1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Iraq

استعادة زمام المبادرة الإعلامية من تنظيم الدولة الإسلامية

A screenshot of a video produced by the so-called Islamic State (IS) claiming to show members of the militant group distributing meat to Iraqis on the occasion of Eid Al Ahda, a Muslim holiday. IS video
Une capture d’écran d’une vidéo de l’État islamique, prétendant montrer ses combattants en train de distribuer de la viande.

مع انتشار ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (المعروف أيضاً باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو داعش)، كان جزء من نجاحه يتمثل في قدرته على الهيمنة الإعلامية عبر مواقع الإنترنت، وقد ساعدته الدعاية المكارة على اجتذاب جحافل الأنصار في جميع أنحاء العالم. وفي الوقت الراهن، لا يزال هذا التنظيم هو الفائز في حرب الرسائل الدعائية.

ولكن ماذا لو طورت هذه الأدوات نفسها لتقديم سرد مضاد ومقنع، على سبيل المثال، لتعرية الخسائر الإنسانية المروعة التي تتكبدها النساء والأطفال في العراق وسوريا بسبب حملة الإسلاميين؟

هذا هو بالضبط ما يهدف إلى القيام به مركز صواب، الذي افتتحته حكومتا الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة معاً يوم الأربعاء الماضي. ولكن هل يمكن لهيئة تمولها الحكومة ويعمل بها موظفون بأجر أن تنافس في حرب الأفكار في ظل الدعم القوي والأكثر عفوية الذي يتمتع به تنظيم الدولة الإسلامية الآن؟

وفي حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال ألبرتو فرنانديز، منسق مكافحة الإرهاب السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، أن المشروع الذي يتخذ من أبوظبي مقراً له هو الأول من العديد من المراكز الإقليمية المطلوب تأسيسها في جميع أنحاء العالم لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية على موجات الأثير وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

"إننا بحاجة إلى نقاط عمل متعددة ضد تهديد داعش،" كما أضاف فرنانديز، الذي أسس مكتبه السابق، مركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب (CSCC)، هذا النهج الجديد.

وأكد أن "الفكرة ليست قائمة على إنشاء مركز واحد، بل العديد من الخطوط والجهود في فضاء الدعاية الإعلامية تعمل على إرسال رسائل مضادة لتنظيم الدولة الإسلامية. ويعتبر مركز أبوظبي هو الرائد في هذا المجال. إنهم في طليعة ما يأمل المرء أن يكون الكثير من الجهود".

التعلم من الأساتذة

ويواجه الائتلاف الفضفاض المكون من البلدان التي ترفض تنظيم الدولة الإسلامية في جميع أنحاء العالم مهمة شاقة إذا أراد أن يسرق المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي من الإسلاميين. فقد انتشرت دعاية تنظيم الدولة الإسلامية بشكل طبيعي من خلال الآلاف من الحسابات التي - إلى حد كبير - لا تتلقى أجراً أو حتى تعليمات لإرسال دعوتها.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال تشارلي وينتر، مؤلف دراسة حول هذا الموضوع نُشرت الأسبوع الماضي من قبل مؤسسة كويليام في المملكة المتحدة، أن "ليس لدى تنظيم الدولة الإسلامية ناشرون رسميون يتحدثون باسمه على موقع تويتر، بل يقوم بهذه المهمة أنصار التنظيم الذين لم يتم توظيفهم لهذا الغرض".

ولمواجهة هذا الضغط - الذي يقدره وينتر بأنه يتراوح بين 45,000 و90,000 حساب على مواقع التواصل الاجتماعي - فإن الائتلاف "سيحتاج إلى بذل كافة الجهود" لتحسين نظام الرسائل الخاص به، كما أفاد.

وإغراء تنظيم الدولة الإسلامية أعمق من مجرد صورته الوحشية في وسائل الإعلام. فبعد تحليل مجموعة نفيسة من الدعاية، وجد وينتر أن غالبية الرسائل تركز في الواقع على المواضيع الأكثر نعومة مثل الرحمة والانتماء والمثالية. هذه الرسائل الأكثر دقة - عندما يتم توجيهها نحو المجندين والأنصار الكامنين - يمكن أن تصبح عامل جذب قوي، لاسيما في المجتمعات التي تشعر بأنها محرومة.

وكانت استجابة الائتلاف حتى الآن هي القول بأن صورة الحياة في الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية أكثر قتامة ورعباً بكثير من الصورة الوردية التي يتم ترويجها من قبل الإسلاميين، ولكن هذا النوع من الحملات السلبية قد لا يؤدي إلى كسب القلوب والعقول.

وفي هذا الإطار، قال فرنانديز: "من السهل أن تصف شيئاً بأنه فظيع جداً، ولكن هذه ليست سوى بداية الحوار. لا يكفي أن تقول لا تفعل هذا. بل يجب عليك أن تقول افعل ذلك بدلاً منه، ولكن التحالف لا يجيد التعامل مع هذا الجزء الأخير".

وأضاف أنه في سوريا، على سبيل المثال، أصبح تنظيم الدولة الإسلامية في العديد من المناطق هو البديل الوحيد للحكومة، التي ارتكبت هي نفسها فظائع لا تعد ولا تحصى ضد المدنيين.

