولة الوصول إلى المستشفى.

وأكد الجراح أن "هناك إطلاق نار وقتال في الشوارع، والوصول إلى المستشفى صعب للغاية. وقد يستغرق قطع مسافة لا تزيد عن كيلومتر واحد أو اثنين ساعة أو ساعتين".

متطوعون مسلحون

في حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، وصفت سهام الأمامي، إحدى سكان بنغازي، كيف أقامت مجموعات مسلحة من المتطوعين تُعرف محلياً باسم الصحوة (وهو مصطلح عربي شائع يُطلق على الجماعات القبلية المحلية) حواجز على الطرق في مختلف أرجاء المدينة، وأمروا الناس بعدم مغادرة منازلهم.

وأوضحت قائلة: "إنهم يسدون الشارع الرئيسي بالرمل وبعض القمامة، لكنهم ليسوا مسؤولين. إنهم مجرد متطوعين ولديهم سيارات قديمة جداً".

"إنهم يحاولون حمايتنا لأنهم يقولون أن الوضع ليس آمناً خارج منطقتنا،" كما أشارت، مضيفة أنهم منعوا زوجها من الذهاب إلى عمله وقالوا أن مغادرة الحي غير آمنة.


وتحدث شخص آخر مقيم في بنغازي، لكنه لم يشأ الكشف عن هويته، عن أصوات القنابل والصواريخ التي تبقيه مستيقظاً أثناء الليل: "المنطقة التي أعيش بها آمنة في الوقت الراهن، لكننا نسمع القنابل والطائرات كل ليلة ونرى الأضرار الناجمة عن الصواريخ التي تسقط. وفي وقت سابق من هذا العام، سقطت قنبلة على بعد 100 متر من منزلي ودمرت بعض المباني في الشارع".

كما اشتكى من اللجان المحلية، وقال أنه يفضل أن تكون حواجز الطرق رسمية ويديرها الجيش، مضيفاً: "إننا لا نعرف من هم هؤلاء الناس. ليس من الصواب أن يحمل المدنيون سلاحاً، وهذا سيؤدي فقط إلى إطالة أمد العنف".

تراجع أعمال المنظمات الدولية غير الحكومية

نظراً لانعدام الأمن في بنغازي - وجميع أنحاء البلاد بشكل عام - بدأت منظمات الإغاثة الدولية ووكالات الأمم المتحدة نقل موظفيها الأجانب من ليبيا في شهر يونيو من هذا العام، وقامت منظمات عديدة بإقامة مكاتب في تونس لإدارة العمليات عن بعد.

وقد سحبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) موظفيها الدوليين في شهر يوليو بعد اغتيال مايكل غروب، وهو مواطن سويسري يبلغ من العمر 42 عاماً، في سرت، على الرغم من بقاء الموظفين الوطنيين وعملهم بشكل وثيق مع الهلال الأحمر الليبي.

وقد خلف هذا التراجع من قبل المنظمات الإنسانية في ليبيا شبكة محدودة من المنظمات غير الحكومية المحلية عديمة الخبرة، مما يعوق الجهود المبذولة لايصال المساعدات إلى الأعداد المتزايدة من الأسر النازحة. كما تم تعليق العديد من برامج التنمية.

وفي هذا السياق، قال فرانسوا دي لا روش، المدير القطري المنتهية ولايته للهيئة الطبية الدولية (IMC) في ليبيا، والتي يعمل موظفوها الدوليون عن بعد من تونس المجاورة، أن الوضع يفوق طاقة الخدمات الصحية.

وأضاف في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "يوجد عدد كبير من النازحين، والبنية التحتية تعرضت للكثير من الأضرار. إن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للنظام الصحي تضيف إلى الحمل الزائد على المرافق المتبقية".

وفي محاولة لسد الثغرات، تهدف الهيئة الطبية الدولية إلى إرسال شحنة من الإمدادات الطبية الطارئة - تشمل القفازات الجراحية والأقنعة ومجموعات اللوازم الوريدية وأدوية أخرى - إلى بنغازي.

"هناك إطلاق نار وقتال في الشوارع، والوصول إلى المستشفى صعب للغاية"
في الوقت نفسه، تدعم منظمة الصحة العالمية وزارة الصحة الليبية عن طريق شراء مختلف أنواع الأدوية وغيرها من المستلزمات، ومن المقرر أن تقدم 50 مجموعة لوازم طوارئ طبية هذا الأسبوع من شأنها أن تتيح إجراء حوالي 5,000 عملية جراحية.

أكثر من 380,000 نازح

وفي شهر أكتوبر الماضي، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن هناك 331,000 شخص معرضين للخطر وبحاجة إلى المساعدة الإنسانية في مختلف أنحاء ليبيا. وقد نزح أكثر من 287,000 شخص داخل طرابلس وبنغازي وفي محيطها، ومن المعروف أن 100,000 شخص على الأقل قد عبروا الحدود إلى الدول المجاورة في الأشهر الأخيرة.

ولكن، مع استمرار ارتفاع أعداد الأشخاص المعرضين للخطر، لا يزال إيصال المساعدات إليهم يشكل تحدياً كبيراً بسبب صعوبات تتعلق بالوصول ونقص عدد عمال الإغاثة على الأرض الذين يستطيعون تحديد مواقع واحتياجات هؤلاء الناس.

وفي هذا الصدد، قال مفتاح طويلب، الممثل الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في شمال أفريقيا أن "الأمور تتطور بسرعة كبيرة، ومن الصعب أن تعرف بالضبط أماكن الناس أو احتياجاتهم لأن القيود المفروضة على الوصول تجعل من الصعب إجراء تقييمات".

والجدير بالذكر أن القتال المستعر في بنغازي هو جزء من صراع أوسع في هذا البلد الشمال إفريقي، الذي شهد الشهر الماضي ذكرى مرور ثلاث سنوات على الإطاحة بالدكتاتور السابق معمر القذافي الذي حكم البلاد لفترة طويلة.

وتقاتل الآن بعض الفصائل المتمردة التي ساعدت في الاطاحة بالقذافي من أجل السيطرة على البلاد. وفي الوقت نفسه، انقسمت الحكومة إلى قسمين، واضطر رئيس الوزراء المعترف به دولياً عبد الله الثني إلى الانتقال إلى بلدة طبرق في شرق البلاد، التي تبعد عن العاصمة 1,287 كيلومتراً، بينما أعادت السلطات التي تسيطر على طرابلس تنصيب البرلمان السابق للبلاد وشكلت حكومة منافسة.

da-lr/jd/cb-ais/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join