عبّر مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في اليمن عن قلقه إزاء انخفاض معدلات الرضاعة الطبيعية في البلاد، والذي قد يؤدي، بحسب المسؤولين، إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية والوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة.
وقال نسيم الرحمن، مسؤول الاتصال والإعلام في مكتب اليونيسف في صنعاء، أن نصف الأطفال اليمنيين ممن هم دون الخامسة يعانون من سوء التغذية. وقال أن صحة الأطفال الصغار سيئة وتزداد سوءاً ولذلك هناك حاجة ملحة لإطلاق حملة للتشجيع على الرضاعة الطبيعية".
وفي حديث للصحفيين يوم 2 أغسطس/آب احتفاءً بأسبوع الرضاعة الطبيعية العالمي قال الرحمن أن اليمن - بالإضافة إلى جيبوتي والسودان – تضم أدنى معدلات الرضاعة الطبيعية في المنطقة.
وأضاف الرحمن أن الأسباب وراء عدم انتشار الرضاعة الطبيعية بالشكل الذي يجب أن تكون عليه تتمثل في غياب الدعم الأسري والاجتماعي والحكومي وكثافة حملات التسويق التي تقوم بها شركات الحليب الصناعي وغياب مرافق عامة للرضاعة الطبيعية.
وتعد معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون الخامسة في اليمن من بين أعلى المعدلات في العالم حيث تصل نسبة التقزم إلى 53.1 بالمائة والهزال إلى 12.5 بالمائة ونقص الوزن إلى 45.6 بالمائة، وفقاً لوزارة الصحة.
وقالت اليونيسف أن معدل "الرضاعة الطبيعية الحصرية" (وهي الرضاعة التي يحصل فيها الطفل على حليب الأم فقط في أول ستة أشهر من حياته) وصل إلى 12 بالمائة فقط في اليمن.
ووفقاً لتقرير "وضع الأطفال في العالم" الذي أصدرته اليونيسف في العام 2008، بلغ معدل "الرضاعة الطبيعية الحصرية" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 28 بالمائة، مما يجعل المنطقة تنخفض بعشر نقاط عن المعدل في الدول النامية. كما تأتي هذه المنطقة بعد منطقة أفريقيا جنوب الصحراء حيث تتراوح معدلات "الرضاعة الطبيعية الحصرية" بين 30-39 بالمائة.
ارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال
وقال الرحمن أن الرضاعة الطبيعية ضرورية جداً للوقاية من المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها الأطفال، حيث أشار إلى أن 84,000 طفل يموتون سنوياً بسبب الإسهال (السبب الرئيسي للوفاة) وذات الرئة (ثاني أكبر سبب للوفاة). وأضاف أنه يمكن للرضاعة الطبيعية المساهمة في التقليل من معدلات الوفيات المرتفعة.
بدورها قالت ذكرى النزيلي، مسؤولة برامج التغذية باليونيسف، أن معدلات الوفيات بين الأطفال دون الخامسة انخفضت من 139 وفاة لكل ألف ولادة حية في عام 1990 إلى 102 وفاة لكل ألف ولادة حية في العام 2005. ويعود ذلك جزئياً إلى حملات التلقيح (مثل حملات التلقيح ضد شلل الأطفال) والمساعي لنشر الوعي حول الأمور الصحية والوقاية من الملاريا والاهتمام بصحة الأمهات.
ولكن يمكن القيام بالمزيد لتشجيع الرضاعة الطبيعية، حيث قالت النزيلي أن معدل "الرضاعة الطبيعية الحصرية" ارتفع من 13 بالمائة عام 1991 إلى 17 بالمائة عام 1997 ولكنه عاد لينخفض إلى 12 بالمائة منذ ذلك الوقت. وأضافت أن الأطباء ووسائل الإعلام لم يقوموا بما يكفي لتشجيع الرضاعة الطبيعية.
وأشارت كذلك إلى أن ملايين الدولارت تصرف سنوياً على بدائل الحليب الطبيعي، "ففي اليمن حيث يولد حوالي 800,000 طفل سنوياً، يتم صرف حوالي 1,056,000,000 ريال [5,280,000 دولار] سنوياً على الزجاجات التي تستخدم في الرضاعة الصناعية و1,126,400,000 ريال [5,632,000 دولار] على مسحوق الحليب الصناعي".
"