ساهم تجدد التعاون بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية في خلق ما سماه الطرفان مناسبة سعيدة"، والتي تمثلت في ربط قرية خربة جبارة الصغيرة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 300 نسمة، بشبكة الكهرباء الرئيسية في 16 أكتوبر/تشرين الأول.
وحول هذا الحدث، قال فاروق عوض، العضو في المجلس المحلي: "سيجعل هذا الربط حياة الناس هنا أفضل بكثير. أتمنى أن نستطيع الآن الحصول على منطقة صناعية وفتح مصانع وخلق المزيد من فرص العمل".
ويتفق الفلسطينيون والإسرائيليون حول الحاجة الملحة لخلق المزيد من فرص العمل المستديمة في ظل التدهور الذي يشهده الاقتصاد الفلسطيني.
وتقع خربة جبارة بين الحاجز الإسرائيلي وحدود ما قبل 1967 المعروفة باسم الخط الأخضر في طولكرم. وفي الوقت الذي يقول فيه الفلسطينيون بأن هذا يحد من حرية تنقلهم، ترد إسرائيل بأنها تقوم بمنح السكان تصاريح تسمح لهم بالسفر كيفما يشاءون.
غير أن المراقبين يرون بأن الحاجز بالإضافة إلى القيود الأخرى المفروضة على التنقل ودخول المنطقة قد ألحقت أضراراً كثيرة باقتصاد هذه القرية الصغيرة وجعلتها تنتظر التبرعات من أجل تمويل مشروع الطاقة.
من جهته، قال طلال دويكات، محافظ طولكرم، في سياق الكلمة التي ألقاها بمناسبة قص شريط غرفة التحكم الجديدة: "نحن بحاجة إلى المزيد من حرية التنقل هنا".
وكانت هذه القرية قد اعتمدت لفترة طويلة على المولدات التي تعمل لأربع ساعات يومياً فقط. كما أنها أنشأت شبكة توزيع خاصة بها، وبمساعدة الحكومة البلجيكية تمكنت من إنشاء محطة تحكم صغيرة تم ربطها بشبكة شركة الكهرباء الإسرائيلية. \من جهته، قال مائير برشان، من شركة الكهرباء الإسرائيلية: "نحن سعداء لتمكننا من تزويد الناس هنا بالكهرباء... سنقدم لهم خدمات مثل عمليات تدقيق السلامة التي نقدمها لعملائنا الآخرين".
وخلال تجوالهم في القرية، أشار ممثلو شركة الكهرباء الإسرائيلية إلى أسلاك الكهرباء الظاهرة في نظام المولد القديم، وقال أحدهم: "يمكن أن تصيب الكهرباء أي طفل يحاول الاقتراب منها. ستصبح الأمور أكثر أمناً شيئاً فشيئاً".
من جهته، قال سعيد، وهو أحد سكان القرية: "سيحصل الجميع على الطاقة، لقد كان الناس هنا يعانون طوال الوقت. لم يكن باستطاعتهم تبريد أغذيتهم ولا الاحتفاظ بأدويتهم في بيوتهم. كان عليهم الذهاب إلى الطبيب يومياً للحصول على أدويتهم. ولكنهم الآن يستطيعون الاحتفاظ بها في البيت".
الفوائد السياسية؟
وقال مسؤولون رفيعو المستوى من الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأنهم يأملون أن يكون لمشروع خربة جبارة، وهي واحدة من 27 قرية في الضفة الغربية سيتم وصلها بالكهرباء هذا الخريف، فوائد سياسية.
الصورة: شبتاي جولد/إيرين |
قائد منطقة طولكرم في الإدارة المدنية في إسرائيل جريشا ياكابوفيتز يتحدث إلى طلال دويكات محافظ طولكرم خلال حفل أقيم بمناسبة ربط خربة جبارة بشبكة الكهرباء |
وأضاف قائلاً: "نأمل بأن يجلب العمل الإنساني الجيد الذي نقدمه للفلسطينيين هنا منافع سياسية على المدى القريب والبعيد."
وقال مسؤول عسكري في الاحتفال الصغير الذي أقيم بعد وصل التيار الكهربائي: "لم اعد أتذكر متى كانت المرة الأخيرة التي جلس فيها كبار المسؤولين من الطرفين وتناولوا القهوة معاً مثلما يفعلون اليوم. لقد كان ذلك منذ عدة سنوات".
وبينما يستعد الإسرائيليون والفلسطينيين لقمة السلام التي ترعاها الولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا العام، تقدم إسرائيل بعض الخدمات للرئيس الفلسطيني محمود عباس مثل إطلاق سراح السجناء والقيام بمشاريع اقتصادية.
ويرى المسؤولون بأن القرية كانت ستحصل في نهاية المطاف على بعض الكهرباء لسد الحاجات الإنسانية، ولكن ربطها بشكل كامل بشبكة الكهرباء الإسرائيلية والبيئة الإيجابية التي سادت حفل تدشين الربط لم تكن ممكنة لولا تغير المناخ السياسي بالضفة الغربية منذ تعيين عباس لحكومة جديدة خالية من عناصر حماس في شهر يونيو/حزيران.
"