أفاد المسؤلون والسكان في المناطق الشمالية من أفغانستان أن القحط الشديد الذي يؤثر على تلك المناطق قد أدى إلى جفاف المراعي وقلل من مصادر المياه وتسبب بنفوق الكثير من الحيوانات.
وقال المسؤولون في الأقاليم الأكثر تضرراً أن عشرات الآلاف من الحيوانات نفقت خلال الأشهر الخمسة الماضية بسبب نقص المياه والعلف ولإصابتها بأمراض مرتبطة بالجفاف.
وقال رعاة القطعان في ميمانا، عاصمة إقليم فرياب الشمالي، أنهم يبيعون حيواناتهم بأسعار زهيدة جداً لتفادي خسارتها كلياً.
وتحدث رجب، وهو راع في منتصف العمر، عن خسارته قائلاً: لقد فقدت إلى الآن 20 خروفاً وبعض الماعز بسبب الجفاف...أرغب ببيع ما تبقى منها بأي ثمن"، مضيفاً أنه يبيع الخروف بما يعادل 24 دولاراً في الوقت الذي كان فيه الخروف الواحد يساوي ما لا يقل عن 100 دولار في العام الماضي.
وفي إقليم سامانغان المجاور، قال المسؤولون في مديرية الزراعة أن 1,400,000 رأساً من الماشية (حوالي 40 بالمائة من الحيوانات) بيعت بأسعار زهيدة بينما نفقت 30 بالمائة منها بسبب الجفاف.
وأخبر شاهنواز شرار، مدير مديرية الزراعة في سامانغان، شبكة الإنباء الإنسانية (إيرين) أنه "لا يوجد طعام أو ماء للحيوانات".
وقد تم الإبلاغ عن مشاكل مشابهة في أقاليم بلخ وجزوان وهيرات وبادغيس.
الأشخاص الأشد ضعفاً في خطر
وفي السياق نفسه، قالت وزارة الزراعة والري والماشية أن 80 بالمائة من الزراعات المعتمدة على مياه المطر (أكثر من ثلث الإنتاج المحلي) فشلت لعدم هطول كميات كافية من الأمطار، هذا فضلاً عن جفاف معظم المراعي.
كما تظهر صور الأقمار الصناعية التابعة لوكالة المسح الجغرافي الأمريكي، صفوفاً طويلة من الأعشاب المجزوزة التي ضربها أسوأ جفاف منذ عام 2000.
ويشعر عمال الإغاثة بالقلق حيال الضربات المتكررة التي تلقتها صناعة تربية المواشي التي تعتبر مصدر الرزق الأساسي بالنسبة لملايين الأفغان. وقد أدى ذلك إلى دفع الأشخاص الأكثر ضعفاً إلى خانة انعدام الأمن الغذائي شديد الخطورة والفقر المدقع.
وقال كاتب شمس، مدير مديرية الزراعة في إقليم بلخ: "سيعاني الأشخاص الذين يبيعون حيواناتهم بأسعار زهيدة من فقر شديد قريباً لأنهم يبيعون مصدر رزقهم الأساسي".
دعوة للمساعدة
وقد طالب المسؤولون في الأقاليم الشمالية التي ضربها الجفاف بمساعدات إنسانية عاجلة لإغاثة المجتمعات المتأثرة. ودعوا لتقديم طعام للحيوانات (يشمل العلف والحبوب) والمساعدة في توفير المياه وتقديم الدعم التقني لإعادة تأهيل صناعة تربية المواشي.
وعن ذلك قال محمد رحيم ميرزاد، مدير قسم تربية الحيوانات في وزارة الزراعة والري وتربية المواشي لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن المانحين لم يستجيبوا بعد للدعوات السابقة لتقديم المساعدة.
وأضاف قائلاً: "هناك العديد من الرعاة الذين تأثروا بشكل كبير [بهذه الأزمة] وهم بحاجة ماسة للمساعدة...نحن مستمرون بطلب المساعدة". وأوضح أن أكثر من 200,000 رأس من الماشية في البلاد البالغ عددها 21.7 مليون تقريباً نفقت خلال الإثني عشر شهراً الماضية بسبب الطقس البارد والجفاف.
"