1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Egypt

عائلات بلا كهرباء في غزة

Yusri and his brother find it very exhausting to read with candle light Ahmed Dalloul/IRIN
Yusri and his brother find it very exhausting to read with candle light

تم إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة منذ بداية شهر نوفمبر بسبب نقص السولار الصناعي. ونتيجة لذلك، يعاني سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.7 مليون نسمة من زيادة كبيرة في انقطاع التيار الكهربائي، حيث تنقطع الكهرباء عنهم الآن لمدة 12 ساعة يومياً تقريباً.

وأفاد جيمس راولي، منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة أن الإغلاق ونقص الوقود سوف يؤثران على جميع الخدمات الأساسية، بما في ذلك المستشفيات والعيادات ومحطات الصرف الصحي وضخ المياه". كما أشار المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إلى أن هذه الخطوة "لها عواقب وخيمة على الأوضاع الإنسانية للسكان في قطاع غزة".

ومن الجدير بالذكر أنه قد تم إعادة افتتاح محطة الكهرباء في العام الماضي فقط بعد إعادة تأهيلها في أعقاب إصابتها بأضرار جراء غارة جوية إسرائيلية في عام 2006. وذكرت هيئة الطاقة في غزة أنها تولد نحو 30 بالمائة من إمدادات الكهرباء في غزة، والباقي يأتي من إسرائيل (120 ميغاواط) ومصر (27 ميجاوات).

وقد أدت الحملة الأمنية المكثفة على الجانب المصري من الحدود منذ شهر يونيو الماضي إلى خفض كبير في استيراد الوقود من خلال أنفاق التهريب، كما توقفت سلطة الطاقة في رام الله في الضفة الغربية عن إرسال الوقود بسبب خلاف على الضرائب.

وللتعرف على تأثير انقطاع التيار على الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة، التقت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) مع أسرة بلحة في مخيم الشاطئ.

الحد من حلاقة الشعر

وقال فؤاد بلحة، الذي التقت به شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في محل الحلاقة السيء التجهيز الخاص به في قلب المخيم: "كان انقطاع الكهرباء في غزة شديد الأثر دائماً، ولكنه وصل الآن إلى مستوى جديد كلياً". ولا يحصل زبائن المحل القليلون سوى على القليل من وسائل الراحة وحتى الكهرباء أصبحت ترفاً الآن. وأخبر فؤاد شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الوضع صعب للغاية، ونحن نتوقع أن تزداد الأمور سوءاً إذا لم يحدث شيء لإصلاحه".

وفؤاد متزوج ولديه طفل يبلغ من العمر أربعة أشهر وعائلة مكونة من 18 شخصاً، من بينهم والدته وإخوته وأخت أرملة، وهم جميعاً يعتمدون على محل الحلاقة الصغير الخاص به. وقد توفي والده قبل ستة أشهر.

ويشكو فؤاد من الديون الهائلة التي تثقل كاهله بسبب زواجه هو وأخيه، كما اضطرت الأسرة إلى الحصول على قروض طوال السنوات السبع الماضية لدفع تكاليف بناء دارهم.

ونظراً لانقطاع الكهرباء معظم اليوم، يطلب من الزبائن المحتملين في الكثير من الأحيان العودة في وقت لاحق. "عندما كان التيار الكهربائي ينقطع لمدة 8 ساعات، كنت أجني ما بين 50 و60 شيكل (حوالي 15 دولاراً) يومياً، ولكن التيار الكهربائي ينقطع الآن لمدة 12 ساعة، ويكون متوفراً لمدة 6 ساعات فقط. هذا يؤدي إلى خفض إيراداتي إلى ما بين 30 و40 شيكل، مما يجعل هذا الوضع الصعب أسوأ بكثير".

ضوء الشموع

الساعة تقترب الآن من السادسة مساءً في منزل عائلة بلحة غير المكتمل، الذي يتكون من ثلاثة طوابق ويقع في جزء مزدحم في شمال مدينة غزة، على بعد بضعة كيلومترات من المحل.

تقوم انشراح، أم فؤاد التي تبلغ من العمر 55 عاماً، بإضاءة شمعة بمجرد أن تصبح الظلال أكثر طولاً، والظلام يحل مبكراً مع اقتراب فصل الشتاء. كما تحرص على متابعة جدول تخفيف الأحمال الذي تصدره شركة الكهرباء لكي تتأكد من وضع الشموع في أماكنها قبل إنطفاء الأنوار.

"ليس لدينا شيء سوى الشموع؛ فقد لحقت أضرار بالمولد الكهربائي الخاص بنا قبل بضع سنوات، ولا يمكننا إصلاحه لأنه مكلف. وحتى إن كان يعمل، فمن أين يمكننا الحصول على الوقود أو كيف يمكننا دفع ثمنه؟ ولذلك، نحن نعتمد على الشموع".

