1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Sudan

طريق طويل إلى الوطن في جنوب السودان

George Malual Deng, 24, has spent two years stuck in a transit site waiting to return to his home in South Sudan’s Jonglei state. He is among 20,000 people who have made a temporary home of the river port of Renk Hannah McNeish/IRIN
George Malual Deng, 24, has spent two years in a transit site waiting to return to his home in Jonglei State
قضى جورج ملوال دنق، البالغ من العمر 24 عاماً، عامين عالقاً في موقع عبور ينتظر العودة إلى داره في ولاية جونقلي في جنوب السودان. ودنق هو واحد من 20,000 شخص اتخذوا الميناء النهري الرنك موطناً مؤقتاً لهم، في انتظار عبارة تقلهم إلى الجنوب.

وعندما بدأ دنق رحلته من الخرطوم، كان السودان لا يزال دولة واحدة، وإن كان منقسماً بشدة بين الشمال والجنوب في أعقاب عقود من الحرب الأهلية، وعلى الرغم من توقيع اتفاق السلام في عام 2005.

ومنذ ذلك الحين، غادر ما يقرب من مليوني شخص الشمال إلى وطنهم الذي أصبح جمهورية جنوب السودان المستقلة في يوليو 2011. ويقول أشخاص عديدون، مثل دنق، أنهم رحلوا بسبب التمييز المتزايد ضدهم وتدني فرص الحصول على التعليم.



وكانت التي أعقبت الانفصال صاخبة، وتميزت بالصراع المتقطع بين القوات المسلحة لكلتا الجارتين والخلاف حول الرسوم التي يستطيع السودان فرضها على نقل نفط جنوب السودان عبر خطوط الأنابيب وتصديره - وهو الخلاف الذي أدى إلى إيقاف إنتاج النفط، وتوقف 98 بالمائة من إيرادات جنوب السودان. ووسط هذه الضجة، أغلق السودان حدوده المشتركة، وبالتالي توقفت حركة الناس والبضائع أيضاً.

وقال توبي لانزر، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان ونائب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة: "لم يتوقع أحد عند الاستقلال أنه سيتم إغلاق الحدود مع السودان... وأن حركة سفن النقل ستتوقف في كلا الاتجاهين عبر نهر النيل".

وأفاد بيتر لام بوث، رئيس لجنة الإغاثة والتأهيل التي تديرها الدولة، أن مساعدة مواطني جنوب السودان على العودة إلى بلدهم هي إحدى أولويات الحكومة، لكن لا يمكن عمل الكثير بدون أموال.

الأمتعة

ويضطر الأشخاص الذين يعيشون في أحدث دولة في العالم والعائدين إليها تحمل الأسعار الباهظة للسلع الأساسية والمستلزمات المنزلية، فجنوب السودان من أقل البلدان نمواً وأكثرها اعتماداً على الواردات في العالم. ولهذا السبب - ولتجنب حمل مبالغ كبيرة من النقود قد تكون مغرية للمسؤولين - يصطحب الكثير من العائدين إلى الجنوب كميات كبيرة من الأثاث والأدوات المنزلية الأخرى، التي تعتبر في واقع الأمر، كافة مدخراتهم.

وتتراكم أكوام من هذه الأغراض بجوار الملاجئ المؤقتة في أربعة مخيمات بمدينة الرنك.

وأوضح بوث أن "المشكلة الرئيسية، التي تواجه العائدين في الرنك هي مسألة الأمتعة. فعندما تم نقلها من الخرطوم أو كوستي [ميناء نهري سوداني يقع إلى الشمال من الرنك]، في ذلك الوقت، كانت الحكومة تمتلك الموارد اللازمة لإحضارهم ونقل الكثير من الأمتعة".

وتقول حكومة جنوب السودان أن نقص الأموال في أعقاب استفتاء يناير 2011 حول الانفصال يعيق خطط نقل الأمتعة والناس معاً. وقال بوث أن الحكومة خصصت نحو 16 مليون دولار في السنة الأولى لتمويل جهود العودة، ولكن تم إلغاء هذه الخطط بسبب تدابير التقشف التي اقتضاها إغلاق خطوط تصدير النفط.

ويكتشف العديد من العائدين، عندما يأتي دورهم للسفر على متن عبارات من الرنك إلى جوبا، أن أمتعتهم تفوق حمولة تلك السفن، ولذلك يفضل بعض أفراد الأسرة البقاء لحراسة الحمولة الزائدة.

وأفادت المنظمة الدولية للهجرة، التي تساعد العائدين، أن كل عائد يصل إلى الرنك بأمتعة يبلغ وزنها في المتوسط طن واحد.

وأكد دنق البالغ من العمر 24 عاماً أن الناس غير مستعدين لترك الأشياء الثمينة. وأضاف أنهم "يقولون أنهم إذا باعوا أمتعتهم ... لن يجدوا [اللوازم التي يحتاجون إليها] مرة أخرى، وسيكون من الصعب شراؤها مرة أخرى، كما أن الحصول على وظيفة غير مضمون، لذلك فإنه أمر صعب". وأضاف أن بيع أصول أسرته أمر غير وارد على الإطلاق.

