تأثر برنامج الغذاء مقابل التعليم" التابع لبرنامج الأغذية العالمي بشكل كبير بالهجمات الأخيرة التي استهدفت قافلات الإغاثة في أفغانستان، مما حرم حوالي 300,000 طفل في المرحلة الابتدائية، معظمهم في الأقاليم الجنوبية، من الحصول على زيت الطبخ النباتي والبسكويت المدعم خلال الأشهر الأربعة الماضية.
ويهدف برنامج "الغذاء مقابل التعليم" إلى تشجيع التعليم وضمان انتظام الأطفال – وخاصة الإناث– في المدارس الرسمية.
ويقوم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بتوزيع 4.5 كغم من زيت الطبخ على 450,000 طفلة كل شهر والبسكويت المدعم على 1.5 طفل يومياً ممن يرتادون المدرسة في المناطق التي ينعدم فيها الأمن الغذائي.
وأفادت مديرية التعليم في إقليم غور، وسط أفغانستان، أنه من بين150,000 طالب في الإقليم، هناك حوالي80,000 من المؤهلين للاستفادة من برنامج التغذية المدرسية ولكن لم يصل هؤلاء أي نوع من المساعدات منذ مارس/آذار 2008، أي منذ بداية العام الدراسي.
وقال عيد غول عظيم، نائب رئيس مديرية التعليم في الإقليم أن التأخر في وصول المساعدات التي يقدمها برنامج التغذية المدرسية وارتفاع الأسعار قد أثرا بشكل كبير على نسبة الحضور المدرسي.
وأوضح قائلاً: "لم ينتظم حوالي خمسة بالمائة من الطلاب في الآونة الأخيرة" مضيفاً أن معظم المتغيبين هم "من عائلات فقيرة" وقد تم إجبارهم على العمل للمساهمة في توفير الطعام لعائلاتهم.
وقالت بيبي غول، 55 عاماً، وهي أم لثلاثة أطفال تسكن في مدينة شاغشاران، عاصمة إقليم غور: "كان أطفالي في السابق يحضرون القمح والزيت إلى المنزل ولكننا لم نحصل على شيء هذا العام... كما أن أسعار المواد الغذائية جد مرتفعة ونحن فقراء ولذلك يعمل أطفالي لكسب رغيف من الخبز بدل الذهاب إلى المدرسة".
المدارس مقفلة في الجنوب
من جهته، قال عباد الله عبادي، مسؤول الإعلام في برنامج الأغذية العالمي، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في كابول يوم 29 يوليو/تموز: "لم نقم بتوزيع الزيت النباتي والبسكويت المدعم على 300,000 طالب في الأقاليم الجنوبية"، موضحاً أن انعدام الأمن والهجمات المتكررة على قوافل المساعدات هي السبب الرئيسي وراء هذا التأخير.
في غضون ذلك، تم إغلاق مئات المدارس- معظمها في الأقاليم الجنوبية المتوترة - بسبب الهجمات، وبذلك حُرم عشرات الآلاف من الأطفال من التعليم والحصص الغذائية معاً.
ويقول المسؤولون وعمال الإغاثة أن الحاجة لبرامج التغذية المدرسية ازدادت خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب تضخم الأسعار والجفاف الشديد اللذين دفعا ملايين الأفغان إلى خانة انعدام الأمن الغذائي الشديد.
كما طالب برنامج الأغذية العالمي بالمزيد من التمويل لإطعام 4.5 مليون شخص ممن يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد بالإضافة إلى برامجه الحالية.
هجوم على قافلة مساعدات غذائية
الصورة: برنامج الأغذية العالمي ![]() |
حارس مسلح يرافق شحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي |
وكانت مجموعة من المسلحين قد هاجمت قافلة مؤلفة من 49 شاحنة في منطقة بالابولوك في إقليم فرح، جنوب غرب أفغانستان، يوم 24 يوليو/تموز استأجرها برنامج الأغذية العالمي لنقل المساعدات الغذائية من قندهار إلى هيرات.
وقد قام المهاجمون بإشعال النار في شاحنتين وسرقة ثمانية غيرها، وفقاً لبعثة الأمم المتحدة لمساندة أفغانستان (يوناما). وانتهى السطو بنهب أكثر من 320 طناً مترياً من الأغذية تكفي حوالي38,400 شخص لشهر كامل.
وعن ذلك قال عليم صديق، الناطق الرسمي باسم يوناما: "لدينا رسالة إلى المسؤولين عن ذلك – عار عليكم. إن مثل هذه الهجمات تسبب الخزي للشعب الأفغاني وتهين كرم المجتمع الدولي. إنها [الهجمات] غير مقبولة تماماً ويجب أن تتوقف".
بدوره، قال برنامج الأغذية العالمي أن مثل هذه التحديات الأمنية لن تثنيه عن الاستمرار في توفير المساعدات الغذائية.
"