1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Myanmar

التوتر سيد المشهد رغم مضي عام على أعمال العنف الطائفي في راخين

Noon Na Ha, 35, runs a small tea shop the Thea Chaung IDP camp outside Sittwe. The mother-of-five children is one of more than 100,000 Muslim Rohingya IDPs displaced following two bouts of deadly sectarian violence in 2012 Contributor/IRIN

داو آي نو سين، من راخين، متحدثة باسم حزب تنمية القوميات في راخين

"الصراع الحالي ليس أمراً جديداً بين الطائفتين هنا، ولكن هذا الجو من التوتر يعد مرتفعاً في ضوء ما حدث العام الماضي ]المصادمات العنيفة في شهري يونيو وأكتوبر[. لا شيء مؤكد. نحن لا نريد الصراع ولا نريد العنف، ولكن هناك عدد متنام من المسلمين ]في ولاية راخين[ عما كان عليه الوضع في أي وقت مضى. هناك حقيقة بسيطة وهي أن لدى المسلمين عدد أكبر من الأطفال من أهالي راخين، كما أنهم لا يقومون بتحديد النسل. وإذا لم نسيطر على الوضع في أقرب وقت، سوف يصبح عدد المسلمين أعلى منا كما حدث في الشمال. وحتى اليوم، هناك عدد متنام من البنغاليين* الذين يعبرون الحدود إلى ميانمار، ولا يتم اتخاذ أي إجراءات لوقف هذا التدفق. يجب على الحكومة أن تضع حلاً لهذا الأمر وإﻻ فسوف يكون هناك مزيد من العنف، والطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي إنفاذ القانون والنظام، بدءاً من قانون المواطنة لعام 1982**. أود أن يتحقق السلام والمصالحة، ولكن الأمر سيستغرق وقتاً. الغالبية العظمى من هؤلاء الناس ليسوا مواطنين بورميين، بل مهاجرين غير شرعيين. ربما لا يتجاوز عدد المواطنين الفعليين من بين جميع المسلمين الذين يوجدون في ولاية راخين الـ 5 بالمائة فقط. من حق المواطنين البقاء هنا - ليس لدىّ مشكلة في ذلك- أما الباقون فلا يحق لهم أن يكونوا هنا. لا يزال أهل راخين الأصليون يشكلون أغلبية في بلدات راخين الـ 17 . يجب علينا الحفاظ على هذه الأغلبية. لقد اعتدنا على الاحترام المتبادل بين المجتمعين. نحن نعتبر البنغاليين ضيوفاً في منزلنا. والآن يريد هؤلاء الضيوف أن يستولوا على المنزل، وهذا ما لن نقبله أبداً".

داو خين هتو، 40، نازحة من عرقية الكامان وأم لثلاثة أطفال

"لست من الروهينجا بل من الكامان*. ومع ذلك، فإن أعمال العنف التي نشبت العام الماضي لم تفرق بيننا. فأنا في نهاية المطاف، مسلمة ومتزوجة من رجل روهينجي. كثير من الكامان أصبحوا الآن نازحين مثلي. لقد أحرق الغوغاء منزلي ورأيت بعيني أم زوجي وهي تُطعن بسيف عندما حاولت منعهم. ورغم أنها كانت تنزف إلا أن الغوغاء الغاضبون لم يتوقفوا وطعنوها هي وأختها الأصغر حتى الموت. شاهد أطفالي هذا الحادث بأعينهم كما أصيب اثنان منهم خلال أعمال العنف. لا زالوا يعانون حتى اليوم من كوابيس مفزعة جراء ذلك. نعرف الجناة ولكن نعلم أنه لا فائدة. كيف يمكن أن تتصالح مجتمعاتنا إذا لم تتم معاقبة جناة ارتكبوا مثل هذه الجرائم؟ هل ستكون هناك أي مساءلة؟ إذا ألقت السلطات القبض على الجناة وعاقبتهم ستكون هناك فرصة حقيقية للمصالحة. ما الذي سيحدث لنا إذا عدنا إلى ديارنا الآن؟ قد يتكرر الأمر مرة ثانية".

