أفادت منظمة غيشا الإسرائيلية لحقوق الإنسان أن مئات الطلبة في غزة عاجزون عن مغادرة القطاع للانضمام إلى جامعات خارجه بسبب القيود الصارمة المفروضة على حركة الدخول والخروج.
وقد تم عرض هذه القضية يوم 28 مايو/أيار أمام اللجنة التعليمية داخل الكنيست الإسرائيلي التي استمعت بدورها لشهادات الطلاب.
وعن هذا الموضوع، قال الحاخام مايكل مالكوار، رئيس اللجنة أن منع طلاب غزة من السفر يذكر بمرحلة مؤلمة في التاريخ اليهودي" وأن "حجز مئات الطلاب في غزة أمر غير أخلاقي وغير حكيم".
وأخبر ناطق باسم مالكوار شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن اللجنة ستكتب لرئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، ووزير الدفاع، إيهود باراك، لمطالبتهما بإعادة النظر في السياسة الحالية والسماح للمزيد من الطلبة بمغادرة القطاع، مع الأخذ بالاعتبار كل المخاوف الأمنية.
ويعاني قطاع عزة من حصار شديد منذ سيطرة حماس على السلطة في شهر يونيو/حزيران من العام الماضي. ولم يتم فتح معبر رفح على الحدود المصرية منذ ذلك الحين إلا بشكل متقطع.
ووفقاً لمنظمة غيشا، شددت إسرائيل القيود على المغادرة من معبر إيريز الشمالي منذ شهر يناير/كانون الثاني، وحصرتها في "الحالات الإنسانية"، وخصوصاً المرضى. وهذه السياسة أضرت بأشخاص كثر من أبناء القطاع مثل عبيدة أبو هاشم، البالغ من العمر 18 عاماً، الذي يرغب في السفر إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراسته في مجال الهندسة الميكانيكية بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا.
ونقلت منظمة غيشا عن أبي هاشم قوله: "إن المجال الذي أريد أن أتخصص فيه غير موجود في غزة، وفرصتي الوحيدة هي الدراسة في الخارج".
وبغض النظر عن رغبة الناس في الدراسة في الخارج وتوسيع معرفتهم، فإن غزة نفسها بحاجة ماسة للخبراء المتعلمين في الوقت الذي بدأ فيه القطاع يشهد هجرة للعقول.
من جهته، أخبر الناطق باسم حماس في غزة، فوزي برهوم، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الحكومة في القطاع على علم بالمشكلة. وأوضح أن "العديد من الطلاب فقدوا مقاعدهم في الجامعات بسبب عدم قدرتهم على مغادرة القطاع. وعن ذلك قال: "لقد نسقنا مع المصريين مراراً للسماح للطلاب بالمغادرة عبر معبر رفح ولكن لم يستفد من ذلك إلا عدد قليل جداً".
حماية البيئة
ووسام أبو عجوة هو أحد الطلبة الذين يحلمون بالدراسة في الخارج للحصول على شهادة الماجستير في العلوم البيئية من جامعة نوتينغهام. وجاءت رغبته هذه في ظل التدهور الكبير لنظام الصرف الصحي بغزة وتفاقم الوضع بسبب القيود على استيراد الوقود، الأمر الذي أخذ ينعكس سلباً على البيئة، حيث يتم صرف حوالي 60,000 لتر مكعب من المياه العادمة والمعالجة جزئياً في البحر يومياً.
وقال أبو عجوة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لا يوجد جامعة في غزة توفر دراسات ماجستير في العلوم البيئية…أريد أن أعود إلى غزة وأنا قادر على حل مشاكل المياه التي نعاني منها".
أما نبال نايف، البالغة من العمر 27 عاماً، فتحلم بأن تصبح أول امرأة في غزة تحمل شهادة الدكتوراه في مجال هندسة الحاسوب، ولكن يجب أن تتمكن أولاً من السفر إلى ألمانيا.
"