1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Somalia

الصومال: محاربة فيروس نقص المناعة البشري في مناطق النزاع

A displaced woman passing Somali police guarding the food distribution, Jowhar, Somalia, September 2007. Most of the displaced were originally from Jowhar and had moved to Mogadishu but violence has forced them back home. Manoocher Deghati/IRIN

أجبرت حالة انعدام الأمن المتزايدة منظمات الإغاثة العاملة في الصومال على ابتكار طرق للإبقاء على برامج محاربة فيروس نقص المناعة البشري مستمرة والمحافظة على حياة العاملين فيها، خصوصاً بعد عمليات الاختطاف الأخيرة التي طالت عدداً من عمال الإغاثة المحليين والأجانب.

وقالت أولريك جيلبيرت، المتخصصة في فيروس نقص المناعة البشري والتي تعمل في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في الصومال، المتلقي الرئيس لمنح فيروس نقص المناعة البشري الخاصة بالصومال والمقدمة من الصندوق العالمي لمحاربة الإيدز والسل والملاريا: لقد تدهور الوضع الأمني ولا يوجد سوى وصول محدود للأمم المتحدة وشريكاتها من منظمات الإغاثة لتقديم المساعدات الإنسانية... لقد كان علينا بناء قدرة شركائنا المحليين – أي المنظمات غير الحكومية المحلية العاملة على الأرض والتي تعيش بين المجتمعات في المناطق غير الآمنة – فموظفونا الصوماليون [المحليون] لا يملكون أيضاً القدرة على الوصول إلى الكثير من المناطق الآن".

وتعد نسبة انتشار فيروس نقص المناعة البشري منخفضة في الصومال حيث تصل إلى أقل من واحد بالمائة، ولكن انتشار المعرفة حول هذا الوباء وكيفية الوصول إلى الخدمات المتعلقة به منخفضة أيضاً. ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز ومكافحة العدوى به UNAIDS، خضع خمسة بالمائة فقط من الصوماليين لفحص فيروس نقص المناعة البشري بينما لا يملك سوى أربعة بالمائة فقط من الشبان والشابات بين عمر 15 و24 عاماً معلومات دقيقة عن الفيروس.

وقد بدأت اليونيسف وشركاؤها العديد من البرامج المعنية بمكافحة فيروس نقص المناعة البشري تتضمن برامج تثقيف النساء للنساء وتشجيع الزعماء الدينيين على بحث الموضوعات المتعلقة بالمرض بشكل أكثر انفتاحاً وتوفير خدمات الاستشارة والاختبار الطوعيين والعلاج بمضادات الفيروسات القهقرية في ستة مواقع عبر البلاد.

وأخبرت جيلبيرت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)/خدمة أخبار الإيدز أن "بعض هذه المنظمات تقوم بعمل مدهش وهي مستمرة في نشر الوعي وغيره من الخدمات وسط القصف والأجواء غير الآمنة". ومن هذه المنظمات ائتلاف منظمات المرأة Coalition of Grassroots Women's Organisations وهي مظلة تجمع تحت سقفها مجموعة من المنظمات وتعمل في خمس مناطق في جنوب وسط الصومال حيث أجبر القتال المحتدم بين القوات الصومالية المدعومة من إثيوبيا من جهة والمتمردين من جهة أخرى على فرار مليون شخص تقريباً من ديارهم وتسبب في مقتل حوالي 6,500 مدني منذ عام 2007.

وقالت ناطقة باسم الائتلاف فضلت عدم الكشف عن اسمها: "نقوم ببرامج تثقيف النساء للنساء حول فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز بمساعدة 24 ميسرة... كما ننظم اجتماعات حيث يمكن للنساء التحدث في الموضوعات المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشري ونستضيف خلالها نساء متعايشات مع الفيروس وندعو الحاضرات إلى الفحص والاختبار الطوعيين ونذهب من منزل لآخر لنشر الوعي".

العمل في أجواء مراقبة

وللقيام بمثل هذه النشاطات لا بد من الاختلاط بالناس في مجتمعاتهم ولذلك قالت الناطقة: "إنه أمر خطير؛ فعلينا أن نعمل بشكل خفي لتفادي مضايقات المليشيات... كما نتجنب الخطوط الأمامية – أي المناطق التي يشتد فيها القتال بين قوات الحكومة الفدرالية الانتقالية والجيش الإثيوبي والمتمردين".

وأضافت أن العاملين في هذه البرامج يولون اهتماماً للوقت الذي يقومون فيه بنشاطاتهم، "ففي الصباح وقبل وصول القات إلى السوق، تكون المليشيات متيقظة ويمكنها مضايقة طاقمنا والتدخل بعمله والسؤال حول ما إذا كان يملك تصريحاً للقيام بذلك. ولكن في المساء، عندما يذهب معظمهم لمضغ القات يمكننا التحرك بحرية أكبر".

ولتجنب الاضطهاد، لا يذكر العاملون بالائتلاف عبارة فيروس نقص المناعة البشري عند الحديث عن عملهم ويكتفون بإخبار المليشيات أنهم يقيمون اجتماعات للنساء.

كما أخبرت الناطقة شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)/خدمة أخبار الإيدز أن الاستمرار في نشر الوعي بين الناس ممكن ولكن حالة انعدام الأمن قد تكون خطيرة ومعرقلة لهذه النشاطات. وأوضحت قائلة: "لقد أدى القصف الذي حدث مؤخراً في بلدة بليتويني [التي تقع على بعد 330 كلم من العاصمة مقديشو] إلى نزوح بعض الميسرات العاملات معنا وغيرهم من العاملين في تثقيف الناس ولذلك توقف عملهم جميعاً".

كما أن توصيل المرضى إلى المستشفيات أمر في غاية الصعوبة، حيث قالت المسؤولة من الائتلاف أن الموقع الوحيد في جنوب وسط الصومال الذي يقدم خدمات الفحص والاختبار الطوعيين والعلاج بمضادات الفيروسات القهقرية موجود في ميركا التي تقع على بعد 100 كلم من العاصمة مقديشو "والطريق بين ميركا ومقديشو غير آمن".

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join