بعد أكثر من أسبوع على إعصار هايان (يولاندا) الذي ضرب مدينة تاكلوبان، شرق الفلبين، لا تزال أيرين أيساو، البالغة من العمر 27 عاماً، متأثرة للغاية وهي تتذكر الثواني الأخيرة من حياة أطفالها الخمسة: راسل (8 أعوام) وجوجي (6 أعوام) وكنت (5 أعوام) ومايجوي (عامان) وشيرلي (عام واحد).
وكان أكثر من 2,000 شخص قد لقوا مصرعهم أثر العاصفة التي تسببت أيضاً بنزوح أكثر من 500,000 غيرهم. وتُعد قصة أيرين أسوأ كابوس قد تمر به أم وقد روت تفاصيله قائلة:
لقد حاولنا. آه كم حاولنا. ولكني وزوجي لم نستطع إنقاذهم. لقد حدث الأمر بسرعة كبيرة حيث عصفت الريح في الخارج، وكنت بالكاد أسمع صرخاتهم.
حملت الرضيعة وضممتها بشدة إلى صدري بينما تشبث أطفالي الأربعة الآخرون بساقي زوجي وهم يصرخون. لم يستطيعوا السباحة.
وفي غضون ثوان، بدأت المياه في التدفق من البحر داخل الغرفة وبدأ منزلنا يتحطم. كانت المياه فوق رؤوسنا والحطام في كل مكان.
ماما، ماما، كانوا يصرخون بينما كانت المياه تدفعنا خارجاً، ولكنني كنت عاجزة عن فعل أي شيء. فالمياه كانت قوية للغاية.
كنت أسمع نفسي وأنا أصرخ لزوجي قائلة: لا تدع الأطفال يفلتون. تمسك بهم. لا تتخلى عنهم بحق الله.
لكن لم يكن له حول ولا قوة. كان الأمر ببساطة يفوق الاحتمال والتصور.
وفجأة، غمرتني المياه ودفعتني تحت سطحها، وعندما طفوت مرة أخرى كنت قد فقدت طفلي.
وفي غضون ثوان، توقف صراخ أطفالي الآخرين ولم يكن هناك شيء غير الصمت. وكانوا قد اختفوا تحت الماء. لقد فقدت أطفالي الخمسة جميعهم.
خسارتي؟ كيف يمكنني التعبير عن ذلك؟ لقد فقدت كل شيء. كل ما أعتز به. كل أطفالي ضاعوا. ملائكتي الصغار. ماذا لدي الآن لأعيش من أجله؟
في وقت سابق اليوم، وجدوا جثة أحد أطفالي المتهشمة بين عدد من الجثث الأخرى في نهاية الشارع. وضعوها في كيس الآن، ولكنني لا أستطيع النظر إليه. إن الأمر يفوق احتمالي. أكياس الجثث في كل مكان والرائحة الكريهة خانقة.
أريد أن أترك هذه المدينة. لم يبق لنا شيء هنا".
ds/ds/cb-mez/dvh
"