لقد جرف الإعصار قريتنا بالكامل"، هذا ما قاله تان تون البالغ من العمر 38 عاما والذي كان يعمل صيادا في كاييما تشونع الواقعة على بعد 4 ساعات بالمركب من مدينة لابوتا في دلتا أيروادي. وأضاف تون: "لقد فقدنا كل شيء، ولم يتبق لدينا سوى هذه المساعدات الغذائية التي تمنحنا فرصة للبقاء"، مشيرا إلى حصص الأرز والبقوليات والملح والزيت التي يحصل علها بانتظام من برنامج الأغذية العالمي.
وكان تان تون قد جاء بصحبة أسرته إلى مخيم "الثلاثة أميال" للنازحين (نسبة إلى المسافة التي تبعده عن مركز المدينة) قبل شهرين بعد إعصار نرجس الذي ضرب البلاد وخلف وراءه أكثر من 138,000 قتيل ومفقود و2.4 مليون متضرر.
ووفقا للأمم المتحدة، أضر الإعصار بأكثر من نصف سكان لابوتا البالغ عددهم 373,000 نسمة وتسبب في تدمير نصف قراها البالغ عددها 500 قرية. وقد تمكن برنامج الأغذية العالمي، بحلول 26 يونيو/حزيران، من توصيل 3,850 طن من المساعدات الغذائية المختلفة إلى أكثر من 300,000 محتاج في لابوتا.
أكثر من 700,000 شخص يحتاجون للمساعدات الغذائية
بعد التقييم الذي أجرته منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في 13 يونيو/حزيران والتقييم المشترك لما بعد نرجرس (بونجا) Post-Nargis Joint Assessment (PONJA)، يقدر برنامج الأغذية العالمي عدد المحتاجين للمساعدات الغذائية في دلتا إيراوادي خلال الأشهر الستة القادمة بحوالي 724,000 شخص، يعيش معظمهم في مواطنهم الأصلية أو بالقرب منها.
وفي الوقت الذي أفاد حوالي نصف عدد الأسر التي شملها تقييم (بونجا) في المناطق المتضررة بالإعصار أنهم فقدوا كل المخزون الغذائي الذي كانوا يملكونه، تبقى النسب أكثر ارتفاعا في مدينتي لابوتا وبوغال حيث فقدت حوالي 82 بالمائة من الأسر احتياطها الغذائي.
وبشكل أكثر دقة، أفادت حوالي 28 بالمائة من الأسر أنها لم تعد تملك أي مخزون غذائي يوم إجراء التقييم، في حين أفادت 43 بالمائة من الأسر أنها تملك من الغذاء ما يكفيها لمدة تتراوح بين يوم وسبعة أيام فقط.
واستنتج تقييم (بونجا) أن الناس يلجؤون إلى عدد من المصادر لسد احتياجاتهم الغذائية اليومية، حيث يعتمد 51 بالمائة منهم على المساعدات الغذائية الإنسانية في حين يقوم 54 بالمائة منهم بشراء احتياجاتهم من الأسواق المحلية.
وإلى أن يتمكن المتضررون من استعادة سبل عيشهم، تبقى الحاجة ملحة لإغاثتهم بالمساعدات الغذائية خصوصا في ظل قلة فرص العمل وعدم توفر الحصاد حتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني. ولتحقيق ذلك، يقوم برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه الإثني عشر بما فيهم منظمات غير حكومية محلية ودولية بالتنقل عبر المجاري المائية للدلتا بالمراكب والزوارق لتوصيل الحصص الغذائية للمحتاجين.
الصورة: برنامج الأغذية العالمي ![]() |
خريطة توضح مسار المساعدات الغذائية التي يوزعها برنامج الأغذية العالمي في منطقة دلتا إيراوادي [يمكن فتحها لرؤية الحجم الكامل للخريطة] |
تقديم المساعدات النقدية في يانغون
أما في يانغون، التي تضررت هي الأخرى بالإعصار، والتي تمكنت أسواقها من استعادة نشاطها نوعا ما، فإن البرنامج يقوم بتوزيع مساعدات نقدية على حوالي 49,490 متضرر من الإعصار وذلك ضمن برنامج يستمر لأربعة أسابيع بدءا من أوائل شهر يونيو/حزيران. ووصفت إحدى مسؤولي البرنامج مبلغ الخمسين دولار الذي يتم صرفه يوميا للمستفيدين "بالمعدل الذي قد يصرفه الشخص على الغذاء يومياً". وأوضحت أن "حصول المحتاجين على المال يضمن لهم شراء ما يحتاجونه من غذاء". إلا أن برنامج المساعدات المالية هذا قد أوقف من طرف الحكومة.
"