يحتاج الآلاف من النازحين في مدينة قندهار وضواحيها إلى الحصول على مأوى مؤقت في مخيم جديد وعلى مساعدات إنسانية عاجلة، حسب تصريح عمال الإغاثة في الإقليم لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).
وقال مسؤولون حكوميون أن حوالي 2,500 أسرة [أي ما يقارب 13,000 شخص] كانت قد غادرت ديارها في العديد من المناطق التي ينشط فيها المقاتلون مثل هيلمند وأوروزغان وقندهار منذ أواخر شهر يوليو/تموز هرباً من أعمال العنف الدائرة في الإقليم.
كما أفادت السلطات المحلية بأن العديد من النازحين لجؤوا إلى أقاربهم بحثاً عن المأوى أو استقروا في المباني الحكومية غير المستعملة أو في منازل مؤجرة، في حين قام البعض ببناء أكواخ من الطين في ضواحي مدينة قندهار للاستقرار فيها.
وعن هذا الموضوع، أفاد عبد الرحيم صافي، مدير الدائرة الإقليمية لشؤون اللاجئين والعائدين بأن الحاجة إلى إنشاء مخيم جديد لاستضافة النازحين أصبحت جلية جداً"، مضيفاً بأنه "يجب منح هؤلاء الأشخاص مأوى يسكنون فيه في المستقبل القريب".
من جهتها، قالت أسر النازحين بأنها ستنتقل إلى المخيم شريطة أن تهتم المنظمات الإنسانية بتلبية احتياجاتها. وجاء في قول أحد النازحين: "سنذهب إلى أي مكان يأوينا على أن يتوفر فيه الماء والأمن".
سلبيات المخيم الجديد
ويعترف المسؤولون بالإقليم بأنهم غير قادرين على معالجة قضايا النازحين بشكل فعال لعدم حصولهم على الموارد اللازمة لذلك. كما أنهم يخشون من عدم قيام المنظمات الإنسانية بتقديم أي دعم لهم في حال بادروا بإنشاء مخيم جديد للنازحين في البلاد.
وقال شجاع الدين شجاع، وهو مستشار بوزارة شؤون النازحين والعائدين بأن "الأمم المتحدة تحاول تفادي أن يتسبب مخيم النازحين [المزمع إنشاؤه] في خلق حالة طوارئ مطولة".
وعن المطالبات الداعية إلى فتح مخيم جديد للنازحين بإقليم قندهار حيث يعيش آلاف المتضررين من الفقر والجفاف في العديد من المخيمات، قال نادر فرهاد، الناطق باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بكابول بأنه "لا يوجد موقف محدد للمفوضية بخصوص فتح أو عدم فتح مخيمات للنازحين أو اللاجئين".
كما أوضح فرهاد بأن عمليات العنف في جنوب أفغانستان كانت "قصيرة المدى ومتمركزة" وبأن الأشخاص الذين يهربون من المواجهات عادة ما يعودون "ويستأنفون حياتهم من جديد" مباشرة بعد هدوء الأوضاع. وأضاف بأن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ستدعم أية خطة لإدارة النازحين شريطة أن تقوم الحكومة بطلب ذلك وأن يتم "مناقشة الأمر والموافقة عليه" من طرف المنظمات الإنسانية الدولية.
وكان حوالي مليون شخص قد اضطروا للنزوح داخل أفغانستان مباشرة بعد سقوط نظام طالبان في أواخر عام 2001. واستقر معظمهم في مخيمي زيراي ومختار في إقليمي هيلمند وقندهار حيث تم تزويدهم بالمساعدات الإنسانية.
غير أن المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة أنهت عملياتها لتوزيع المساعدات الغذائية في هذين المخيمين في أواسط عام 2006 بطلب من الحكومة الأفغانية، وذلك مخافة خلق حالة من الاعتماد على هذه المساعدات مما قد يخول للبعض المكوث في هذه المخيمات إلى ما لا نهاية، حسب تصريح نادر فارهد. وبالرغم من ذلك، لا يزال الآلاف من النازحين يعيشون في هذين المخيمين ويحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، وفقاً للمسؤولين المحليين وعمال الإغاثة.
وفي هذا السياق، صرحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأنها ساعدت ما يزيد عن نصف مليون نازح للعودة إلى ديارهم منذ عام 2002. وجاء في تصريح لها في شهر سبتمبر/أيلول بأن "هذه السنة ستكون السنة الأخيرة التي تقوم فيها بمساعدة النازحين على العودة، حيث تنوي مساعدة حوالي 2,500 أسرة" على ذلك. وأضافت المنظمة بأنها تسعى لإنهاء برنامج المساعدات خلال الأشهر الثلاثة القادمة.
"