أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن القيود الإسرائيلية المتزايدة على نقاط التفتيش في المناطق المحيطة بشرق القدس تسببت في المزيد من التعطيل وهدر ساعات العمل بالنسبة لموظفي الأمم المتحدة خلال شهر مارس/آذار بشكل أسوأ بكثير مما كان عليه الوضع طوال عام 2007.
فقد أفاد تقرير المرصد الإنساني" لشهر مارس/آذار الذي صدر عن أوتشا في 24 أبريل/نيسان أن "العمليات تأثرت بشكل كبير"، حيث تعرضت شاحنات الأمم المتحدة للتأخير بشكل شبه يومي بل أنها أعيدت أدراجها من قبل الجنود الإسرائيليين المرابطين على نقاط التفتيش في جنوب القدس.
كما أصر الجنود الإسرائيليون باستمرار على تفتيش شاحنات الأمم المتحدة عند نقاط التفتيش كشرط أساسي للسماح لها بالمرور بالرغم من توقيع إسرائيل على اتفاقية عام 1946 الخاصة بامتيازات وحصانات الأمم المتحدة والتي تمنع إخضاع موظفيها أو شاحناتها للتفتيش.
وأخبرت أليغرا باشيو، مديرة مكتب أوتشا بالأرض الفلسطينية المحتلة بالإنابة، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "تحرك موظفي الأمم المتحدة بين الضفة الغربية وشرق القدس شهد قيوداً متزايدة على مر الأعوام، بدءاً من ظهور نقاط التفتيش إلى بناء الجدار مروراً بإجبار الموظفين الأجانب على حمل التصاريح".
وأضافت باشيو أن تصرف إسرائيل بهذه الطريقة "لا يشكل تحدياً للالتزامات التي تفرضها عليها اتفاقية 1946 فحسب ولكنه يتعدى ذلك ليشكل تحدياً لحيادية الأمم المتحدة نفسها عبر إخضاع موظفيها وشاحناتها للتفتيش". وأشارت إلى أنها نفسها تعرضت للتأخير لأكثر من ساعة في 29 أبريل/نيسان عندما طالب الجنود الإسرائيليون بتفتيش سيارة الأمم المتحدة التي كانت تقلها.
وتحدث معظم حالات التأخير عندما يحاول الموظفون دخول شرق القدس حيث تقع معظم المقار والمكاتب الفرعية لمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.
وكانت إسرائيل قد احتلت شرق القدس عام 1967 ثم قامت بضمها تحت القانون الأساسي الذي أقره الكنيست عندما كان بيغن رئيساً للوزراء، في عملية شكلت خرقاً صارخاً للقانون الدولي. وكان الهدف من ذلك خلق عاصمة موحدة غير مقسمة (مثلما كانت المدينة خلال الفترة من 1948 إلى 1967). ويعتبر الفلسطينيون شرق القدس عاصمتهم المستقبلية وتعترف الأمم المتحدة بكونها جزءاً من الأرض الفلسطينية المحتلة.
من جهته، أخبر كريستوفر غونيس، الناطق باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه "أصبح من الصعب جداً الإبقاء على العمليات الإنسانية الواسعة وطويلة الأمد بسبب الإغلاقات المتكررة"، مضيفاً أن "المساعدات أصبحت باهظة الثمن والعمل أقل جدوى".
كما أفادت منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في نابلس والخليل أنها عانت ومازالت تعاني من التأخير ومن مشاكل أخرى على نقاط التفتيش.
حصار غزة يؤثر على موظفي الأمم المتحدة
وتبقى نقطة العبور إلى قطاع غزة مشكلة خاصة حيث يقول موظفو الأمم المتحدة المحليون في غزة أنهم
الصورة: الأونروا |
قافلة تابعة للأمم المتحدة تنتظر في نقطة تفتيش إسرائيلية |
كما أن التصريحات التي يتم إصدارها لهؤلاء الموظفين عادة ما تكون لمدة قصيرة وقد تكون صالحة لدخول واحد فقط.
بدورهم واجه موظفو الأمم المتحدة الأجانب صعوبات في الحصول على الوثائق اللازمة من وزارة الخارجية الإسرائيلية مما عرقل دخولهم إلى قطاع غزة للقيام بمهامهم.
وعلق أرييد ميكل، الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية بقوله أن "كل من يحق له الحصول على بطاقة يحصل عليها وسنكون سعداء للنظر في أية حالات خاصة لم يحصل فيها أحد ما على بطاقة".
"