1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Libya

الاشتباكات ترهق كاهل الخدمات الصحيّة في جنوب ليبيا

A resident of Tayuri stands against a bullet-riddled wall of his house. Part of it was destroyed during the clashes in Libya Zahra Moloo/IRIN
A resident of Tayuri, Libya, stands against a bullet-riddled wall of his house

تشكل الاشتباكات وحالة انعدام الأمن في جنوب ليبيا ضغوطاً على المرافق الصحية المجهدة بالفعل في ظل إعلان الحكومة حالة الطوارئ في منطقة فزان الجنوبية.

وقد أسفر القتال الذي اندلع في سبها، عاصمة الجنوب، خلال الأيام الـ 13 الماضية عن مقتل ما لا يقل عن 39 شخصاً وإصابة 70 آخرين بجروح. ويخشى سكان المنطقة من أن يؤدي ضعف قبضة الحكومة وسيطرتها على الجنوب، ذي الكثافة السكانية المنخفضة، وعدم وجود جيش وطني قوي، إلى تعريضهم للمخاطر.

وقال الدكتور فوزي الزوي، رئيس فرع الهلال الأحمر الليبي في طرابلس أن "المشكلة لا تتعلق بالمواد الطبية ولكن بعدم توفر السلامة في المستشفيات... وكلما طال أمد الصراع، ازدادت معاناة المدنيين".

وأضاف أنه أحصى، منذ خمسة أيام، 19 جثة في مستشفى مدينة مرزق، وهي مدينة رئيسية لقبيلة التبو العرقية، تقع على بعد حوالي 170 كيلومتراً جنوب غرب مدينة سبها.

وفي سبها، قال إبراهيم الزوي، مدير المستشفى أن معظم أعضاء الطاقم الطبي كانوا يقيمون في منازلهم بدلاً من الذهاب للعمل تجنباً للمخاطر. وأضاف أن المستشفى استقبلت 36 جثة، جميعها لجنود، و70 مصاباً نتيجة للاشتباكات.

وأوضح الزوي الذي قام مؤخراً بزيارة مرزق وأوباري أن "مستشفى سبها تعاني نقصاً في الأطباء، وتفتقر مستشفيات مرزق وأوباري إلى المرافق والأدوية والأطباء". وأضاف قائلاً: "في الوقت الحالي، لا يوجد لدينا في مستشفى سبها سوى ثلاثة أطباء، في حين كان لدينا في السابق ثمانية أطباء على الأقل. ويأتي استشاريون في حال وجود إصابات كبيرة فقط".

من جانبها، وعدت وزارة الصحة الليبية الأسبوع الماضي بإرسال طائرة مُحمّلة بمواد طبية إلى مطار أوباري - البلدة تسيطر عليها مجموعة عرقية تنتمي للطوارق، وتقع على بعد نحو 200 كيلومتر شرق مدينة سبها. وقال الزوي: "لا نزال بانتظار وصولها".

استمرار حالة التوتر

وقد أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يوم السبت عن "قلقها العميق إزاء استمرار أعمال العنف في مدينة سبها، التي أدّت إلى وقوع خسائر في الأرواح والممتلكات".

وقالت في بيان لها: "تدعو البعثة لوضع نهاية فورية للاشتباكات المسلحة وتدعم الجهود الرامية إلى استعادة الهدوء ووقف إراقة الدماء وضمان الأمن في المدينة وسائر المدن الأخرى في جنوب ليبيا".

وقال سكان سبها يوم الأحد 19 يناير، وهو أول يوم عمل في الأسبوع، أن المدينة كانت هادئة، وأن الكثير من المحلات التجارية ظلت مغلقة فيما تراجعت أعداد السيارات على الطرق بصورة ملحوظة.


وخلال النهار، تجوب دوريات الجنود الشوارع، في الوقت الذي ظلت فيه المصارف مغلقة لأكثر من أسبوع، الأمر الذي حال دون حصول العمال على مرتباتهم.

وقال طوارق جيلي علي، عضو لجنة المصالحة في أوباري، أن شخصين على الأقل من قبيلته لقيا حتفهما خلال الاشتباكات التي وقعت في حي الطيوري وهي منطقة فقيرة في مدينة سبها يعيش فيها خليط من التبو والطوارق.

وقال الزوي: "لقد سمعت عن القتلى المدنيين في حي الطيوري ولكنني لم أشاهد أياً منهم في المستشفى".

والجدير بالذكر أن الاشتباكات الأخيرة قد نشبت عقب مقتل منصور الأسود، نائب قائد المنطقة العسكرية في سبها في 9 يناير. واتهمت قبيلة أولاد سليمان العربية، التي ينتمي إليها، قبيلة التبو بأنها المسؤولة عن قتله. ومنذ ذلك الوقت، تصاعدت حدة الاشتباكات بين القبائل المحلية في سبها والمنطقة المحيطة بها.

وفي هذه الأثناء، لا تزال العلاقات المجتمعية في الجنوب متوترة، وفي 18 يناير استولى مهاجمون من قبيلتي القذاذفة المقارحة العربيتين، اللتين تعتبران مواليتين للرئيس الراحل معمر القذافي، على قاعدة تمنهنت الجوية، التي تقع على بعد 30 كيلومتراً شرق سبها.

كلما طال أمد الصراع، ازدادت معاناة المدنيين
وقد أعلنت الحكومة الليبية حالة التأهب في أعقاب الهجوم الذي استهدف القاعدة الجوية، ولكن معظم فزان كانت قد أعلنت رسمياً منطقة عسكرية مغلقة منذ ديسمبر 2012.

قضايا جوهرية

وظلت الأقليات غير العربية بما فيها الطوارق والتبو، لعقود كثيرة في ظل حكم القذافي، تعاني التهميش، وتُحرم من الحصول على وثائق الهوية وتُعامل كأجانب، وذلك كجزء من سياسة التعريب.

ونتيجة لذلك، شارك العديد من هذه الأقليات في الحملة العسكرية التي قادت إلى الإطاحة بنظام القذافي في عام 2011، وأصبحت تنظم منذ الثورة حملات للحصول على حقوق سياسية في الدستور الجديد.

كما تريد بعض المجموعات في فزان الاستحواذ على حصة أكبر من عائدات استخراج النفط في الجنوب، المنطقة الأكثر فقراً في ليبيا. ولكن هناك سبب آخر يكمن وراء الانقسامات بين القبائل الرئيسية الثلاث- العرب والطوارق والتبو- وهو الصراع للسيطرة على طرق التجارة عبر الصحراء.
وفي حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قال طالب في جامعة سبها، لم يرغب في ذكر اسمه: "المشكلة لن تُحل قريباً. فهي ليست مجرد اشتباكات قبلية، بل صراع على قضايا حدودية، من يسيطر على فزان، وعلى الدولة".

md/jj/rz-kab/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join