1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

كيفية تحقيق العدالة في المناطق القبلية في باكستان

Girls remain potential victims of tradition across the country Lukexmartin/Flickr

ما زالت العدالة في المناطق القبلية الباكستانية الحدودية قضية متنازع عليها، إذ يقول جافيد خان من قبيلة عثمان خيل في مقاطعة باجور، إحدى المناطق القبلية السبع على طول الحدود بين باكستان وأفغانستان: نحن متفقون تماماً حول مبدأ العدالة. اذا ارتكب أحدهم جريمة قتل أو زنا أو أي جريمة أخرى، فهو يستحق الموت".

وفي حديث له إلى شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، من بلدة خار في باجور، قال أن "العدالة القبلية" كانت تمارَس في البلاد، وقد أدت الأحكام التي أصدرتها "المجالس" أو الجيركا (تجمعات غير منتخبة من شيوخ القبائل) إلى أعمال قتل عديدة.

ولا ينظر خان إليها على أنها عمليات قتل خارج نطاق القضاء أو مخالفات للقانون، حيث قال: "لدينا وسائلنا الخاصة للحفاظ على النظام هنا ... نعم، فقد جرت عمليات قتل على مر السنين، بناءً على أوامر من "المجلس" – لأشخاص متهمين بالقتل، الزنا أو غيرها من الجرائم ".

ويقول نشطاء أن العدالة التقليدية قوية في العديد من هذه المناطق - لكن هذا يأتي على حساب الحقوق القانونية المقبولة عالمياً).

وفي حديث إلى شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال أسعد جمال، وهو محام يأخذ من لاهور مقراً له: "قد يقوم ’الجيركا‘ بتقديم العدالة في بعض الحالات، لكن ثمة خلل وثمة دليل على أن إرادة شيوخ القبائل الذين يتمتعون بسلطة عالية تسيطر على أولئك الذين لديهم نفوذ أقل، ومن الممكن أن يشملوا النساء".

ومحاكم "الجيركا" هي عدالة ترتكز على المجتمع المحلي، وتبت في شأن الصواب والخطأ في المناطق التي لا يمكن الوصول فيها إلى البنى القضائية الوطنية الرسمية.

وتتمتع قوتهم بنفوذ بشكل خاص في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية، التي لا تغطيها سوى أجزاء محدودة من قانون العقوبات الباكستاني والدستور الصادر في عام 1973.

وبدلاً من ذلك، تعمل المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية وفقاً للائحة جرائم الحدود التي وُضعت في عام 1901، وهي ليست سوى إحدى قوانين الحقبة الاستعمارية التي تتغاضى عن العقوبات الجماعية وتفتقر إلى الحق في الاستئناف أو المحاكمة أمام هيئة محلفين.

ويقول الذين يقيمون حملةً ضد عدالة "المجالس"، أنها في كثير من الأحيان غير عادلة ويعود ذلك جزئياً لأن المرأة لا تتمتع بسلطةٍ تذكر على بقراراتهن. 

وفي حديث إلى شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من إسلام آباد، قالت سمر مينالله خان، وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان وتنتج أفلاماً وثائقية، وقد عملت على نطاق واسع في إقليم خيبر بختون خوا: "بما أن المرأة غير ممثلة في ’الجيركا‘، فإن الأحكام غالباً ما تكون ضدها".

تأثير بعيد المدى

وتنتشر سلطة التقاليد "والعدالة التقليدية" لتتجاوز الأحزمة القبلية التي تتمتع بقانون أكثر استقلالية.

وقالت مينالله أنه في إقليم خيبر بختون خوا ،كان يتم إحضار النساء في كثير من الأحيان أمام "المجالس" ، وفي معظم الأحيان في حالات "زواج السوارا" التي يتم خلالها تسليمهن إلى الطرف المتضرر لتسوية نزاع ما، بما في ذلك جريمة قتل أو جريمة أخرى. "وغالباً ما يقوم الآباء في مثل هذه الحالات بجلب بناتهن إلى المجالس حتى ولو كنّ تحت السن القانونية للزواج.

وغالباً ما تساعد هذه "المجالس" على توطيد التمييز ضد المرأة، والذي يمكن أن يكون حاداً، لاسيما في المناطق الريفية في الشمال.

