1. الرئيسية
  2. Global

تخفيض موازنة خطة رئيس الولايات المتحدة الطارئة لمكافحة الإيدز تثير القلق

Manthabiseng Matthews holds the anti-retroviral treatment medicine for her granddaughter Limpho in her hand, Lesotho, 20 June 2007. Eva-Lotta Jansson/IRIN
قبل عشر سنوات تم تحويل حاوية شحن إلى أول مركز لعلاج المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقد تم إنشاء هذا المركز كاستجابة للزيادة الهائلة في عدد الإصابات الجديدة بهذا الفيروس والوفيات المرتبطة بمرض الإيدز، إذ يقدم المركز الأمل الوحيد للإثيوبيين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية بعد أن كانوا مضطرين إلى دفع الأموال للحصول على العلاج المضاد للفيروسات القهقرية الذي يطيل الحياة.

وعندما انضم إيريك جوسبي السفير المنسق للجهود الأمريكية العالمية لمكافحة الإيدز إلى غيره من المسؤولين الأمريكيين والإثيوبيين في المركز في رحلة قام بها مؤخراً، شاهدوا مرفقاً على أحدث المستويات حيث يتلقى الآلاف من المراجعين علاجاً شاملاً ضد فيروس نقص المناعة البشرية. وقد أضاف المركز الذي يعتبر جناحاً في مستشفى إكسبرس زيوديتو ميموريال ملحقاً للعيادات الخارجية.

وقال جوسبي في حفل الافتتاح: "سوف يستقبل المرفق الجديد 350 مريضاً على الأقل يومياً لم يستطع بعضهم الحصول على الخدمات التي يحتاجون إليها ويستحقونها في أي مكان آخر. وأنا أشيد على نحو خاص بزيوديتو لجهودها الضخمة لبناء أول مكان في إثيوبيا يقدم المشورة وخدمات الفحص للصم والمكفوفين".

ويعد المركز الآن واحداً من 900 موقع في أنحاء البلاد يمكن فيها لأكثر من 290,000 شخص الحصول على مضادات الفيروسات القهقرية. وقد تم تمويل المركز الجديد- مثل آلاف المراكز المنتشرة في أفريقيا- بواسطة خطة رئيس الولايات المتحدة الطارئة للمساعدة في مكافحة الإيدز التي تديرها الحكومة الأمريكية.

وخطة رئيس الولايات المتحدة الطارئة للمساعدة في مكافحة الإيدز التي تم إطلاقها في عام 2003 هي نتاج لاتفاق نادر بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي ممثلاً في الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش والمشرعين بقيادة كتلة النواب السود في الكونجرس. وكان الاتفاق في البداية على تقديم 15 مليار دولار لتمويل جهود مكافحة وباء نقص المناعة البشرية/الإيدز في العالم. وفي بداية انطلاق الخطة حصل 50,000 من سكان أفريقيا فقط على الأدوية المضادة للفيروسات، طبقاً لما ذكره إيريك جوسبي، الذي يترأس خطة رئيس الولايات المتحدة الطارئة للمساعدة في مكافحة الإيدز.

وفي عام 2012 وصل عدد الأشخاص الذين يحصلون على العلاج إلى ما يقدر بحوالي 8 ملايين شخص في البلدان المتوسطة والمنخفضة الدخل، من بينهم 5.1 مليون شخص يحصلون على دعم مباشر من الخطة. وكان هذا زيادة بنسبة 20 ضعفاً للتغطية العلاجية التي كانت موجودة في عام 2003 وقت إنشاء الخطة. وقال جوسبي في مقابلة مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه في عام 2012 فقط ساعدت الخطة على إجراء 46 مليون فحص لفيروس نقص المناعة البشرية وهو ما حال دون إصابة 230,000 رضيع بالفيروس.

خفض التمويل مقابل جيل خال من الإيدز

ولكن القلق يساور الخبراء من أن يجعل الخفض الثابت في موازنة خطة رئيس الولايات المتحدة الطارئة للمساعدة في مكافحة الإيدز الوصول إلى هدف جيل خال من الإيدز أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً.

وقال كريس كولينز، نائب رئيس السياسة العامة في مؤسسة أبحاث الإيدز، أنه على الرغم من المكاسب المبهرة التي تحققت في الاستجابة للإيدز، إلا أن الوقت ليس مناسباً الآن لخفض التمويل.

وأضاف كولينز في مقال افتتاحي نشر في أبريل أن "تمويل خطة رئيس الولايات المتحدة الطارئة للمساعدة في مكافحة الإيدز انخفض بنسبة 12 بالمائة منذ عام 2012 في بند الموازنة الثنائية لفيروس نقص المناعة البشرية في وزارة الخارجية الأمريكية. وقد اقترح البيت الأبيض مؤخراً تخفيضاً اضافياً قدره 50 مليون دولار لعام 2014. وعندما يؤخذ الخفض الإلزامي في الاعتبار يصبح البرنامج في أدنى مستويات تمويله منذ عام 2007".

