وصل جون هولمز، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق عمليات الإغاثة الطارئة إلى ميانمار في 18 مايو/أيار لتعزيز الجهود الرامية إلى الإسراع في توصيل المساعدات الإنسانية لملايين الناجين من إعصار نرجس.
وقالت أماندا بيت، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بانكوك لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) يوم 18 مايو/أيار: تشدد هذه الزيارة على القلق الذي عبّر عنه المجتمع الإنساني بشأن عدم حصول الناجين على ما يكفي من المساعدات التي هم بأمس الحاجة إليها".
وبالإضافة إلى ممارسة ضغوط على ميانمار للسماح للمزيد من موظفي الأمم المتحدة بالمشاركة في جهود الإغاثة، من المتوقع أن يلتقي هولمز بالشركاء الإقليميين وأعضاء المجتمع الإنساني لمساعدة الحكومة في زيادة نشاطاتها الإغاثية.
وتأتي هذه الزيارة بعد توجيه انتقادات دولية لاذعة لحكومة ميانمار العسكرية بسبب استجابتها المتوجسة لهذه لأزمة ورفضها السماح لكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية بدخول البلاد.
ففي 17 مايو/أيار، أدان رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون حكومة ميانمار بسبب عدم السماح للمساعدات الإنسانية الدولية في الوصول إلى ضحايا الإعصار. وفي اليوم السابق، حذر السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جون-موريس ريبير من أن رفض ميانمار السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين "قد يؤدي إلى جريمة حقيقية بحق الإنسانية".
وكانت السلطات في ميانمار قد رفضت دخول سفن مساعدات فرنسية وأمريكية وهي تنتظرالآن قبالة السواحل البورمية وعلى متنها الكثير من المواد الإغاثية الضرورية.
مخاوف من مقتل أكثر من 100,000 شخص
وتخشى المنظمات الإنسانية من أن يكون أكثر من 100,000 شخص قد لقوا حتفهم حتى الآن ولحق الضرر بأكثر من 2.5 مليون آخرين بعد أن ضربت عاصفة من الدرجة الرابعة أراضي دلتا إيراوادي المنخفضة ويانغون، أكبر مدينة في البلاد وعاصمتها السابقة يومي 2 و3 مايو/أيار.
ولكن الحصيلة الرسمية للضحايا وصلت إلى 78,000 قتيل و56,000 مفقود حتى الآن.
وحتى 16 مايو/أيار، ما تزال 40 بلدة في مقاطعة يانغون و7 بلدات في مقاطعة إيراوادي الجنوبية على قائمة الحكومة للمناطق المتضررة.
وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، هناك حاجة ماسة لتوفير الأغذية والمأوى والمستلزمات الطبية والمياه للمتضررين في الوقت الذي يحذر فيه خبراء الصحة من انتشار الأمراض المعدية بين المجتمعات المتضررة.
وحتى الآن تشير المنظمات الإنسانية إلى أنها تمكنت من الوصول إلى 20 - 30 بالمائة من ضحايا الإعصار مما يعني أن هناك مئات الآلاف من الأشخاص مازلوا معرضين لخطر الإصابة بأمراض مثل الدوسنتاريا بسبب انعدام المياه النظيفة.
أما منظمة الصحة العالمية فقد أفادت أن السلطات بدأت برش أماكن الإيواء المؤقتة بالمبيدات باستخدام الدخان لمنع انتشار الأمراض المنقولة مثل الملاريا وحمى الضنك.
ولكن لدى المنظمة الأممية كميات كافية من المخزون لمواجهة أي انتشار محتمل للإسهال وقد كثفت جهودها في مراقبة الأمراض وخاصة الإسهال والكوليرا والحصبة وحمى الضنك والملاريا.
وتشير التقديرات إلى أن أماكن الإيواء المؤقتة قد تضم أكثر من 550,000 شخص في مقاطعتي إيراوادي ويانغون في الوقت الذي أخذ فيه الناس يتنقلون من المناطق الأكثر تضرراً بحثاً عن حاجاتهم الأساسية.
"
