في أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني، هربت زينب علي، 22 عاماً، من القتال الدائر في مقديشو، وهي تعيش الآن في مخيم مزدحم للنازحين في بلدة بوساسو، العاصمة التجارية لمنطقة بونتلاند التي تتمتع بحكم ذاتي والمعلنة من جانب واحد شمال شرق الصومال.
تقع بوساسو على بعد 1,500 كم شمال شرق مقديشو وقد أصبحت المكان المفضل للراغبين في الهجرة في رحلة شاقة إلى اليمن وللنازحين من جنوب الصومال.
هربت زينب من مقديشو مع زوجها وطفليها (ثلاث سنوات وثلاث أشهر) وهذه هي المرة الثانية التي يجبر فيها القتال زينب على الهرب من المدينة:
كنت هنا [بوساسو] مع عائلتي في عام 2004. قررنا أنا وزوجي ترك بوساسو في أبريل/نيسان ظناً منا أن الأمور ستستقر بعد أن انتهى القتال مع المحاكم [القتال بين المتمردين والقوات الحكومية الصومالية والأثيوبية].
وجد زوجي وظيفة كعامل ميكانيكي في مقديشو وقمت ببيع بعض الأشياء الصغيرة قرب منزلنا وكان الوضع جيداً. ولكننا كنا على خطأ، فقد توقف القتال لفترة قصيرة ثم أصبح الوضع أسوأ حالاً.
كنا نعيش في منطقة مدينة [جنوب غرب مقديشو]. في البداية لم تعاني مدينة بقدر المناطق الأخرى ولكن العنف بدأ في الانتشار تدريجياً وأغلقت العديد من الأعمال التجارية خوفاً من أعمال السلب والنهب. فخسر زوجي عمله ولم يستطع الخروج للبحث عن عمل آخر خوفاً من العنف. لقد كان الوضع خطيراً جداً. ففي كل يوم تسمع بموت أحد معارفك.
هنا في بوساسو لدينا سلام ولكن لا يوجد الكثير غير ذلك. لم يتم تسجيلنا بعد كنازحين لذا فنحن لا نحصل حتى على مساعدات الإغاثة القليلة التي يحصل عليها الآخرون. نعتمد على شفقة الناس الذين كانوا هنا قبلنا ونتشارك في العيش داخل شجيرات [على شكل كوخ] مع عائلة أخرى. لم يستطع زوجي الحصول على عمل ولذلك علي الذهاب والبحث عن عمل في تنظيف البيوت. أجد عملاً في بعض الأيام وفي بعضها الآخر لا أجد شيئاً. هذا كل ما لدينا الآن.
أود العودة إلى مقديشو ولكن الأمور تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
أريد العيش في مكان حيث يعرف أطفالي معنى السلام ويحصلوا على مستقبل أفضل. لا أريدهم أن يعيشوا مثلي بلا سلام أو أمان. أدعو و أصلي كل يوم من أجل هذا الهدف".