وذكر كولينز أن "الحقيقة هي أن العالم لن يضع نهاية للإيدز من دون خطة رئيس الولايات المتحدة الطارئة للمساعدة في مكافحة الإيدز. سيقول البعض احكموا على الخطة على أساس نتائجها وليس تمويلها. ولكن حينما يدعو برنامج عمل الخطة إلى التوسع السريع في الخدمات الفعالة من أجل إظهار مكاسب ملموسة، يكون من الصعب فهم لماذا يتم الآن تقليص التمويل".

ولكن جوسبي أوضح أن التخفيضات تتم لثلاثة أسباب. الأول هو أنهم "يتحسنون ويزدادون ذكاءً في تقديم الخدمة مثل شراء البضائع وشحنها بتكاليف أرخص مثل الواقيات وأدوات الاختبار، كما أنهم يفضلون الأدوية البديلة الأقل تكلفة على الأدوية الأصلية الباهظة الثمن.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قال جوسبي: "لقد بدأنا أيضاً حواراً (كان ذلك محاولة لجعل تلك الخدمات مستدامة وليس فقط الاعتماد على ممول واحد) مع الحكومات حول مساهماتهم الآن في تلك الخدمات وما يمكن أن تكون عليه. وقد سمعت الحكومات كل ذلك وبدأت في ضخ أموالها إلى وعاء الخدمة"، مضيفاً أنه "ستكون تلك إضافات أخرى ولذلك يمكننا أن نبني على ما بدأناه بالفعل... حيث كانت البداية من الجهة المانحة ولكن النهاية من الحكومة".

وتبحث الولايات المتحدة أيضاً في المزيد من التعاون مع الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا لجمع التبرعات لتمويل برامج العلاج والوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، طبقاً لما ذكره جوسبي الذي قال أن الولايات المتحدة تتبرع بثلث الأموال التي تذهب إلى الصندوق العالمي.

"ولذلك نحن نفكر في الأمر كمسؤولية مشتركة... فنحن نرى التزامنا الأخلاقي تجاه المرضى الذي يستخدمون تلك الخدمات... ولن نتراجع عن ذلك. ولكننا نشعر أيضاً بأننا بحاجة إلى تنويع مصادر الصندوق [أن يساهم فيه آخرون] من أجل التأكد من استمرار تلك الخدمات".

تقديم المال

ولكن ما يشغل الكثيرين هو ما إذا كانت الدول الفقيرة في المنطقة ستستطيع تولي مسؤولية البرامج القائمة حالياً.

وطبقاً لما ذكرته مفوضية الاتحاد الأفريقي فإن عدداً من الدول قد بدأت في تنفيذ تدابير مبتكرة لتمويل الإيدز بهدف الحد من الاعتماد على جهات التمويل الخارجية مثل خطة رئيس الولايات المتحدة الطارئة للمساعدة في مكافحة الإيدز.

وقالت المفوضية في بيان صدر في 26 مايو أن "زيمبابوي وكينيا تخصصان الآن جزءاً من عائدات الضرائب المحلية لصندوق الإيدز الائتماني في حين قامت دول مثل بنين والكونجو ومدغشقر ومالي وموريشيوس ورواندا وأوغندا بفرض ضرائب خاصة بفيروس نقص المناعة البشرية يتم تحصيلها على استخدام الهاتف النقال أو تذاكر الطيران". وأضاف البيان أن "جنوب أفريقيا تبنت نهجاً مغايراً حيث قامت بخفض انفاقها على الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية بنسبة 53 بالمائة عن طريق إصلاح عملية مناقصة توريد الأدوية لزيادة التنافس بين الموردين".

وقال رئيس المفوضية نكوسازانا دلاميني زوما أن "قارتنا تظهر عملاً والتزاماً سياسياً قوياً من خلال تبني إصلاحات تحويلية لمواجهة الإيدز والسل والملاريا".

ويتفق جوسبي السفير المنسق للجهود الأمريكية العالمية لمكافحة الإيدز على أن الوقت لم يحن بعد لتقليص مكافحة الإيدز/فيروس نقص المناعة البشرية. وأوضح قائلاً: "لو تراجعنا فيما نقوم به من مكافحة لفيروس نقص المناعة البشرية، فسوف يعود مرة أخرى من دون أدنى شك. نحن نرى ذلك في كل الأمراض المعدية، ولكن فيروس نقص المناعة البشرية مشهور في هذا الشأن. من هنا فإن الحفاظ على استمرار تلك الجهود يصبح تحدياً، ولذلك نريد التأكيد على المسؤولية المشتركة".

kta/kn/rz-hk/dvh
"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join