حذر ممثلون عن منظمات غير حكومية محلية في العراق في 15 مارس/آذار من اعتبار المجمعات السكنية التي تخطط الحكومة لبنائها للنازحين حلولاً دائمة، كما طالبوا بعدم بنائها على أسس طائفية.
وأفاد باسل العزاوي، رئيس المفوضية العراقية لمؤسسات المجتمع المدني المدني، وهي عبارة عن تجمع لحوالي 1,000 منظمة غير محلية، أن خطة وزارة الهجرة والمهجرين لبناء مجمعات للنازحين هي خطوة في الاتجاه الصحيح"، ولكنه حذر في نفس الوقت من أن تكون تلك الحلول دائمة.
وجاء في قوله: "يوجد الآن أكثر من مليوني نازح في البلاد، معظمهم لا يزال يعيش في المخيمات. يجب أن تكون هناك أماكن مناسبة لإيوائهم يتوفر فيها الصرف الصحي والكهرباء وغيرها من الخدمات...إلى أن يتمكنوا من العودة إلى حياتهم الطبيعية". وأشار إلى أن الخيام تفتقر إلى أبسط المقاييس المعيشية المطلوبة.
وأضاف أن "هذه المجمعات يجب أن تكون مؤقتة وألا ينتهي بها المطاف لتصبح مناطق سكنية طائفية. كما يجب على الحكومة ألا تنسى أن الحل الوحيد لمشكلة هؤلاء هو الحل السياسي...والمتمثل بتحقيق المصالحة".
المجمعات الحكومية
وكانت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية قد أعلنت في 6 فبراير/شباط أنها تخطط لبناء عدد من المجمعات السكنية في مختلف أنحاء البلاد لإيواء النازحين. وسيضم كل واحد من هذه المجمعات خمسين بناية تشمل كل منها على ست شقق. ومن المتوقع أن يأوي كل مجمع 300 أسرة نازحة.
ولم يتم بعد تحديد عدد المجمعات التي سيتم بناؤها في الوقت الذي لا زالت فيه وزارة الهجرة والمهجرين تتفاوض مع بنوك عراقية وعربية من أجل تمويل المشروع.
وبالرغم من أن المشروع لا زال في مرحلة التصميم، إلا أن مسؤولي وزارة الهجرة والمهجرين قاموا في 12 مارس/آذار بوضع حجر الأساس لمجمع في مدينة ميسان التي تبعد حوالي 350 كلم جنوب بغداد. وسيكلف هذا المجمع حوالي 5 ملايين دولار وسيتم بناؤه على مساحة 20 دونماً.
من جهته، قال توفيق معتز حسن، أستاذ علم اجتماع بجامعة بابل، أن "هذه الخطوة دليل واضح على أن الحكومة تتعامل مع مشكلة النزوح، ولكنها في نفس الوقت لا تحلها لأنها لا تغوص في عمقها... فهذه المجمعات سترسخ ما يروج له الآخرون: تقسيم الأحياء حسب الطائفة مما سيغير التوزيع الديموغرافي للبلاد".
العنف الطائفي
وكانت نيران العنف بين الطائفتين الرئيسيتين في العراق، وهما السنة والشيعة، قد اشتعلت منذ فبراير/شباط 2006 عندما تعرض مرقد شيعي في مدينة سامراء، التي تبعد حوالي 100 كلم شمال بغداد، لهجوم نُسِب للمتطرفين السنة. كما حدث نفس الأمر مرة أخرى في بداية عام 2007.
وتفيد وزارة الهجرة والمهجرين أن حوالي 140,000 أسرة (حوالي 700,000 شخص) نزحوا من ديارهم منذ هجوم سامراء.
من جهتها، أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن بوجود 2.2 مليون نازح تقريباً في العراق. وفي الوقت الذي نزح العديد منهم قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003، إلا أن معظمهم نزحوا بعد ذلك – خصوصاً بعد هجوم سامراء.
وقد واجه العراق أزمة نزوح منذ 25 سنة تقريباً نتيجة الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت بين عامي 1980 و1988، وحرب الخليج الأولى في عام 1991 والغزو الذي قادته الولايات المتحدة على البلاد في عام 2003.
"