بالرغم من انتشار مخاوف من أن يواجه ملايين الأشخاص في أفغانستان فيضانات موسمية نتيجة الذوبان السريع لثلوج فصل الشتاء، إلا أن بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (يوناما) أفادت أنها لا تعتقد بأن البلاد ستشهد نفس الفيضانات الكبيرة" التي شهدتها خلال العام 2008.
وأخبر تشارلي هغينز، مدير قسم الشؤون الإنسانية في اليوناما وسائل الإعلام في كابول في 17 مارس/آذار أن "الأدلة التقنية التي تم الحصول عليها من صور الأقمار الصناعية وغيرها من المصادر تفيد أنه من غير المحتمل أن تحدث فيضانات كبيرة مثل تلك التي حصلت في العام 2007".
وكانت أجزاء من أفغانستان قد عانت العام الماضي من أقسى فصل شتاء منذ عقود، حيث أودى التساقط الكثيف للثلوج وانخفاض درجات الحرارة بحياة أكثر من 1,000 شخص ومئات الآلاف من رؤوس الماشية، وفقاً للهيئة الأفغانية لإدارة الكوارث.
وفي شهر فبراير/شباط، حذرت لجنة طوارئ قومية مكونة من عدد من الهيئات الحكومية وغير الحكومية من أن 21 إقليماً من أقاليم البلاد الأربعة والثلاثين معرضة لفيضانات الربيع. وقد دفع هذا التحذير بوكالات الإغاثة للتخطيط لحالة طوارئ إنسانية محتملة.
إلا أن النتائج التي توصلت إليها اليوناما مؤخراً تشير إلى أن الطقس الدافئ والذي بدأ منذ شهر فبراير/شباط قد تسبب في ذوبان 70 بالمائة من الثلوج في المناطق التي شهدت تساقطات ثلجية كثيفة خلال الأشهر الماضية.
جفاف محتمل؟
وقد بلغ منسوب المياه من الثلوج حالياً 25 بالمائة أقل من المعدل، و90 بالمائة أقل مما كان عليه عام 2007، مما يعني أن كمية المياه المخزنة في الثلوج منخفضة مقارنة بما يجب أن تكون عليه في هذا الوقت من السنة، حسب اليوناما.
وأوضح هغينز أن "هذا الأمر لا يعد جيداً بالنسبة لمحصول القمح الأساسي الذي تتم زراعته في مناطق مختلفة من أفغانستان بين شهري أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول والذي سيتم حصده في العام 2009". وأضاف أن 80 بالمائة من مياه الري تأتي من مصادر سطحية.
ووفقاً لليوناما، من المحتمل أن يواجه المزارعون في أقاليم فرياب وبداخشان وبلخ نقصاً في مياه الري حتى خلال موسم الزراعة الأول، مما سينعكس سلباً على حصاد العام 2008. وقد أشار هغينز إلى أن "المزارعين محقين في الشعور بالقلق حيال احتمال حدوث الجفاف".
وقد سبق لأجزاء من أفغانستان، وخصوصاً مناطق الجنوب والغرب والجنوب الغربي، أن واجهت سنوات من الجفاف دُمرت خلالها سُبل عيش العديد من المجتمعات المعتمدة على الزراعة وتربية المواشي.
وتشعر المنظمات الإنسانية بالقلق من أن يتسبب الجفاف في تفاقم الأوضاع المعيشية لثمانية ملايين شخص ممن يفتقرون للأمن الغذائي في البلاد.
"