أطلقت الأمم المتحدة نداءاً لجمع مبلغ 3.8 مليار دولار لتقديم مساعدات طارئة في العام المقبل لحوالي 25 مليون شخص يعانون من النزاعات والكوارث الطبيعية وغيرها من الأزمات الإنسانية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في مقدمة النداء الإنساني لعام 2008، الذي تم إطلاقه في مقر الأمم المتحدة بجنيف يوم 10 ديسمبر/كانون الأول: نعيش في عالم من الرخاء غير المسبوق، ولكن بالرغم من ذلك لا زال ملايين الناس يعانون من أزمات تحرمهم من الحصول على أبسط أساسيات العيش كالمياه النظيفة والأدوية والمأوى وغيرها. كما أصبح انعدام الأمن جزءاً من حياتهم اليومية".
وكما هو الحال في عام 2007، ستحصل السودان على الجزء الأكبر من قيمة هذا النداء، حيث سيخصص لها مبلغ 930 مليون دولار مقارنة بمبلغ 1.2 مليون دولار في العام الماضي. ويليها في الترتيب جمهورية الكونغو الديمقراطية بمبلغ 567 مليون دولار والأرض الفلسطينية المحتلة بمبلغ 462 مليون دولار.
من جهته، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة، جون هولمز: "لا زالت العديد من الأزمات الإنسانية التي تتخللها النزاعات تمزق الصومال والسودان والأرض الفلسطينية المحتلة وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغيرها. وسيبقى الناس الذين يعيشون في هذه الظروف القاسية يحتاجون إلى استمرار سخائكم في عام 2008".
وأضاف أن "عام 2007 شهد فيضانات وأعاصير وموجات جفاف متكررة مما ينبئ بمستقبل يستدعي أن تقوم وكالات الإغاثة وفقراء العالم بالاستعداد والاستجابة بشكل أكثر تكرارً للكوارث المناخية".
من جهته، قال السير ريتشارد برانسون، مؤسس ورئيس مجموعة فيرجن في كلمة ألقاها عند إطلاق نداء الأمم المتحدة: "بصفتي أحد مواطني هذا العالم، أشعر بإنذار كبير للمعاناة التي يعيشها العديد من الناس حولي... ينفق العالم سنوياً حوالي تريليون دولار على التسلح و350 مليار دولار على التدعيم الزراعي في حين لا يسعى النداء الإنساني إلى أكثر من 1 بالمائة من ذلك...وهذا لا يمثل سوى نذر يسير جداً من ثروات الدول الغنية".
ويشكل هذا النداء ثمرة اجتماع 188 منظمة بما فيها منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وغيرها من الهيئات الدولية التي اجتمعت لتواجه أكبر التحديات الإنسانية في العالم بشكل استراتيجي ومنسق.
وأوضح بان كي مون أن توزيع مبلغ 3.8 مليار دولار على 25 مليون مستفيد "يعني حصول كل محتاج على مبلغ 152 دولار أو بصيغة أخرى، تخصيص بضع سنتات للمساعدات الإنسانية من كل 100 دولار من الدخل القومي للدول المتقدمة".
ويشمل نداء 2008 خمسة دول أقل من نداء 2007. ففي حالة جمهورية الكونغو وليبريا وبوروندي انخفضت الاحتياجات الإنسانية بفضل جهود النداءات السابقة ويمكن التعامل مع هذه الاحتياجات الآن ضمن مشاريع إعادة الإعمار والتنمية.
ومن بين الدول الأربعة وعشرين المستهدفة بالنداء جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وساحل العاج وجمهورية الكونغو الديمقراطية والأرض الفلسطينية المحتلة والصومال والسودان وأوغندة وزيمبابوي.