تعي نصرت كزامي، التي تعمل في إحدى المناطق التي ضربها الزلزال في باكستان قبل سنتين تقريباً، جيداً الصعوبات المترتبة على تعليم الأطفال في الخيام.
وقالت المعلمة التي تبلغ 35 عاماً من خارج مدرسة شروان الحكومية التي تقع على هضبة تطل على جبال كشمير الباكستانية: إن الطقس حار جداً في الصيف وبارد جداً في الشتاء. إنه باختصار غير مناسب للتعليم".
وكانت نصرت تتحدث حينئذ من موقع يوجد على مرمى حجر من مكان المدرسة الأصلي وعلى بعد 10 كلم فقط من عاصمة الإقليم مظفرأباد.
فبعد مضي سنتين على الزلزال الذي بلغت قوته 7.6 درجة والذي سوى مدرستها بالأرض في كارثة أودت بحياة 75,000 شخص وهدمت أكثر من ثلاثة ملايين منزل، لا تزال نصرت وتلاميذها مضطرين للتعايش مع واقعهم الحالي وتحمله.
ووفقاً للأمم المتحدة، لقي أكثر من 17,000 طالب و900 معلم حتفهم في الزلزال الذي وقع في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2005 في كشمير الباكستانية والإقليم الحدودي الشمالي الغربي.
كما أشارت تقديرات الحكومة بأن ثمانية آلاف مدرسة ابتدائية وثانوية من أصل 11,534 مدرسة في المنطقة الجبلية، التي توازي مساحتها تقريباً مساحة بلجيكا، قد دُمِرت، بينما أصبح حوالي مليون طفل، 450,000 منهم في المرحلة الابتدائية، بحاجة إلى دعم مدرسي.
ويقول المتخصصون أن البنية التحتية للتعليم في المنطقة ستحتاج لسنوات لتتعافى كلياً على الرغم من بذل الحكومة والمجتمع الدولي جهوداً حثيثة لإرجاع الآلاف من الأطفال إلى صفوفهم بأسرع وقت ممكن.
المدارس المقامة في الخيام واقع معاش
وأخبر جورج كوك، مدير مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في مظفرأباد، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن "معظم الطلاب في المنطقة لا زالوا يذهبون حتى الآن إلى مدارس مصنوعة من الخيام" مقدراً عددهم بحوالي 800,000 طالب وطالبة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة.
وقد قامت اليونيسيف، الشريك الرئيسي للحكومة في مساعيها لحل مشكلة التعليم في تلك المناطق، بالبحث عن مآوي بديلة وآمنة تضم خدمات كافية للسماح لآلاف الأطفال للعودة إلى صفوفهم.
وخلال السنتين الماضيتين، قامت المنظمة بدعم انخراط أكثر من400,000 طفل في المدارس الحكومية في ست مقاطعات تأثرت بالزلزال في تلك المنطقة، من بينهم 21,000 طفل، معظمهم من الإناث، لم يذهبوا أبداً إلى المدرسة من قبل.
وكجزء من مساعيها لمساعدة الطلاب على الانتظام في المدارس، قامت المنظمة بتوفير6,000 خيمة في المنطقة بالإضافة إلى 67 مأوى جاهزاً. ويعتبر هذا الأخير الحل الأفضل في هذه الفترة الانتقالية قبل أن التمكن من بناء مدارس.
الصورة: ديفيد سوانسون/إيرين |
مازال الآلاف من الأطفال يرتادون مدارس من الخيام في معظم المناطق التي تأثرت بالزلزال شمال باكستان عام 2005 |
أضف إلى ذلك موضوع السلامة، بحسب كوك، حين تستدعي الحاجة لتدفئة الخيام في الشتاء. ولذلك فإن "الهدف هو إعادة بناء المدارس ولكن ذلك سيستغرق بعض الوقت".
وحصلت معظم المدارس التي دمرها الزلزال على خيمة واحدة، في حين تم تقسيم الخيام الكبيرة إلى أقسام مختلفة للاستجابة لحاجة المدارس الأكبر حجماً. ويمكن أن تستوعب خيمتان أو ثلاثة متطلبات المدارس الأكبر من ذلك.
وأضاف كوك قائلاً: "إذا كنا سنوفر مدارس مصنوعة من خيام فعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار ما كان مقاماً من قبل فالأمر لا يتعلق بالمقاس الواحد الذي يناسب الجميع".
مباني المدارس مازالت قيد الاستخدام
إذا كنا سنوفر مدارس مصنوعة من خيام فعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار ما كان مقاماً من قبل فالأمر لا يتعلق بالمقاس الواحد الذي يناسب الجميع |
تحديات أخرى
وعدا عن عملية إعادة بناء المدارس التي قد تحتاج إلى سنوات ليتم الانتهاء منها، هناك أيضاً نقص حاد في القدرات الإدارية التي تستطيع تتبع عدد الطلاب المنخرطين في الدراسة والمعلمين وأماكن تواجد المدارس وحالتها.
وعن ذلك قال كوك: "يجد الناس أنفسهم ملزمين بالتخطيط على نحو ملائم ولكن دون توفر الآليات الفعالة التي تساعد على ذلك. إن هذا أمر مستحيل".
وفي كشمير الباكستانية حيث قتل عدد كبير من الكوادر الأساسية، نشأت حاجة لتقديم الدعم لإعادة تأهيل المؤسسات وإحياء الخدمات الإدارية في مجال التعليم، الأمر الذي جعل بناء القدرات جزءاً رئيسياً من جهود اليونيسيف في تلك المنطقة.
الصورة: ديفيد سوانسون/إيرين |
قضى 17,000 طالب و900 معلم على الأقل في الزلزال الذي ضرب المنطقة في أكتوبر/تشرين الأول 2005 |
ولمواجهة هذا التحدي، وضعت اليونيسيف مهمة التدريب على رأس أنشطتها التي تضمنت تدريب المدربين في العديد من المواد مثل الرياضيات واللغة الإنجليزية والأدب والتاريخ. كما أولت المنظمة أهمية خاصة لتقديم التدريب المتخصص للمعلمين للتعامل مع الأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية.
ووفقاً لليونيسيف، تم تدريب ما يزيد عن 14,500 معلماً ومعلمة حتى اليوم في المنطقة التي ضربها الزلزال في كشمير الباكستانية والإقليم الحدودي الشمالي الغربي.
"