1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Djibouti

جيبوتي: تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي يؤجج الهجرة

Checking for malnutrition in Balbala, a peri-urban settlement in the outskirts of Djibouti City Samuel Zoungrana/OCHA
Contrôle de l’état de malnutrition à Balbala, un quartier défavorisé en banlieue de la ville de Djibouti (photo d'archives)

أدت سنوات متعاقبة من شح الأمطار إلى تآكل آليات تكيف الرعاة في المناطق الريفية في جيبوتي في وقت تعاني فيه المناطق الحضرية من ارتفاع أسعار الغذاء وارتفاع معدلات البطالة. وتؤدي هذه العوامل إلى تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي في البلاد وتحفز على الهجرة.

وقد أصبحت منطقة بالبالا التي تبعد حوالي 12 كيلومتراً خارج مدينة جيبوتي مأوى للأسر الهاربة من الظروف القاسية في الريف ومن ندرة فرص كسب العيش في المدينة.

ما نحتاجه بشدة هو الغذاء

هاجر عوالي فرح البالغ من العمر 65 عاماً مع عائلته المكونة من 7 أفراد من منطقة ريفية تسمى علي صبيح بالقرب من مدينة دخيل الجنوبية متجهاً إلى بالبالا منذ 3 أشهر. وتقع مدينة دخيل على طول الحدود مع أثيوبيا وتضم عدداً كبيراً من المهاجرين مما يعقد فرصة الحصول على الموارد الأساسية الشحيحة هناك.

وقال فرح أن السكان في علي صبيح ينتقلون إلى منطق قريبة من مخيم علي عديه للاجئين على أمل الحصول على بعض المساعدات المخصصة للاجئي المخيم البالغ عددهم 16,778 شخص. وأضاف قائلاً: لا أدري كيف تسير أمورهم. ما نحتاجه بشدة هو الغذاء".

ويعاني في الوقت الحالي نحو 70,000 شخص في المناطق الريفية في جيبوتي من انعدام الأمن الغذائي. وطبقاً لتوقعات شبكة نظم الإنذار المبكر من المجاعة خلال الفترة من أكتوبر وحتى مارس 2013، سيتم توفير أكثر 60 بالمائة من الإمدادات الغذائية المنزلية عن طريق المساعدات الغذائية في المنطقة الرعوية شمال غرب البلاد.

كما ذكرت التوقعات أن الأسر في المنطقة الحدودية الرعوية جنوب شرق البلاد "بالكاد تستطيع تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية من خلال الاستنزاف المتسارع للأصول التي تؤمن لهم سبل العيش واعتماد استراتيجيات تكيف غير مستدامة مثل بيع الفحم".

وتشمل المناطق الأكثر تضرراً من المجاعة أوبوك في الشمال ودخيل وبالبالا. ووفقاً لإحصاءات عام 2010، ظهرت على نحو 42.9 بالمائة من الأطفال في أوبوك علامات الهزال. وفي عام 2006، أحتلت جيبوتي المرتبة الثانية عالمياً من حيث انتشار الهزال بين الأطفال دون سن الخامسة حيث بلغت النسبة 21 بالمائة.

ولم تكن الحياة سهلة في بالبالا أيضاً، حيث قال فرح: "الوضع هنا صعب جداً. فأحياناً نحصل على المال من أفراد الأسرة في المدينة. في دخيل كان لدينا على الأقل ثروة حيوانية توفر لنا الطعام". لكن العديد من الرعاة فقدوا ماشيتهم بسبب موجات الجفاف المتعاقبة.

وليتمكن فرح من التكيف قام بتقسيم أفراد عائلته حيث يقيم اثنان من أبنائه مع أقاربهم في مدينة جيبوتي.


البطالة وارتفاع الأسعار

في الوقت نفسه، يتسبب نقص في هجرة سكان المدينة إلى المناطق شبه الحضرية مثل بالبالا. انتقلت أسرة عبد الله دجامه عبدي جويدي من جاجادا إلى بالبالا وهي منطقة قريبة من المدينة حيث تبلغ تكلفة الايجار 5,000 فرنك جيبوتي (حوالي 28,20 دولار) في الشهر.

وقال عبدي جويدي "هنا نحن لا ندفع شيء. ومعظم الناس في جميع الأنحاء هنا انتقلوا من المدينة".

يعمل عبدي جويدي كعامل أجير حيث يتوجه كل صباح إلى المدينة للبحث عن عمل في مواقع البناء. وعن معاناته اليومية قال: "غادرت منزلي اليوم في الساعة الرابعة صباحاً للبحث عن عمل وعدت إلى المنزل خالي الوفاض. تمر أيام لا نأكل فيها شيئاً. لقد نسي الأطفال ما هو الحليب".

وأشارت شبكة نظم الإنذار المبكر من المجاعة أن أسعار اللحوم قد زادت من 800 فرنك إلى 1,200 إلى 1,400 فرنك.

كما أصبحت المياه أكثر تكلفة، ففي الوقت الحالي يتم بيع وعاء المياه بسعر 150 فرنك بعدما كان سعره 50 فرنك في عام 2011، وفقاً لسكان بالبالا. وقال أحد السكان أن "شركات المياه تقول أن المياه أصبحت أكثر تكلفة نتيجة للتكلفة العالية للوقود المطلوب لنقل المياه".

وتشير شبكة نظم الإنذار المبكر من المجاعة إلى أن ارتفاع معدلات البطالة التي تقف عند نسبة 48 بالمائة وارتفاع أسعار السلع الغذائية الرئيسية هما السببان الرئيسان لانعدام الأمن الغذائي الحاد للأسر الفقيرة في المناطق الحضرية. وتشير تقديرات شبكة نظم الإنذار المبكر من المجاعة إلى أن انعدام الأمن الغذائي سيظل عند مستويات الأزمة حتى شهر ديسمبر.