يو آريا فان سا، 40 عاماً، من طائفة الراخين، رئيس رهبان دير شو زايدي في سيتوي

"السبب الجذري في هذا الصراع حقاً هو احتلال الأراضي. البنغاليون استولوا بالفعل على جزء كبير من شمال الدولة ويحاولون الآن أن يفعلوا الشيء نفسه في سيتوي. وحتى اليوم، هناك المزيد والمزيد من البنغاليين الذين يدخلون الدولة بطريقة غير شرعية ولا تتخذ السلطات أي تدابير لوقفهم. ونحن لن نسمح بهذا أبداً. لأنه إذا تركناهم، فلن يكون هناك مكان لأفراد طائفة الراخين. في بلدة مونجدو، يشكل البنغال 96 بالمائة من السكان، في حين لا يمثل الراخين سوى 4 بالمائة فقط. وهذا دليل على ما يحاول البنغاليون القيام به. هذا كله جزء من مخطط كبير يهدف إلى سيطرة المسلمين على العالم. شاهدنا هذا الأمر في أفغانستان وباكستان وإندونيسيا التي كانت دول بوذية والآن أصبحت دولاً إسلامية. كيف حدث هذا؟ من الواضح أن هذا يحدث اليوم في ولاية راخين.

أما بالنسبة للنازحين داخلياً من البنغالين، فهم ليسوا مواطنين وفقاً للقانون، بل إنهم لاجئون وينبغي أن يتم التعامل معهم على هذا النحو. ينبغي الإبقاء عليهم في المخيمات وتقديم المساعدات الإنسانية لهم. البديل لذلك هو أن يعودوا إلى بنجلاديش. لا يجب أن يسمح لهم تحت أي ظرف من الظروف الإقامة خارج المخيمات، ولا الدخول في المجتمع دون الحصول على الإذن اللازم لذلك. وإذا أرادت أي دولة ثالثة استقبالهم، فسيكون ذلك أمراً جيداً. هذا أمر يرجع لهم. إنهم لاجئون ويتمتعون بهذا الحق. أما عن المصالحة؟ الراخين فقدوا الثقة في البنغاليين الذين يعيشون وسطهم. وإعادة بناء الثقة سوف تستغرق وقتاً طويلاً".

كياو هلا أونج، 73 عاماً، نازح داخلي، ناشط ومحام من الروهينجا

"إذا عرفت السلطات بمكاني فسوف تلقي القبض عليّ لأنها تعتبرني محرضاً وأشكل تهديداً سياسياً. جريمتي الوحيدة هي أنني رجل مثقف أنتمي إلى الروهينجا ولا شيء أكثر منذ لك. لقد ترشحت للانتخابات البرلمانية عام 1990 مع الحزب الوطني الديمقراطي لحقوق الإنسان، ولكن السلطات ألقت القبض عليّ وحُكم عليّ بالسجن لمدة 14 عاماً بسبب المرافعة في قضية سابقة تتعلق بالدفاع عن مجموعة من المزارعين الذين تمت مصادرة أراضيهم من قبل حكومة البلدة. وأفرج عني في عام 1997 حيث التحقت بمنظمة أطباء بلا حدود -هولندا كموظف إداري في سيتوي.

كنت أعيش في وسط المدينة ...دمر منزل عائلتي، الذي بني منذ أكثر من 68 عاماً، في 11 يونيو 2012. ومعه دمرت كل كتبي ووثائقي القانونية. لقد فقدت كل شيء. لم يحرق الغوغاء منزلي لأنهم كانوا يخشون أن يمتد الحريق لمنزل جاري الذي ينتمي لأسرة من طائفة الراخين. لذا دمروا منزلي بأيديهم والمعاول. وبعد مضي عام على هذه الأحداث، لا تزال فرص المصالحة ضئيلة لأنه لا توجد رغبة لدى الحكومة ولا الراخين في حدوث ذلك. بل إنهم ينتهزون الفرصة ويستولون على أراضينا وعقاراتنا. أملنا الوحيد الآن هو أن يضغط المجتمع الدولي على الحكومة البورمية".

نور  ناهار، 50 عاماً من الروهينجا، نازحة داخلياً وأم لأربعة أطفال

"زوجي يعمل في السعودية وأنا أعيش بمفردي هنا. عندما بدأت المصادمات، لم أتوقع أبداً أن تتصاعد بهذه الوتيرة. لقد فقدنا كل شيء بسبب أعمال العنف ولم أستطع أن أخبر زوجي بأن كل شيء كدّ من أجله قد ذهب أدراج الرياح. لقد أصبحنا الآن نازحين داخلياً ونعتمد على المساعدات الخارحية في كل شيء. إنه أمر غريب ... لقد كان لديّ في السابق العديد من الأصدقاء الراخين وكانت تجمعنا علاقات جيدة. كنا نذهب ونزورهم في منازلهم كل يوم أحد وكانوا يأتون لزيارتنا خلال الأعياد الدينية الإسلامية. لم تكن هناك أي مشكلات بيننا ولذلك لا أستطيع أن أفهم ما حدث. لقد حدث ذلك بسرعة كبيرة. ومن المؤكد أن هناك من حرض على القيام بهذه الأعمال لأن العديد من هؤلاء الأشخاص كانوا جيراني. أود أن القول بأن المصالحة لا تزال ممكنة، ولكن الأمر يتوقف على الحكومة. أريد أن أكون متفائلة، ولكن السلطات حتى الآن لا تفعل أي شيء يدعو لذلك".

