هرب مادي سوفي، وهو أب يبلغ من العمر 27 عاماً، من بيته منذ 10 سنوات بسبب الجفاف وانعدام الأمن. ومنذ ذلك الحين، وهو يعيش في مخيم مزدحم للنازحين في شمال مقديشو، حيث كون أسرته التي قدر له أن يفجع فيها. ويحكي مادي قصته قائلاً:
كانت الحياة صعبةً وكان علينا أن نتدبر قوتنا وقد استطعنا ذلك قدر الإمكان. التقيت بالمرأة التي تزوجت بها فيما بعد داخل المخيم. رُزِقنا بأربعة أطفال وكنا ننتظر الخامس عندما وقعت الكارثة.
ففي مساء يوم الأحد 30 ديسمبر/كانون الأول، ذهبت لأشتري بعض الأغراض من محل قريب عندما بدأت القذائف تسقط على منطقتنا.
عدت مسرعاً لأجد بيتنا الصغير قد اختفى من مكانه. توفيت زوجتي التي كانت حاملاً في شهرها التاسع وتوفي معها أولادي الأربعة الذين تراوحت أعمارهم بين ثمانية أعوام وعامين. لم تكن هناك أية جثة، فقط أشلاء مبعثرة في أرجاء المكان.
تمكنت من التعرف عليهم فقط من أحجام أعضائهم المتناثرة، غير أن البعض منها كان مشوهاً لدرجة لم نتمكن من التعرف على صاحبها.
كان الوقت ليلاً، فجلست أحرس أشلاءهم من القطط الضالة والكلاب. كان أصعب شيء أعمله هو أن أجلس هناك وأنظر إلى بقايا أحب الناس إلى قلبي.
وفي يوم الاثنين جاء جيراني والناس من المسجد المجاور لمساعدتي على دفنهم. كان من الصعب دفنهم بما أن أطرافهم اختلطت ببعضها.
أنا رجل متدين وهذا ما ساعدني على الصبر والتماسك. أومن أن كل شيء يحصل لسبب معين وأن أسرتي ماتت أيضاً لسبب معين.
ولكن هذه أسوأ تجربة حصلت في حياتي. لم يتبق لدي أسرة أو مكان أستطيع أن أسميه بيتي. لا أدري ما يمكنني فعله ولكنني لا أستطيع العودة إلى المخيم.
ما حصل لي حصل للعديد من الصوماليين غيري. ولذلك أصلي وأتضرع إلى الله أن يرفع عنا هذه اللعنة".