أفادت القنصلية الصومالية بعدن بأنها قلقة من تزايد أعداد المراكب التي تقوم بتهريب المهاجرين الأفارقة، ومعظمهم من الصوماليين، من القرن الإفريقي إلى اليمن. كما عبرت عن قلقها حيال موت العديد من الصوماليين ومعاناة الناجين منهم من الظروف المعيشية القاسية.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أفادت بأنه في شهر سبتمبر/أيلول وحده وصل 50 مركباً من هذه المراكب من الصومال إلى اليمن وعلى متنها حوالي 4,741 شخص معظمهم من الصوماليين والإثيوبيين. وهذا العدد يشكل ارتفاعاً بنسبة 70 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية عندما وصل 30 مركباً محملين بحوالي 2,961 شخص.
وأضافت المفوضية بأن 89 مهاجراً إفريقيا لقوا حتفهم في شهر سبتمبر/أيلول في حين لا يزال 154 آخرين في عداد المفقودين، ويخشى أن يكونوا هؤلاء قد لقوا المصير نفسه.
وقالت المفوضية بأن 5 مراكب وصلت إلى اليمن في 26 سبتمبر/أيلول محملة بحوالي 600 صومالي وإثيوبي، لقي واحد منهم حتفه في حين يعتبر 22 راكباً في عداد المفقودين. وكان الركاب قد أخبروا المفوضية بأن أربعة من هؤلاء قد ماتوا من الاختناق على متن أحد المراكب في حين سقط 18 آخرين عن المركب.
وأضافت المفوضية بأنها علمت بأن المهربين كانوا يقومون بضرب الركاب بقضبان من حديد أو بأحزمة أو بأنابيب من البلاستيك، كما تعرض البعض منهم للطعن.
وأعربت المفوضية أيضاً عن قلقها حيال قيام خفر السواحل اليمنيين بإطلاق النار على مراكب تهريب المهاجرين مما أدى لحدوث وفيات بين الركاب.
ومنذ بداية عام 2007 إلى الآن، وصل إلى اليمن حوالي 43,897 مهاجر إفريقي، في حين توفي أكثر من 356 آخرين وفُقِد حوالي 272، حسب المفوضية.
المأوى
وأخبر القنصل العام للصومال في عدن، حسين حجي أحمد، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن تهريب المهاجرين الأفارقة استُأنف في شهر سبتمبر/أيلول بعد توقف دام بضعة أشهر نظراً لهيجان البحار.
وقال أحمد بأن الناجين ذهبوا إلى مناطق عديدة في اليمن بحثاً عن حياة أفضل، إلا أن معظمهم لا يزال من دون مأوى في حي البساتين بعدن حيث يوجد ما يفوق 15,000 لاجئ صومالي...يعيشون في ظروف صعبة للغاية. وكان البعض منهم قد تعرض للطعن من طرف المهربين في حين يحتاج آخرون إلى معالجة نفسية بسبب سوء المعاملة التي عانوا منها في طريقهم إلى اليمن".
الصورة: محمد الجبري/إيرين |
يعيش أكثر من 15,000 لاجئ صومالي في ظروف صعبة في حي البساتين بعدن |
وفي محاولة منها لبناء قدرات اليمن على التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين، أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأنها ستعمل على تدريب خفر السواحل ومسؤولي الهجرة حول قضايا اللجوء والقانون الإنساني وعمليات إنفاذ الناس في البحار.
وتنوي المفوضية إنشاء مركز ثان في أهوار على الساحل اليمني لاستقبال وتسجيل الوافدين. وسيشمل المركز مرفقاً طبياً تديره منظمة أطباء بلا حدود.
"