كوانج سان ري، 70 عاماً، من طائفة الراخين، محرر في صحيفة ولاية راخين الإخبارية

"لطالما كانت لدينا شكوك ومخاوف من البنغاليين الذين يعيشون بيننا ]في ولاية راخين[ وأعمال العنف التي اندلعت العام الماضي أثبتت ذلك. هذه مشكلة معقدة جداً ورغم مضي عام، لا يوجد هناك أي تقدم. إن إصرارهم على استخدام كلمة الروهينجا يثير إشكالية، ولن نقبل بهذه التسمية مطلقاً. لا يوجد أي شيء يسمى روهينجا في ولاية راخين، ولم يكن هناك في أي وقت مضى. البريطانيون هم من جلبوا هؤلاء الناس إلى هنا. ولكي أكون صريحاً، استخدام تلك الكلمة هو مجرد محاولة لخلق نوع من الدولة الجديدة، للحصول على شكل من أشكال الشرعية العرقية في ميانمار، وهو أمر لن نقبل به مطلقاً. لن يتم حل الصراع أبداً طالما استمروا في استخدام هذه الكلمة. نحن نسميهم البنغاليين لأنهم أتوا من هناك، وهذا هو المكان الذي ينتمون إليه. أفضل حل لتسوية هذه المشكلة هو تطبيق قانون المواطنة لعام 1982. المسلمون الذين يمكنهم إثبات أنهم مواطنون-وهم أقلية- ينبغي السماح لهم بالبقاء، أما الباقون فينبغي أن يوضعوا في مخيمات اللاجئين وفقاً للقانون. لا يجب أن يسمح لهم بالعودة إلى المجتمع، تحت أي ظرف من الظروف".

أونج وين، 57 عاماً، أب لثلاثة أطفال، وأحد النازحين داخلياً من الروهينجا

"كيف يمكن تتم المصالحة بينما يتم الفصل العنصري بيننا بهذه الطريقة؟ الأمر يعتمد في الحقيقة على ما ستفعله الحكومة. ولكن الحكومة للأسف لا تزال تواصل العمل بسياسة "فَرّق تَسُد". يمكنك مشاهدة هذا كل يوم في مستويات المساعدة التي يتم توزيعها بشكل غير عادل. أريد أن أحيّا في سلام. جيراني في السابق كانوا من الراخين وحتى اليوم يحاول كثير منهم مساعدتي أنا وأسرتي في المخيم، وهذا أمر مشجع جداً. ورغم  أن آفاق المصالحة قد لا تكون جيدة إلا أنني أحاول التمسك بحبال الأمل".

خين ميات واي، 18 عاماً، نادل من عرقية الراخين

"لقد عشت في سيتوي لمدة أربعة أعوام ولم أتوقع مطلقاً أن أشاهد أعمال العنف التي حدثت العام الفائت. ورغم وقوع حوادث في الماضي، إلا أنها لم تكن مثل هذه. فكلا الطائفتين كانتا تعيشان دائماً في سلام. وفي ذات ليلية نظرت من شرفة منزلي فرأيت أشخاصاً بنغاليين يهرولون باتجاه منازل تطل منها ألسنة اللهب. لقد كان شيئاً فظيعاً. كانت النار تأكل كثيراً من المنازل، بنغالية وراخينية على حد سواء. ورغم أنه ليس لديَ أصدقاء بنغاليين، إلا أن الكثير من زبائني قبل أعمال العنف تلك كانوا من البنغاليين. أما عن المصالحة؟ فربما تكون ممكنة، بيد أنها تعتمد في الواقع على البنغاليين. ففي نهاية المطاف، هم من بدؤوا هذا. ومع ذلك، بالنسبة لي أنا شخصياً، أعتقد أن هناك أمور كثيرة للغاية قد حدثت بين الطرفين لدرجة قد تجعل من المستحيل تحقيق هذه المصالحة. لقد فُقِدت الثقة وبات معظم الراخين الآن يبغضون البنغاليين".

* أعضاء طائفة الراخين يرفضون اسم "الروهينجا" ويستخدمون لفظ "البنغال" بدلاً من ذلك. 

** قانون المواطنة لعام 1982 في ميانمار يعترف بالسكان المسلمين "الكامان" كإحدى المجموعات العرقية الرسمية الـ 135 في الدولة.

ds/cb-kab/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join