وتجدر الإشارة إلى أن أحد مصادر القلق الرئيسية لعائلة بلحة، والعديد من العائلات الأخرى، هو خطر الحريق الذي تشكله الشموع. وقالت انشراح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "أتحقق من أنها مثبتة بشكل جيد لأنني سمعت عن حوادث وحرائق وقعت في غزة".

فقبل شهر، كانت ابنتها وأحفادها نائمين في المنزل عندما سقطت شمعة من فوق جهاز التلفزيون فأشعلت حريقاً. وأيقظ الدخان ابنتها، فنجت الأسرة من كارثة. 

الدراسة في الظلام

والمصدر الآخر لقلق انشراح هو التأكد من وجود بعض الضوء على الأقل حتى يتمكن أحفادها من الدراسة. وتؤكد قائلة: "إنها مهمة صعبة، ولكن علينا أن نقوم بها حتى يواصلوا الدراسة". 

 إنها ليست حياة على الإطلاق. إنها بائسة من كافة النواحي

 ينضم يسري، البالغ من العمر 14 عاماً، إلى شقيقه الأصغر على طاولة صغيرة منخفضة، حيث ينحنيان حول شمعة واحدة للتحضير لدروس اليوم التالي. ويتلقى يسري، ابن شقيقة فؤاد اليتيم، المساعدة من عمه محمد البالغ من العمر 24 عاماً، والذي تخرج من الجامعة منذ ثلاث سنوات ولكنه عاطل عن العمل حالياً.

وقال يسري: "أحاول أن أفعل كل شيء ممكن للانتهاء من القراءة أثناء وجود التيار الكهربائي، أو استخدام ضوء النهار. لقد كان لهذا الوضع أكبر الأثر علي في الآونة الأخيرة. لم تترك لي الظلمة فرصة تُذكر للمراجعة بشكل جيد، وامتحانات نصف العام على الأبواب".

وعندما ينقطع التيار الكهربائي، يخلد يسري إلى النوم مبكراً، أو يبقى خارج المنزل لفترة من الوقت. وقد أصبح الوقت المخصص لمشاهدة التلفزيون واللعب محدوداً للغاية. ويقول جميع أفراد الأسرة أنهم يشعرون بالتوتر بسبب انقطاع الكهرباء، حيث لا يمكن القيام بالكثير من الأنشطة بعد ساعات العمل.

محمد متزوج ولديه طفلة رضيعة، مثل فؤاد، ويقول بينما تسخن زوجته الشاي له على موقد غاز صغير: "إنها ليست حياة على الإطلاق. إنها بائسة من كافة النواحي".

لم ينجح سعي محمد للحصول على عمل، وقال أن انقطاع التيار الكهربائي لفترات أطول، بالإضافة إلى نقص الغاز والوقود يجعلان حياتهم لا تطاق.

وأضاف قائلاً: "هذا هو السؤال الرئيسي في غزة الآن. ما نحتاج إليه - باعتباره حقاً أساسياً - هو أن نعيش حياة صحية وسليمة بطريقة لائقة. نريد أن يكون هذا مكاناً تستطيع فيه طفلتي وأسرتي والفلسطينيون جميعاً العيش بكرامة".

الأعمال المنزلية

وبمجرد عودة الكهرباء، يحدث اندفاع في المنزل للانتهاء من جميع الأعمال المؤجلة. تتولى انشراح زمام الأمور، وتستعد لإعداد الخبز، تملأ الخزانات عندما تتوفر المياه، وتقوم بالغسيل والتنظيف والطبخ. "أحياناً ننجح في الانتهاء من أعمالنا، ولكننا في الكثير من الأحيان لا نتمكن من ذلك نظراً لضيق الوقت الذي تتاح فيه الكهرباء،" كما أفادت.

وأضافت قائلة: "ليست لدينا مضخة لرفع المياه. وليس لدينا مولد كهربائي. كل ما نملكه هو الشموع وموقد لطهي الطعام وتسخين المياه للاستخدام المنزلي، ولذلك يقوم أبنائي وأحفادي بجمع وجلب الخشب الذي نستخدمه".

"في بعض الأحيان، عند انقطاع التيار الكهربائي، نرسل الأطفال بالملابس لغسلها في منزل عائلتي الذي يبعد بضع شوارع عن هنا، وذلك عندما تكون بعض المياه متاحة لديهم،" كما أشارت.

وفي وقت لاحق من المساء، يعود فؤاد من متجره، حيث يستخدم بطارية مشحونة لمساعدته خلال فترة انقطاع التيار الكهربائي. وعندما يعود إلى داره، يكون الظلام مخيماً على المنطقة.

ad/jj/rz-ais/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join