اضطرت فاطمة، 11 عاماً، وأخوها أحمد، 9 أعوام، للانقطاع عن المدرسة في إقليم غور وسط جنوب أفغانستان لمساعدة أسرتهما. ومن أجل ذلك يستيقظ الطفلان منذ الفجر ويبدآن بتقليب القمامة حتى مغيب الشمس لعلهما يجمعان ما يكفي من المعادن والعظام والبلاستيك لبيعها مقابل ما يقل عن دولار واحد في اليوم. وتحكي فاطمة معاناتها ومعاناة أخيها لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلة:
أجد صعوبة في الاستيقاظ مبكراً لأنني أشعر بألم في قدمي وظهري وكذلك أخي. فنحن نمشي، طوال النهار من مكان لآخر بحثاً عن المعادن والعظام وقوارير البلاستيك. وفي بعض الأحيان نعثر في القمامة على أكل جيد فنأكله. ولكن منذ أن مرض أحمد في إحدى المرات لتناوله طعاماً غير نظيف، لم نعد نأكل أي شيء نجده وإنما الطعام الذي يبدو جيداً فقط.
نقوم ببيع المعدن مقابل 20 أفغاني [أي حوالي 40 سنتاً أمريكياً] للكيلو الواحد، في حين نبيع العظام وقوارير البلاستيك مقابل 10 أفغاني [أي 20 سنتاً أمريكياً]. وإذا وفقنا فإننا نجني من 40 إلى 50 أفغاني في اليوم.
إن عملنا شاق جداً وأنا أشعر بكل جسمي يؤلمني. لا أحد يساعدنا...لا أحد يساعدنا. إذا لم نكد في العمل فإننا سنموت من الجوع. علينا أن نعمل لكي نكسب قوت يومنا وقوت أسرتنا كما أننا لا نملك المال لزيارة الطبيب وشراء الأدوية.
في العام الماضي لم نكن نقوم بهذا العمل بل كنا نذهب إلى المدرسة ونحصل على السمن والقمح [من خلال مشاريع الغذاء مقابل التعليم التابعة لبرنامج الأغذية العالمي في العديد من مناطق أفغانستان]. وحتى عندما توقفت المساعدات لم ننقطع عن المدرسة. ولكن مع حلول فصل الشتاء وإقفال المدارس لم نعد نجد ما يكفينا من الطعام.
نتمنى أن نتمكن من العودة إلى المدرسة مرة أخرى ولكننا لا نستطيع. آمل أن تقوم الحكومة بمساعدتنا وإعطائنا الطعام حتى نتمكن من العودة إلى الدراسة من جديد.