يطالب المتمردون في وادي سوات المتوتر بالإقليم الحدودي الشمالي الغربي في باكستان - الذين كانوا قد وقعوا من قبل اتفاق سلام مع الحكومة - كل المنظمات غير الحكومية بمغادرة المنطقة.
وأخبر مسلم خان، الناطق باسم حركة طالبان الباكستانية، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بسوات قائلاً: "يأتون إلينا ليعلموننا كيف نبني المراحيض في مساجدنا وبيوتنا. نحن لسنا بحاجة لتعلم ذلك من الأجانب". وأضاف قائلاً: "ما المنظمات غير الحكومية إلا وجهاً آخر للسوقية والفحشاء. والقائمون عليها يريدون زعزعة عقيدتنا وكشف عورات نسائنا".
وأعرب خان عن امتعاضه من كون هذه المنظمات توظف نساءً يعملن جنباً إلى جنب مع الرجال في الميدان وداخل المكاتب، وهو ما قال عنه خان بأنه سلوك "لا يمت إلى الإسلام بصلة وغير مقبول البتة".
بدوره، أفاد مولانا فضل الله، زعيم حركة تنفيذ الشريعة المحمدية، والذي أعلن موالاته لحركة طالبان الباكستانية، على إحدى قنوات الإذاعة التي تعمل بشكل غير شرعي أنه "على كل المنظمات غير الحكومية أن تغادر سوات لأنها تعرقل جهود السلام". كما صرح في مقابلة سابقة أن "كل الباكستانيين العاملين مع المنظمات غير الحكومية يعتبرون أعداءً للبلاد".
من جهته، أبدى جميل أمجد، المفوض الإقليمي للإغاثة في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، موقفاً توفيقياً من مسألة تواجد المنظمات غير الحكومية بالمنطقة، حيث قال: "إننا نحترم عمل المنظمات غير الحكومية، المحلية منها أو الدولية... في الوقت الحالي نتبع سياسة التوفيق وقد أثبتت جدواها حتى الآن في سوات. وأنا على يقين من أن عمل هذه المنظمات سيتقوى مع الزمن عندما تعود الأوضاع إلى طبيعتها". وأوضح أن المنظمات الدولية تعمل عبر شركاء تنفيذ محليين.
وضع المنظمات غير الحكومية في سوات
وأفاد محمد روشان، عضو المجلس المشارك بسوات Swat Participatory Council، وهو عبارة عن منظمة غير حكومية، أن هناك حوالي 10 منظمات غير حكومية ناشطة في سوات، لم تعلن أي منها بأنها مسلمة أو إسلامية. وجميع هذه المنظمات هي منظمات غير ربحية لا تميز بين المسلمين وغير المسلمين عند تقديمها للمساعدة.
وبالنسبة للمنظمات غير الحكومية الدولية، سمح فقط للإنسانية والطبية منها بالعمل في المنطقة، حيث أفاد خان أن المنظمات المصرح لها بالعمل تقتصر فقط على "منظمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر وبعض المنظمات الخيرية المحلية التي تتولى توزيع المساعدات على النازحين".
وكانت منظمة أطباء بلا حدود، التي سبق وأوقفت نشاطها بالمنطقة بعد أن تعرض اثنان من موظفيها للقتل في الأول من فبراير/شباط، قد استأنفت عملياتها حسب تأكيد فصل تيزيرا، مدير فرع المنظمة في باكستان.
ومنذ أن بدأت حركة التمرد عام 2007، اضطرت بعض المنظمات غير الحكومية لإزالة اللوحات التي تحمل أسماءها، في حين يعمل البعض منها بموافقة ضمنية من طالبان، حسب روشان.
وكانت بعض المنظمات غير الحكومية المحلية، بما فيها كارافان وضيا وخيالكور وأنجومان بهبود إخواتين، قد شكلت قبل ثلاثة أشهر شبكة للاستجابة للكوارث عملت على مساعدة النازحين وتوزيع المساعدات الغذائية.
حركة طالبان باكستان تعرقل المساعدات
وأفاد ضياء الدين يوسفزاي، وهو مدير كلية بسوات أن "حركة طالبان الباكستانية تنظر إلى عمل المنظمات غير الحكومية بكثير من الاستياء حتى أنها رفضت استلام مساعدات من بعض منظمات الإغاثة الدولية بدعوى أن استلام مساعدات من غير المسلمين أمر غير مقبول".
من جهته، أفاد بدر الزمان، مدير تحرير جريدة مالاكاند تايمز، ومدير سابق لإحدى المنظمات غير الحكومية، أن بعض المساعدات الغذائية وغير الغذائية لا تزال محجوزة في مالاكاند بانتظار تصريح من حركة طالبان الباكستانية التي كانت قد أمرت بوقف توزيع أية مساعدات بانتظار تطبيق الشريعة الإسلامية.
الصورة: زوفين إبراهيم/إيرين |
طفل باكستاني يحصل على تطعيم ضد شلل الأطفال. وتعارض حركة طالبان الباكستانية هذا التطعيم بدعوى تسببه بالعقم |
معارضة التطعيم ضد شلل الأطفال
أوضح خان أن حركة طالبان الباكستانية تعارض التطعيم ضد شلل الأطفال بدعوى أن التطعيم يسبب العقم.
وكانت مثل هذه الإدعاءات تعرقل حملات القضاء على شلل الأطفال في أجزاء عديدة من باكستان من قبل. وقال خان موضحاً موقف الحركة: "إنني في الخامسة والأربعين من عمري ولم أحصل على نقطة واحدة من اللقاح ومع ذلك فأنا لا أزال حياً أرزق".
ووفقاً لخان، يكمن جزء من المشكلة في كون المنظمات غير الحكومية هي التي تتولى إدارة حملات القضاء على شلل الأطفال وأن اللقاح نفسه يُستورَد من خارج البلاد، حيث قال: "ما كنا لنعارض الموضوع لو كان اللقاح يصنع محلياً في باكستان. وأضاف أن حركة طالبان الباكستانية تعارض بشكل خاص أي تدخل أجنبي في عملية تنظيم الأسرة.
"