وقال فرنانديز أن السوريين يردون بشكل منطقي على رسائل التحالف قائلين: "حسناً، تنظيم الدولة الإسلامية سيء، ولكن الأسد أسوأ منه، وأنتم يا رفاق لا تفعلون أي شيء حيال ذلك".

كما أن لدى التنظيم ميزة أنه أكثر رشاقة بكثير من التحالف، الذي يتكون من 60 دولة، ولكل منها حكومتها وبيروقراطيتها وروتينها. وقد دشنت بعض الدول فرادى مراكزها الخاصة التي ترسل رسائل مكافحة الإرهاب، مثل مركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة، ولكن حتى الآن، لم يتم تبادل الدروس المستفادة أو الموارد.

نهج جديد

وبوصفه المركز الأول، يأمل المسؤولون والمحللون أن يتمكن مركز صواب من تغيير ذلك، ويقترحون أن نهج القواعد الشعبية الإبداعي يمكن أن يكون فعالاً، لاسيما إذا تم افتتاح عدة مراكز مماثلة في الأشهر المقبلة.

وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات وريتشارد ستنجل وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للدبلوماسية العامة والشؤون العامة شاركا في افتتاح مركز صواب.

وسيضم المركز موظفين من دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة والدول الأخرى الأعضاء في التحالف، وسيعمل على مدار الساعة. وسيكون التركيز على تحليل، ومن ثم مكافحة، رسائل تنظيم الدولة الإسلامية "المستخدمة لتجنيد المقاتلين الأجانب، وجمع التبرعات للأنشطة غير المشروعة، وتخويف السكان المحليين وترويعهم"، وفقاً لبيان وزارة الخارجية الأمريكية الصادر يوم الأربعاء الماضي.

وكتب ستنجل وقرقاش في افتتاحية مشتركة نشرتها صحيفة ذا ناشيونال يوم الخميس أن "المركز سيفتتح مجتمعاً جديداً على شبكة الإنترنت من شأنه أن يوفر لشعوب المنطقة والعالم فرصة لإطلاق وتقاسم المحتوى الخاص بنا - النصوص والرسومات ومقاطع الفيديو والرسوم المتحركة - التي تفند دعاية تنظيم الدولة الإسلامية البشعة".

وتأتي هذه الاستراتيجية الجديدة القائمة على المحاور وسط الكآبة الرسمية الناجمة عن عدم قدرة التحالف على مواجهة دعاية تنظيم الدولة الإسلامية.

"إن سرد تنظيم الدولة الإسلامية يتفوق على سردنا في الوقت الراهن،" كما أفاد ستنجل صراحة في مذكرة أرسلها إلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم 9 يونيو، وتم تسريبها إلى صحيفة نيويورك تايمز.

ويقول محللون أن النجاح قد يتطلب تعديل بعض التكتيكات التي استفاد منها التنظيم نفسه. فعلى سبيل المثال، قد يحاول التحالف إقناع عدد قليل من أنصاره - الناس الذين يؤمنون بقوة بالقضية ويصبحون من كبار المناصرين غير الرسميين. وهذا يتطلب بعض الإبداع - والسماح لمواقع التواصل الاجتماعي بأن تأخذ مجراها الخاص. وحذر فرنانديز من أن "المركز سيفشل إذا اتبع نصاً محدداً بالكامل، وخضع لسيطر تامة، وأصبح مصطنعاً تماماً. ينبغي أن يكون به نوع من الفسحة للتنفس، وللتجربة العضوية واكتشاف الأشياء".

ويشير خبراء الإرهاب إلى أن الرسالة العاطفية الدقيقة يمكن أن تكون هي الأكثر نجاحاً.

"يجيد تنظيم الدولة الإسلامية تبسيط كل شيء في صورة سؤال ثنائي، أبيض وأسود. ما يقدمه تنظيم الدولة الإسلامية هو أجوبة بسيطة على كل أسئلتك. وكلما استطعت تشجيعهم على رؤية العالم كمكان معقد، كلما كان ذلك أفضل،" كما قال محلل شؤون الإرهاب ج. م. بيرغر لمجموعة صغيرة من الصحفيين، من بينهم شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، الشهر الماضي في الدوحة.

والرسائل التي توضح المعاناة الإنسانية هي أحد الأمثلة التي يمكن أن تجعل المسلحين وأنصارهم يفكرون مرتين بشأن نبل قضيتهم.

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن حوالي 4.4 مليون عراقي بحاجة الآن إلى مساعدات غذائية، كما أفادت الأمم المتحدة في أحدث تقاريرها - وهذا مؤشر على المعاناة التي تسبب فيها توغل تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي سوريا، قتلت المجموعة ما يقرب من 1,000 مدني هذا العام، بما في ذلك 59 طفلاً، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان. ومن الأهمية بمكان لحملة الرسائل الدعائية أن تشير إلى أن العديد من الضحايا كانوا من السنة العرب المسلمين، وهي نفس المجموعة التي يدعي تنظيم الدولة الإسلامية تمثيلها.

من جانبه، عبر وينتر عن ثقته في أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح - أخيراً. وقال أنه "في الآونة الأخيرة، كانت هناك رغبة كبيرة في التغيير والتكيف مع الوضع" داخل التحالف. "وحتى لو لم تكن الرسائل فعالة الآن، فإنني أعتقد أن هناك إدراكاً متزايداً، وهذا أمر حيوي للغاية".

eb/jd-ais/dvh

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join