في أعقاب انهيار مصنع مؤلف من ثمانية طوابق خارج دكا أودى بحياة 400 شخص، قال الخبراء أن على بنجلاديش أن تعزز من قدراتها في مجال البحث والإنقاذ في المناطق الحضرية لتحسين الاستجابة لحوادث مماثلة في المستقبل.
وفي حديث إلى شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال جيرسون برانداو، مستشار الشؤون الإنسانية في مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في دكا: "تسلط المأساة الأخيرة الضوء على الحاجة لأن تبذل الحكومة المزيد من الجهد في مجال البحث والإنقاذ في المناطق الحضرية... بُذلت جهود نبيلة وخاصة من قبل المتطوعين للوصول إلى العديد من الناجين، ولكن للأسف لم يكن ذلك كافياً".
ففي 24 أبريل، قتل 385 شخصاً على الأقل عندما انهارت البنية الخرسانية في ضاحية سافار الصناعية في بنجلاديش التي تقع على بعد 24 كيلومتراً شمال غرب دكا، وحاصرت أكثر من 3,000 عامل، معظمهم من العاملين في مجال صناعة الملابس.
وتأتي تعليقات برانداو عقب انتقادات طالت طريقة تعامل السلطات مع هذه العملية ورفض الحكومة البنغالية لعروض البحث والإنقاذ الدولية، بما في ذلك تلك التي عرضتها المجموعة الدولية الاستشارية للبحث والإنقاذ (INSARAG)، وهي شبكة من البلدان المعرضة والمستجيبة للكوارث والمنظمات المختصة في مجال البحث والإنقاذ في المناطق الحضرية والتنسيق في الميدان، بعد ساعات فقط من انهيار المبنى.
ودافع وزير الداخلية البنغالي محي الدين خان الأمجير عن هذا القرار قائلاً أنه لم يكن هناك حاجة إلى أية مساعدة لأن خدمات الطوارئ المحلية في البلاد مجهزة تجهيزاً جيداً.
ووصف العديد هذه الحادثة بأنها أسوأ حادث صناعي في بنجلاديش منذ حصلت البلاد على استقلالها في عام 1971.
وقد هرع أكثر من 2,000 من المتطوعين وفرق الإنقاذ المحلية إلى مكان الحادث لتقديم المساعدة، لكن سرعان ما وجدوا أنفسهم مربكين وغير قادرين على المساعدة لافتقارهم للتجهيزات اللازمة.
وأشار برانداو إلى أن "هناك نقصاً ملحوظاً في المعدات المتخصصة والمتطورة مثل الكاميرات الصغيرة التي يمكن أن تبحث عن الناجين تحت الأنقاض، فضلاً عن الماسحات الضوئية التي يمكنها كشف حرارة الإنسان"، مضيفاً أن كلاب الشم لم تكن متوفرة أيضاً لتحديد موقع الناجين تحت الأنقاض.
وبالإضافة إلى نقص المعدات المتخصصة، لم يكن لدى العديد من المتطوعين، بما في ذلك المدرَّبين منهم من قبل السلطات للاستجابة لمثل هذه الحالات، حتى الملابس الواقية مثل القفازات والخوذ.
وقال أحد عمال الإغاثة الدوليين الذي فضل عدم الكشف عن اسمه بعد أن زار مكان الحادث: "كان رجال الإنقاذ يطلبون حتى من الأشخاص الموجودين تزويدهم بالمصابيح اليدوية".
دعوة إلى الاستيقاظ؟
وانتقد آخرون التنسيق العام للعملية ووصفوه بأنه "مرتبك".
وقال مهدي أحمد الأنصاري، خبير الزلازل والأستاذ في جامعة بنجلاديش للهندسة والتكنولوجيا: "يذكرنا هذا الحادث بأننا لسنا مستعدين لزلزال كبير.فعندما نواجه صعوبات في إدارة عمليات الإنقاذ في مبنى واحد، ليس من الصعب أن نتصور ما قد يحدث في زلزال كبير".
ويقول الخبراء أن دكا المعروفة بكثافتها السكانية معرضة بشكل كبير لخطر الزلزال.
وأضاف الأنصاري: "في زلزال كبير، قد ينهار ما بين 100 و200 مبنى. وعندها سيكون من الصعب إجراء عمليات إنقاذ باستخدام القدرات الحالية".
ودعا برانداو أيضاً للإصلاح المؤسسي، مشيراً إلى أن خدمة الإطفاء والدفاع المدني في بنجلاديش هما مؤسسة واحدة، لكن يجب أن تتمتع الجهتان بمجموعات مختلفة من المهارات. وأضاف: "إن خدمات الإطفاء والدفاع المدني في بنجلاديش مدرّبة بشكل جيد جداً على التعامل مع الحرائق، ولكنها تفتقر إلى القدرات والتدريب اللازم للدفاع المدني، بما في ذلك البحث والإنقاذ في المناطق الحضرية".
ووفقاً لمديرية إدارة الكوارث، لدى الحكومة 23,000 من المتطوعين المتدربين وتسعى إلى تدريب 66,000 آخرين في السنوات المقبلة. مع ذلك، تبقى الثقة حتى داخل الوزارة نفسها ضعيفة.
وقال أحد المسؤولين الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "إذا لم نتمكن من إدارة عملية إنقاذ في مبنى واحد، فكيف يمكننا إدارة عمليات الإنقاذ عند انهيار العديد من المباني".
mw/ds/cb-bb/dvh
"