وفي منطقة كوهستان النائية في إقليم خيبر بختون خوا، ينطبق القانون الوطني - من الناحية النظرية على الأقل - فقد تم قتل ثلاثة رجال رمياً بالرصاص في يناير من هذا العام نتيجةً لنزاع قبلي طويل الأمد ينطوي على ادعاءات تقول أن إخوتم اختلطوا بنساء من غير عائلتهم.

من جهتها، قالت فرزانة باري، رئيسة مركز الدراسات النسائية في جامعة القائد الأعظم في إسلام آباد، وناشطة معروفة في مجال حقوق المرأة، والتي ترأست تحقيق المحكمة العليا في هذه القضية، أنه "في كوهستان، السهولة التي يكون فيها الناس مستعدين لقتل النساء، في كثير من الأحيان بناءً على أوامر "المجالس"، مثيرة للصدمة. فالأمر مقبول تماماً بالنسبة لهم".

وفي حديث له إلى شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال نظير كوهيستاني، وهو رجل أعمال يعيش الآن في بيشاور لكنه ينحدر من بيشام في كوهستان: "في ثقافتنا، لا يُسمح بتاتاً للرجال والنساء الذين لا ينتمون للعائلة نفسها الاختلاط". وأضاف أنه انتقل إلى بيشاور عندما كانت بناته الثلاث رضعاً "حتى يتمكنّ من الحصول على التعليم ويتمتعن بحياة طبيعية".

تقليص حقوق المرأة

وتترأس مريم بيبي منظمة خواندو كور غير الحكومية (أي منزل الأخوات بلغة الباشتو)، التي تتخذ من بيشاور مقراً لها وتقوم ببرامج لتعزيز تعليم المرأة وتمكينها. وقالت بيبي: "هذه التقاليد، وسلطة ’الجيركا‘ تمنع النساء من الحصول على التعليم وعلى الحقوق الأخرى".

وقد أجرت منظمة غير حكومية مقرها إسلام أباد، وتحمل اسم معهد سياسات التنمية المستدامة (SDPI) دراسة في ست مناطق في إقليمي خيبر بختون خوا والبنجاب، وبيّنت النتائج التي تم نشرها في وسائل الإعلام الشهر الماضي، أن نسبة كبيرة من الرجال في كل من الإقليمين يعتقدون أن هناك حالات كان من الضروري فيها استخدام العنف الجسدي ضد المرأة، وأن حظر العنف هو "مفهوم غربي".

مع ذلك، قال فريق المراقبة والتقييم في معهد سياسات التنمية المستدامة أن محاكم "المجالس" التقليدية ما زالت على درجة من الأهمية في المناطق حيث تم إجراء الدراسة المذكورة.

وقالت شاندنا بيبي* التي تعيش الآن في بيشاور، وتنحدر من منطقة مهمند، أنه "من الصعب تغيير الطرق المعمول بها. فنحن كنساء يمكننا فقط المحاولة، ولكن على الرغم من الجهود التي أبذلها، لم أتمكن من إقناع زوجي بالسماح لابنتينا باستكمال الدراسة بعد الصف الخامس". وتقول أنها ستحتاج إلى "المحاربة بشدة" للسماح لابنتيها بتلقي التدريب المهني في الخياطة أو التطريز، والحصول على الحق في مغادرة المنزل لتلقي التدريب.

وقال رجل الأعمال كوهيستاني أنه يعترض على القضايا نفسها. وقال لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "في مناطق كمناطقنا، هناك نساء لم يتركن منازلهن قط، إنما انتقلن ببساطة من منزل والديهن إلى منزل أزواجهن. لم أكن أريد أن يربى بناتي وأبنائي في مثل هذه الثقافة، لذلك هربت من هذه البيئة ".

غير أن الهروب غير ممكن بالنسبة للكثيرين. كما أن البعض لا يرغب بالضرورة في التخلي عن الطرق القديمة.

 وقال جافيد خان من باجور: "نعيش كما عاش أجدادنا وأباؤهم، ونحافظ على طرقنا الخاصة كما تفعل القبائل. نعتقد أنه على الحياة أن تتبع التقاليد لكي نحافظ على ثقافتنا، ونحن نفتخر بالأخلاق التي تنتج عن ذلك،" مضيفاً أن همه الأكبر هو "الابتعاد عن تغيير لأنه سيزيد حياتنا سوءاً، بدلاً من أن يحسّنها وسيقضي على الأخلاق، خاصة بالنسبة للنساء، اللواتي يجب أن يكنّ محتشمات ويبعدن عن الحياة العامة."

*ليس اسماً حقيقياً

kh/jj/cb-bb/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join