طالبت منظمات المجتمع المدني ووكالات الإغاثة في الصومال بوقف الاعتداءات على موظفيها، مشيرة إلى أن مثل هذه الحوادث تتسبب في إعاقة الجهود الرامية لمساعدة آلاف المحتاجين الصوماليين.
وأخبر عبدي نصير أحمد، مدير شبكة السلم وحقوق الإنسان، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 24 يونيو/حزيران أن أسرة المجتمع المدني في الصومال تدين بشدة عمليات القتل والاختطاف التي تستهدف أفراد المجتمع المدني وموظفي الإغاثة". وأضاف قائلاً: "نحن نناشد جميع أطراف النزاع في الصومال لإدانة مثل هذه العمليات التي لا تضر سوى بالناس".
وجاءت هذه المناشدة بعد اختطاف اثنين من موظفي الإغاثة وقتل أحد ناشطي السلام في مدينة بيليتوين بمنطقة هيران وسط الصومال، حيث تعرض محمد حسن كولميي الذي كان يعمل في مركز الأبحاث والحوار لإطلاق نار من مجهولين يوم 22 يونيو/حزيران.
وقبل ذلك في يوم 21 يونيو/حزيران، تعرض مدير مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مقديشو، حسن محمد علي المعروف بكينان للاختطاف من داخل بيته على يد مسلحين مجهولين.
وقبل ذلك بأيام، تعرض موظف بمنظمة كير إنترناشيونال، رفضت المنظمة الإدلاء باسمه، للاختطاف بالقرب من مدينة الدير في منطقة جالجادود، وبذلك يكون ثاني موظف من هذه المنظمة يتعرض للاختطاف في غضون ستة أسابيع.
وقد دفعت هذه الحادثة منظمة كير إنترناشيونال، التي تعتبر واحدة من أكبر منظمات الإغاثة العاملة في هذا البلد الذي تمزقه الحرب، إلى وقف عملياتها في جالجادود بالرغم من كون المنطقة الوسطى إحدى أكثر المناطق تضرراً بالجفاف والنزوح.
من جهتها، أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة في بيان صادر عنها أن علي سيق من طرف مختطفيه إلى مكان مجهول. وجاء في تصريح أنطونيو غوتيراس، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "إننا نطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن حسن محمد علي".
وأضاف غوتيراس الذي عاد للتو من مهمة في كينيا استمرت لثلاثة أيام وركزت على بحث الأزمة الإنسانية في الصومال: "أنه [علي] وغيره من الموظفين الصوماليين يلعبون دوراً جد حيوي في توفير المساعدات الإنسانية الضرورية لإنقاذ حياة آلاف المدنيين الأبرياء من ضحايا النزاع المستمر في البلاد".
بدوره، قال المدير القطري لمنظمة كير إنترناشيونال، ديفيد غيلمور: "إنه لمن المحبط جداً أن يتسبب المستوى الحالي من انعدام الأمن في عدم قدرتنا على تقديم المساعدات الغذائية الطارئة لأكثر من 250,000 محتاج في جالجادود. ومن المؤسف أيضاً أن لا يتمكن حوالي 400 مدرس في المرحلة الابتدائية و5,000 تلميذ نصفهم من الفتيات من الاستفادة من البرنامج التعليمي الذي بدأ للتو في نفس المنطقة".
وكان تدهور الوضع الأمني في البلاد، خصوصاً في مقديشو وجنوب وسط الصومال، قد تسبب في إعاقة عمل وكالات الإغاثة المحلية والدولية التي تحاول مساعدة عشرات الآلاف من المتضررين بالنزاع.
من جهته، قال أحد عمال الإغاثة الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته: "تجبر الوتيرة الحالية للقتل والاختطاف العديد منا على الدخول في فترة من الخمول... فالمشكلة التي نواجهها في الصومال اليوم تتمثل في عدم معرفتنا لمصدر التهديد. لم نعد نعرف من هو العدو".
أما حسين علي ويهيلي، رئيس المجلس الإداري بالمنطقة فقد أفاد أن وقف منظمة كير لأنشطتها سيضر بالآلاف، مشيراً إلى أنه "لم يكن ليأتي في وقت أسوأ... فلدينا عشرات الآلاف من الناس الذين يعتمدون بشكل كلي على المساعدات التي تقدمها لهم منظمة كير. ووقف المساعدات سيؤثر بشكل سلبي على حياتهم".
وأضاف وهو يناشد المختطفين بالإفراج عن كل عمال الإغاثة دون شروط: "كل ما حققه هؤلاء المختطفون هو زيادة البؤس الذي يعاني منه مواطنوهم الصوماليون".
"