ويقدر أن نحو 90 بالمائة من الأراضي في جيبوتي قاحلة والنظام البيئي هناك هش، كما لا تملك البلاد سوى موارد طبيعية شحيحة وكل تلك العوامل وغيرها تجبر جيبوتي على الاعتماد بشكل كبير على الواردات الغذائية.

تحسين فرص بقاء الأطفال على قيد الحياة

ويساهم انعدام الأمن الغذائي والجفاف في ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال، طبقاً لما ذكره محمدو بشير مبودج، رئيس قسم تنمية وإنقاذ الأطفال في مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في جيبوتي.

كما يساهم انخفاض معدل الرضاعة الطبيعية الحصرية في ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال. وقال بشير أن الدراسة التي جرت في عام 2010 قد توصلت إلى أنه بالرغم من أن 98 بالمائة من الأمهات المرضعات في جيبوتي قد قمن بإرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية، إلا أن 24.5 بالمائة منهن فقط أرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية حصرية. وأضاف أن "التحدي هو كيفية تضيق الفجوة بين الـ 98 بالمائة والـ 24.5 بالمائة؟"

ومن بين كل1,000 طفل يولد في جيبوتي هناك 73 طفل يموتون قبل بلوغ عامهم الأول، وفقاً لليونيسف. ويمكن لممارسات تغذية الأطفال الجيدة أن تساهم في خفض تلك الأعداد. وتقوم اليونيسف باستخدام "الجدات الاستشاريات" لتشجيع الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الستة أشهر الأولى من عمر الطفل علاوة على تشجيع ممارسات الفطام السليمة.

وقال بشير: "عندما تبدأ الرضاعة الطبيعية مبكراً وتمارس الرضاعة الطبيعية الحصرية لمدة ستة أشهر وتقوم بالفطام في وقته، يمكن المساعدة في خفض وفيات الرضع بنسبة تصل إلى 19 بالمائة"، مضيفاً أنه يجب وضع مناهج طويلة الأجل ذات تمويل طويل الامد لمواجهة سوء التغذية.

شبكات الأمان والاستدامة

''غادرت منزلي اليوم في الساعة الرابعة صباحاً للبحث عن عمل وعدت إلى المنزل خالي الوفاض. تمر أيام لا نأكل فيها شيئاً. لقد نسي الأطفال ما هو الحليب''
من جهته، قال ماريو توشيت، المدير القطري وممثل برنامج الأغذية العالمي في جيبوتي أنه "هناك حاجة إلى مزيد من الاستراتيجيات المتكاملة في المياه والزراعة والصحة والتغذية لتحقيق الاستدامة... فعلى سبيل المثال، يمكن للسدود تجميع المياه الصغيرة أن تساعد في تحسين الوضع في المجتمعات الريفية. وسيكون الحصول على خدمات التغذية والصحة أمراً هاماً أيضاً بالنسبة لهم. وهناك حاجة كذلك إلى توفير مصادر سبل عيش بديلة للسكان المقيمين في الريف وغالبيتهم من الرعاة، ولكن البيئة صعبة للغاية".

وقال توشيت أن منظمات الإغاثة لابد أن تحقق التوازن الصعب بين تلبية احتياجات السكان الضعفاء في المناطق الحضرية والتركيز على المناطق الريفية حيث تظل الاحتياجات الإنسانية كبيرة، ويتوقع العديد من الجهات المانحة أن يكون هناك تحرك. وأضاف توشيت قائلاً: "لو قدمنا المزيد من المساعدات إلى المناطق الحضرية فإن سكان المناطق الريفية الضعفاء قد يشعروا بانجذاب أكبر للهجرة إلى المناطق الحضرية".

مع ذلك فإن انعدام الأمن الغذائي في المناطق الحضرية أصبح من أولويات برنامج الأغذية العالمي إذ أن غالبية سكان جيبوتي البالغ عددهم 800,000 نسمة هم من الحضر.

ويحرص برنامج الأغذية العالمي على مساعدة البلاد لوضع شبكة أمان وطنية. وقال توشيت: "ينبغي أن تشمل شبكة الأمان قسائم الغذاء النقدية وبرامج التغذية التكميلية وبرامج التغذية المدرسية. ويمكن أن نربط شبكة الأمان ببعض التدريب المهني على سبيل المثال. لكن التحدي هو كيفية مواصلة تقديم المساعدات دون الإبقاء على المستفيدين في هذه الدائرة من المساعدات الدائمة".

وأثناء الموسم العجاف للبلاد الممتد من يوليو إلى سبتمبر يقوم برنامج الأغذية العالمي بجانب ثلاث منظمات غير حكومية محلية ووزير الدولة للتضامن الوطني بتقديم قسائم الطعام إلى حوالي 3,000 أسرة في بالبالا. ويتم توزيع القسائم على النساء كل أسبوع للمساعدة في استكمال الاحتياجات الغذائية لأسرهم. وقد حصل هذا البرنامج الاسترشادي على الدعم المالي من صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ وحكومة سويسرا.

وتعد جيبوتي من بين دول القرن الأفريقي التي صادقت على مبادرة أمانة الهيئة الحكومية الدولية للتنمية ولمكافحة الجفاف، حيث تمت المصادقة على المبادرة بعد موجة الجفاف المدمرة في عام 2010-2011. وتهدف المبادرة إلى المساعدة في انهاء حالات طوارئ الجفاف من خلال مبادرات التنمية الطويلة الأمد التي تركز على المناطق القاحلة وشبة القاحلة في الإقليم.

aw/rz-hk/dvh
"

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join