وقال أيضاً: "أريد أن أذهب، [ولكن] ليس هناك سبيل إلى ذلك. لماذا أترك أغراضي وأذهب وحدي؟ أين سأنام؟ إنني بحاجة إلى نقل أغراضي إلى جوبا [عاصمة جنوب السودان]. ليس لدي مال. ولا أستطيع أن أبيع أغراضي".

ظروف سيئة

أما غريس ناسونا، البالغة من العمر 38 عاماً، فقد قضت ثمانية أشهر في مخيم العبور بمدينة الرنك.

وقالت: "إنه مكان قذر للغاية. لا غذاء ولا ماء جيد، ولا شيء أريد استخدامه".

وقال بوث: "لا توجد مرافق كثيرة في مقاطعة الرنك، وعندما يكون لديك 20,000 شخص وصلوا إلى هنا منذ نحو عامين، فإنهم يفرضون قيوداً كثيرة على السكان المحليين".

ويشكو مسؤولون محليون من أن أحجام الفصول الدراسية الصباحية والمسائية على حد سواء تضخمت لتصل إلى 150 تلميذاً. كما يقولون أن مرافق الرعاية الصحية تعمل فوق طاقتها ومعدل الجريمة آخذ في الارتفاع.

وفي عيادة في مستوطنة مينا لعبور اللاجئين، تقول الممرضات أن الملاريا متفشية بسبب القرب من النيل، والافتقار إلى المأوى ونقص الغذاء، مما يضعف جهاز المناعة لدى الناس.

وقالت نانو شول، 17 عاماً، أثناء إجراء اختبار الملاريا لطفلها البالغ من العمر أربعة أشهر: "لا نريد أن نستقر هنا، ولكننا سننتظر هنا حتى نتمكن جميعاً من السفر مع كل ممتلكاتنا. كما أن والدي لم يحصل على مستحقاته [معاشه التقاعدي] بعد".

وأضافت أن "الفرق الوحيد هو أن أشياءً كثيرة كانت متوفرة في الشمال، وكان والدي يعمل حتى نتمكن من الحصول على الطعام، لكنه لا يعمل الآن، ولم يصل معاشه بعد، لذا فإننا لا نستطيع أن نأكل كثيراً".

"مقعدك أو زوجتك"

وأصبحت الرنك بمثابة عنق الزجاجة بشكل متزايد بعد إغلاق خطوط تصدير النفط، حيث بدأت الحكومة تبحث عن مصادر أخرى للدخل.

وقال لانزر أن "السلطات في ولاية أعالي النيل قررت فرض بعض الضرائب على وكالات المعونة. وقد تم حل هذه المشكلة الآن، لكنها تسببت بطبيعة الحال في بعض التأخير".

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن هذه القضايا الضريبية أدت إلى إغلاق ميناء الرنك لمدة ثلاثة أشهر في بداية عام 2013.

وقد رست سفينتان محملتان بكميات هائلة من الأمتعة في الميناء في أواخر شهر أبريل.

وقال لانزر أن تكلفة السفر إلى جوبا تبلغ حوالي 1,000 دولار للشخص الواحد، ويخبر الناس أن الوقت قد حان الآن للاختيار بين "مقعدك أو زوجتك".

وأضاف قائلاً: "أعتقد أن إبقاء أفراد الأسرة معاً أمر هام جداً، مقارنة ببقاء بعض أفراد الأسرة مع الأمتعة في مكان موحش".

وأفاد أن "الناس عالقون في هذا الوضع الآن، منذ عامين في بعض الحالات، وأعتقد أن لحظة الخيارات الصعبة قد حانت. هل يريدون البقاء هنا والاندماج في المجتمع المحلي؟ فإذا أرادوا ذلك، دعونا نساعدهم. دعونا نعمل مع الحكومة لتخصيص قطعة أرض لهم. وإذا كانوا يريدون الاستمرار في السفر إلى وجهتهم، فإنني أعتقد أن الواقع يفرض عليهم السفر بدون أمتعتهم".

وأضاف بوث أن "مهمتنا هي مساعدة الناس الذين لا يملكون الموارد اللازمة للعودة".

وأوضح أيضاً أنه بعد إقامة طويلة في الرنك، وأيام على متن وسائل النقل تحت المطر والشمس الحارقة، تتعرض معظم الأمتعة للتلف قبل تفريغها.

ما زال هناك المزيد

ومن شأن استئناف إنتاج النفط أن يعيد ملئ خزائن جنوب السودان في العام المقبل، لكن الميزانية التقشفية ستستمر حتى عام 2014.

في الوقت نفسه، قال بوث أنه يُعتقد أن نحو 250,000 مواطن جنوب سوداني آخرين يقيمون في السودان، وأن 40,000 يعيشون في ظروف سيئة في مخيمات العبور في الخرطوم ويحتاجون للقدوم إلى جنوب السودان في وقت قريب.

وبينما اتفق كلا البلدين من حيث المبدأ على احترام "الحريات الأربع" لكل منهما، وهي المواطنة والملكية والوظائف والحقوق الأساسية، لم يتم بعد وضع اللمسات الأخيرة على هذه الصفقة.

hm/am/rz-ais/dvh
"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join