1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Iraq

عديلة حارث، العراق علي البحث في حاويات القمامة لأطعم أطفالي""

Adeela Harith, “I have to scrounge around rubbish bins to feed my children”. Afif Sarhan/IRIN

قالت عديلة حارث، 39 عاماً، وهي أم لثلاث أطفال، أنها تحن إلى تلك الأيام عندما كان زوجها يؤمن لعائلتها الطعام بشكل يومي وإلى تلك الليالي التي كانوا ينامون بها داخل منزلهم وهم ينعمون بالراحة والأمان. ولكن لم يعد الحال على ما هو عليه بعد أن أصبحت أرملة ومهجرة فلا يوجد من يؤمن لها الحماية وباتت تجمع بقايا الطعام من حاويات القمامة لتطعم أطفالها.

وقالت عديلة [أم أحمد 14 عاماً وزينب 12 عاماً ويوسف 8 أعوام] أنها حاولت الحصول على عمل كخادمة لكنها لم تنجح في ذلك لأن معظم العائلات لا تستطيع تحمل نفقات الخدم أو لا تأمن لوجود غرباء في منازلها. وبما أنها غير متعلمة فلم يكن لديها خيار إلا البحث في حاويات القمامة عن الطعام.

وقالت عديلة: علي البحث في حاويات القمامة لأطعم أطفالي. لا يذهب أطفالي إلى المدرسة. يتسول الأكبران في الشوارع بينما يبحث الصغير معي عن الطعام في حاويات القمامة.

أخبرني بعض الناس أن أفضل طريقة للتخلص من محنتي هي إما أن أتزوج زواجاً مؤقتاً أو أن أعمل في الدعارة لكي أتمكن من تأمين الطعام لأطفالي لكنني أفضل أكل القمامة على أن أخسر كرامتي.

في بعض الأيام عندما لا نجد ما يكفينا نضطر للنوم قرب مدرسة مهجورة في بغداد و نحن نشعر بالجوع. من السهل الحصول على الماء و لكن لم يعد الناس يعطوننا الطعام كما كانوا في السابق. عندما كنت أعيش في منزلي الخاص كنت أقدم المساعدة لأي شخص يبحث عن الطعام ولكنني أصبحت أنا من يطلب المساعدة الآن. لا أستطيع أن أستوعب كم تغير الشعب العراقي وأصبح قاسي القلب.

قتل زوجي على يد مسلحين من جيش المهدي [الميليشيات الشيعية] في كانون الثاني/ يناير 2007. لقد كان رجلاً طيباً ولم يستحق تلك النهاية المأساوية فقد تم تعذيبه والتمثيل بجثته. ليس لدي أب أو أم وقتل أخي الوحيد منذ عام مضى وزوجته تعيش حياة مماثلة لحياتي.

بعد مقتل زوجي، جاء المقاتلون إلى منزلي وهددوا بقتل الجميع إن لم نترك المنزل خلال 24 ساعة. غادرت المنزل ولم أحمل معي أي شيء. حاولت البحث في المناطق المجاورة عن مكان أبقى فيه ولكن لا أحد يريد تقديم ملجأ لأرملة مع ثلاثة أطفال.

أخبرتني منظمة محلية غير حكومية مؤخراً أنها ستقدم لي المساعدة وما زلت أنتظر. يعاني يوسف من إسهال حاد وقبل أسبوعين تسبب طعام تناولناه بمرض زينب وقال الأطباء أنه يجب علينا التوقف عن تناول الطعام الذي نجمعه من حاويات القمامة ولكننا لا نملك خياراً آخر. إما أن نأكل مثل هذا الطعام أو سنموت من الجوع.

سأستمر بمحاولة تأمين طعام لنا من حاويات القمامة وبالمال الذي يحصل عليه أطفالي من التسول في الشارع نستطيع شراء الماء والحليب لهم. ما زلت أتذكر كم كانت أيام الماضي جميلة، يومها كان لدينا الطعام الجيد، وكنا ننعم بالصحة وبظروف معيشة رائعة ولكن حياتنا كارثية الآن. وفي ظل الأوضاع المتدهورة في العراق لم يعد يوجد من يهتم.

"
Share this article

Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.

We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.

Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join