انتقلت الشرطة في 20 يوليو/تموز إلى أحد الأحياء الفقيرة لإخلاء مئات الفقراء المستضعفين الذين قالوا أنهم انتقلوا إلى المنطقة لعدم قدرتهم على تحمل مصاريف الإيجار.
ووفقا لسعد أحمد سالم، أحد قادة المجتمع، استعملت الشرطة جرارا لهدم عشرة أكواخ، ولكنها لم تنجح في إخلاء الأسر التي تعيش في الحي والبالغ عددها حوالي 200 أسرة.
من جهته، قال أمين جمعان، نائب محافظ صنعاء، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): لقد أعطيناهم إنذارا بالمغادرة ولكنهم رفضوا. كانت بيوتهم المؤقتة ستتطور إلى حي قائم، وهو ما يتنافي ومخطط المدينة".
وكان سكان هذا الحي الفقير، المعروفين باسم الأخدام، قد انتقلوا إلى حي الحصبة في شهر يونيو/حزيران. وقد قال سالم لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 21 يوليو/تموز: "نحن نعترف بأن الأرض ليست ملكا لنا ولكننا وجدنا مكانا لائقا للعيش [فانتقلنا إليه]. لم نعد نستطيع تحمل تكاليف الإيجار الشهري في صنعاء... لقد هاجمتنا الشرطة بالحجارة والعصي عندما حاولنا اعتراض طريقها، مما أدى إلى إصابة ثمانية من مواطنينا بجروح طفيفة". وأوضح أن هذه الحادثة زرعت الرعب في أوساط السكان، وأصابت النساء والأطفال بصدمة حالت دون تمكنهم من النوم ليلا. وأضاف: "لقد كنا نخشى أن يتم إشعال النار في المنطقة".
من جهته، أكد جمعان أن سكان الحي الفقير هاجموا موظفي الحكومة الذين كانوا يحاولون إزالة البيوت المؤقتة مما استوجب تدخل السلطات لوقف هجومهم.
انعدام الحمامات والمياه والكهرباء
يفتقر هذا الحي الفقير للخدمات الأساسية بما فيها المياه والكهرباء والحمامات، حيث يقول سالم: "من يحتاج الذهاب إلى الحمام يخرج إلى مكان قريب في الخلاء".
ووفقا لسالم، أدت هذه الظروف المعيشية غير الصحية لانتشار الأمراض بما فيها الملاريا والإسهال. وأضاف أن "الأطفال يفتقرون للأكل الصحي والمغذي ولا يتناولون سوى الخبز والشاي".
ويعمل معظم سكان هذا الحي الفقير، عندما تتاح لهم الفرصة، في تنظيف الشوارع بأجر يومي، حيث "يحصل كل عامل على 500 ريال يمني [2.5 دولار] في اليوم لا تكفيه لشراء الطعام ودفع إيجار بيت قد تصل تكلفته إلى حوالي 25,000 ريال يمني [125 دولار] شهريا"، حسب سالم.
وكان سكان هذا الحي الفقير قد قدموا إلى صنعاء منذ عقود مضت من غرب وجنوب اليمن بحثا عن حياة أفضل. وناشد سالم الحكومة بتوفير السكن اللائق للمتضررين.
"