1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Syria

إعمار كوباني في خطر بسبب هجمات تنظيم الدولة

Syrian Kurdish refugees cross into Turkey from Syria, near the town of Kobani. Syria's conflict, which began in 2011, has turned the country into the world’s single largest driver of displacement. I. Prickett/UNHCR
Syrian Kurdish refugees flee Kobani (file photo)

على مدار الأشهر القليلة الماضية، كانت كوباني والمنطقة المحيطة بها تشبه ملاذاً آمناً في سوريا، وأصبحت المدينة التي تقع في شمال البلاد هادئة منذ انسحاب الجماعة التي تطلق على نفسها اسم الدولة الإسلامية في شهر يناير الماضي.

وكان خطر تجدد اندلاع أعمال العنف يبدو هزيلاً بما يكفي لبدء جهود إعادة الإعمار. وقد بدأ عمال الإغاثة الأجانب يدخلون ويخرجون بحرية. وكان يُنظر إلى كوباني على أنها مكان يتسم بالهدوء النسبي، حيث يبدو المستقبل، على الأقل، إيجابياً. ولكن الحال تغير الآن.

هجوم واحد غير كل شيء. فقد قُتل نحو 150 شخصاً يوم الخميس الماضي عندما تسللت مجموعة كبيرة من المسلحين إلى المدينة التي تقطنها أغلبية كردية، ونفذوا سلسلة من التفجيرات وأطلقوا النار بطريقة عشوائية على المدنيين.

وقد اضطر الآلاف من اللاجئين الذين كانوا قد عادوا مؤخراً إلى الفرار مرة أخرى، وتقطعت السبل بعدد كبير منهم الآن على الحدود التركية، بينما يتلقى مئات المدنيين المصابين بجروح العلاج في المستشفيات، سواء في كوباني أو في تركيا.

وقد يصبح الضرر على المدى الطويل أشد قسوة. فقد استغرق بناء الثقة والبدء في اقناع المنظمات الإنسانية الدولية بالانخراط النشط في جهود إعادة الإعمار عدة أشهر. وتعتبر خبرتهم ضرورية لإزالة الذخائر المتفجرة من المدينة حتى يتسنى تشغيل المرافق والنظم الأساسية مرة أخرى.

ولكن يبدو الآن أن الوضع الأمني أبعد ما يكون عن السماح بحدوث ذلك.

وذكرت وكالة أنباء أسوشيتد برس أن أعداداً صغيرة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ظلت في المدينة يوم الجمعة، ولكن غالبيتهم لقوا مصرعهم.

وقال حكمت أحمد، مسؤول العلاقات الخارجية في هيئة الصحة بمدينة كوباني أن المستشفيات في المدينة مليئة بالمدنيين والأطفال، حيث يتلقى أكثر من 100 شخص العلاج من جروح خطيرة.

وفي السياق نفسه، قال مسؤول تركي في مجال العمل الإنساني، فضل عدم الكشف عن اسمه نظراً لعدم السماح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام، أن 165 شخصاً من كوباني يتلقون العلاج في مستشفيات داخل تركيا، في حين توفي خمسة منهم متأثرين بجراحهم يوم الجمعة.

الخلاف الحدودي

وبينما كان الآلاف من سكان كوباني يهرعون الى الحدود السورية، أدان إبراهيم أيهان، النائب الكردي عن مدينة أورفا في جنوب تركيا، قرار الحكومة التركية إغلاق أحد المعابر. وأخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن ما بين 1,000 و2,000 شخص ينتظرون عند بوابة مورسيتبينار الحدودية منذ يوم أمس (الخميس)، مع ذلك، تم منعهم من الدخول إلى تركيا".

وأضاف أيهان أن بوابة حدودية ثانية في يومورتاليك ظلت مفتوحة وأن منظمات الإغاثة الكردية تمكنت من تقديم بعض المساعدات للفارين من القتال.

"هذا هجوم همجي ارتُكب بأكمله ضد المدنيين، وكانت غالبية الضحايا من النساء والأطفال،" كما أفاد.

من جانبه، أخبر المسؤول التركي في مجال الشؤون الإنسانية شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن بوابة مورسيتبينار الحدودية لن تُفتح بشكل كامل مرة أخرى إلا عندما يتحسن الوضع الأمني.

"نحن ملتزمون بمساعدة الناس في كوباني،" كما أكد، نافياً أن تكون تركيا قد أعادت اللاجئين الشرعيين. "أود أن أقول أنه من المهم الحفاظ على التوازن بين الأمن واحتياجات [سكان كوباني]".

وأكد أحمد، وهو لاجئ من كوباني في تركيا وتعيش أسرته بالقرب من الحدود، أن عدداً كبيراً من السكان قد تقطعت بهم السبل قرب الحدود، وأن "الكثير من الناس ليس لديهم طعام أو ماء منذ يومين".

تعليق إعادة الإعمار

وقد شهدت مدينة كوباني واحدة من أكبر وأشرس المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العام الماضي، حيث تمكنت القوات الكردية - بدعم من الضربات الجوية الأمريكية ووحدات المتمردين السوريين - من الانتصار في نهاية المطاف، بعد أشهر من القتال في الشوارع. ولكن الانتصار كان باهظ الثمن؛ فقد حاق الدمار بما يقرب من 70 بالمائة من المدينة، وأصبحت كل من القنابل الأمريكية التي لم تنفجر والشراك الخداعية التي نصبها تنظيم الدولة الإسلامية تشكل مخاطر كبيرة على العائدين.

ومنذ انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية في شهر يناير، تم وضع خطط لبرنامج رئيسي لإزالة الألغام بدعم أجنبي.

وقد عززت المكاسب الكردية التي تحققت ضد تنظيم الدولة الإسلامية الشعور المتزايد بالأمن في الأشهر الاخيرة، حيث تم طرد مسلحي التنظيم من مدينة تل أبيض الرئيسية نحو أسبوعين فقط.

كان هذا النصر هاماً لأنه يعني أنه يمكن للأشخاص الموجودين في كوباني السفر بحرية إلى مدينة كردية أخرى، وهي الحسكة، عن طريق البر، مما أدى إلى انخفاض كبير في أسعار الوقود والغذاء.

وكانت العديد من المنظمات غير الحكومية بصدد عقد صفقات مالية لتنفيذ عمليات كبرى لإزالة الألغام، في حين كانت منظمات أخرى تعمل على تطوير أنظمة جديدة في مجال الصحة والقطاعات الأخرى.

وقد تحدثت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) إلى ثلاث منظمات إغاثة دولية تعمل داخل كوباني، ولكنها جميعاً رفضت الكشف عن هوياتها لأسباب أمنية. واتفق الجميع على أنه من المرجح أن يكون تأثير هجوم يوم الخميس على عملهم كبيراً.

وعلى الرغم من أنهم جميعاً عبروا عن رغبتهم في الاستمرار في العمل في هذه المدينة، فقد قالوا أنهم سيحتاجون أولاً إلى مراجعة سياساتهم الأمنية.

وأوضح أحد عمال الإغاثة أنه من المرجح أن تتوقف سياسة إرسال خبراء أجانب لتقديم المشورة بشأن جهود إزالة الألغام في المدينة في المستقبل المنظور، بينما وصف آخر ما حدث بأنه "دعوة للاستيقاظ".

مع ذلك، فقد عبر النائب الكردي أيهان عن ثقته في أن عدداً كبيراً من المنظمات الإنسانية الكردية العاملة في المدينة ستمضي قدماً في إعادة الإعمار مهما حدث.

jd/ag-ais/dvh"

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join