1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Israel

الأرض الفلسطينية المحتلة–إسرائيل: الرعاة الفلسطينيون يجبرون على المغادرة

Shepherds and farmers from south Hebron. Mel Frykberg/IRIN

يقول عبد الحليم، وهو راعي يسكن في جنوب الضفة الغربية: أفضل شيء في خربة قصة هي أراضي الرعي. كان لدينا مساحات مفتوحة، أما الآن فنعتمد على الآخرين وأراضيهم".

فقبل عدة أسابيع قام الجيش الإسرائيلي بإخلاء عبد الحليم وقرويين آخرين يبلغ عددهم 272 شخصاً (37 عائلة) من خربة قصة وطلب منهم البحث عن موطن جديد.

وقالت الإدارة المدنية الإسرائيلية أن الأرض التي يعيش عليها الفلسطينيون هي موقع آثار تملكه الحكومة وقد تم إعطاؤهم إنذارات بالإخلاء.

وقال أحد القرويين لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "جاءوا في الساعة السابعة والنصف صباحاً فقمنا بإرسال النساء والأطفال والغنم بعيداً عن المكان. وتوسل رجل كبير بالسن الجنود أن يتركونا نرحل بأنفسنا. فأعطونا حتى بعد ظهر اليوم التالي وقالوا أن كل من يبقى سيتم اعتقاله ومصادرة كل شيء بقي له في المكان".

وعندما أخبر القرويون الجنود أنه لا يوجد لديهم مكان يذهبون إليه أجابوا: "هذه ليست مشكلتنا. إنها أرض تابعة للدولة".

وأوضح القرويون أن قصة تقع بين الجدار العازل والخط الأخضر، ولذلك هم يشعرون أن ذلك هو أحد أسباب إخلائهم.

وبالنسبة لمعظم سكان خربة قصة، لم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها إخلاء عائلاتهم بالقوة إذا تم تسجيل 29 عائلة من أصل 37 كلاجئين لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وقد أتى الأفراد الأكبر سناً من هذه العائلات إلى قصة من بيت جبرين، الواقعة داخل إسرائيل حالياً، خلال حرب عام 1948 بين العرب وإسرائيل.

ويقول عبد الحليم، 63 عاماً أن "النزوح من جديد في شتاء عام 2007 ليس بالأمر السهل على الإطلاق".

ضياع العلف

وقال خالد الأغبرية، وهو أب لخمسة أطفال يبلغ من العمر 37 عاماً: "لقد كان لدينا ما يكفي من علف لإطعام أغنامنا لعام كامل، ولكن فجأة تبدد كل ذلك. إنها صدمة."

فعندما جاءت القوات الإسرائيلية في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول لإخلاء القرويين دمرت العديد من ممتلكاتهم ومن ضمنها 240 طناً من العلف و180 أداة لتغذية الحيوانات وعدة خزانات ماء.

وقال خالد: "العلف هو القضية الأساسية. لقد اشترينا الكثير وخسرناه كله. علينا الآن شراء بعض العلف لأغنامنا". ومع ارتفاع تكلفة العلف سيكون العبء الاقتصادي على القرويين كبيراً.

ماء مكلف

كما سيفتقد القرويون لبئر الماء الموجود في قريتهم القديمة. ففي الوقت الحاضر، تقوم وكالات الإغاثة مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة مكافحة الجوع بتقديم الماء والخزانات ولكن في النهاية على القرويين شراء الماء، وهو أمر نادراً ما اضطروا إليه في الماضي.

وقال مانويل بيسلر، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة: "لقد كانت هذه المجموعة السكانية على تلك الأرض منذ عام 1948 وهم معتمدون بشكل كامل على الأرض والموارد المالية المتوفرة هناك. وبعد أن تم إخلاؤهم ستزداد صعوبات حياتهم وفاقتهم لأنه لا يوجد لديهم موارد بديلة يعتمدون عليها بدلاً عن الرعي".

وبعد إخلائهم، ذهب معظم القرويون إلى قرية إذنا للبقاء مع أصدقائهم وأقاربهم.

وقال عبد الحليم: "هذا هو منزلي الآن. ننام كلنا هنا في الليل. يبلغ عددنا 29 شخصاً." وكان عبد الحليم واقفاً داخل بناء مبني جزئياً يمكن الدخول إليه باستخدام لوح خشبي يمر من خلال ما سيصبح في يوم من الأيام إطار نافذة. وكل الفتحات الأخرى قد تم تغطيتها بالبلاستيك والمصدر الوحيد للتدفئة هو مدفئة تعمل بالفحم.

وينام بعض المبعدين كذلك في خيام قدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أرض زراعية خارج إذنا.

الأطفال مجهدون نفسياً

''منذ 1948 لم نطلب أية مساعدة من المنظمات [كالأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة]. أما الآن فنحتاج إلى تلك للمساعدة''
وكان للأطفال نصيبهم من هذا الترحيل الإجباري، حيث قال أحد الآباء الذي بدت عليه معالم القلق: "بدأت ابنتي البالغة من العمر تسع سنوات بالاستيقاظ في منتصف الليل وبدأ أطفالي الآخرين في التبول في فراشهم". كما أشار إلى أن زوجته التي كانت حاملاً في الشهر الثالث وقت حدوث الإخلاء قد أجهضت في اليوم التالي.

ويعد طلب المساعدة من قبل الرعاة ذوي الأنفس العزيزة ليس بالأمر السهل، حيث قال خالد: "منذ 1948 لم نطلب أية مساعدة من المنظمات [كالأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة]. أما الآن فنحتاج إلى تلك للمساعدة."

وقال متابعاً: "ولكننا لا نريد أية تبرعات. نحن نريد برامج لخلق الوظائف. سنبيع أغنامنا إذا تطلب الأمر ذلك للإسهام في تمويل برامج التعليم. فإذا قاموا بتدريبنا، سنضمن أن يصبح ذلك التدريب مصدراً مستمراً للدخل".

وخالد يشعر بالقلق بأنه قد لا يتمكن هو وزملائه من إيجاد منطقة رعي أخرى مناسبة لتصبح موطنهم الجديد.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join