صرح بعض السكان لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 9 يوليو/تموز أن مئات الأسر في مقديشو اضطرت للنزوح بعد أن قامت الحكومة بتدمير منازلها.
وفي هذا السياق، قالت فضومو عمر، إحدى السكان المتضررين: لقد قام المسؤولون في مقديشو بتدمير منازلنا بالقوة وتركونا دون مأوى"، موضحة أن منطقة لويادو المتضررة والواقعة في مقاطعة عبدي عزيز شمال مقديشو تأوي حوالي 450 أسرة.
وأضافت عمر التي تزيد عن عمر الستين أنها تسكن في منطقة لويادو منذ أكثر من 40 عاما، قائلة: "لقد أنجبت 13 طفلا هنا كما أنجب أطفالي أطفالهم هنا أيضا. ولكن فجأة وبدون مبررات دمروا بيتي واضطروني للنزوح".
وأوضحت أن مسؤولين من منطقة بينادير [مقديشو وضواحيها] بدؤوا بتدمير البيوت في يونيو/حزيران وأن عمليات التدمير لا تزال مستمرة إلى الآن، مشيرة إلى أن أمر التدمير صدر عن مكتب المحافظ. وقالت: "لقد كانوا هنا هذا الصباح ولكننا لن نذهب إلى أي مكان. لقد أحضر مسؤولو مقديشو جرافاتهم ودمروا المزيد من البيوت هنا. كانوا مدججين بالأسلحة ونحن عزل. هددونا أنه إن لم نغادر فسنتعرض للأذى. ولكننا لا نملك مكانا آخر نذهب إليه ولا نعرف ما يمكننا فعله".
أما مريم أحمد، التي تسكن بدورها بنفس المنطقة، فقد شكت حالها بقولها: "نحن نتجمع هنا كل صباح ونجلس على حطام بيوتنا".
من جهته، قال صحفي محلي، طلب عدم الكشف عن هويته، أن هناك تقارير تفيد باهتمام بعض رجال الأعمال الأغنياء بالأرض الموجودة في لويادو. وأضاف أن المسؤولين بمقديشو يقولون أن المنطقة أصبحت مخبَئاً للمجرمين وأن ذلك يستدعي تنظيفها وتدمير بيوتها.
وعلق الصحفي بقوله أن "المسؤولين بمقديشو يستعملون الأمن كذريعة فقط في حين أن الأمر يتعلق في الواقع بالمال. فهؤلاء السكان فقراء ولا ينتمون لأية عشيرة مهمة تكفل حمايتهم، لذلك فهم يشكلون هدفا سهلا".
وأشارت أحمد إلى أن السكان تقدموا بعريضة يشكون فيها معاناتهم للمسؤولين الكبار بالحكومة الفدرالية الانتقالية ولكنهم لم يستلموا أي رد عن شكواهم بعد.
من جهته، اخبر موسى نور أمين، وزير الداخلية والأمن القومي، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه أصدر أوامره بوقف التدمير، قائلا: "إذا كانت بلدية مقديشو قد استأنفت هذه العمليات فإنني سأتحقق من الأمر".
وأضاف أن حقوق "جميع هؤلاء الناس ستكون محمية"، مشيرا إلى أن الذين أخرجوا من بوتهم بصورة قانونية من بيوتهم لأي سبب من الأسباب سيحصلون على أماكن بديلة للإقامة.
ولم تتكلَّل جهود شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) للحصول على تعليق من مكتب المحافظ بالنجاح المرجو.
"