1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Yemen

اليمن: عمال الإغاثة يقولون بأن الثورة في الشمال تسبب مشاكل نفسية

يقول عمال الإغاثة في اليمن بأنهم يعملون على تقديم المساعدة لسكان محافظة صعدة الذين أصبحوا يعانون من مشاكل نفسية ناتجة عن المواجهات المتفرقة بين القوات الحكومية وأتباع عبد المالك الحوثي.

وكان القتال بين القوات الحكومية وأتباع الزعيم المتمرد عبد المالك الحوثي قد بدأ عام 2004، ثم تجدد مرة أخرى في بداية هذا العام. ومنذ ذلك الحين، تعرض العديد من المدنيين للقتل كما تعرضت البيوت والمزارع للتدمير حسب إفادات عمال الإغاثة. ونتيجة لذلك، اضطر الآلاف من سكان صعدة للنزوح.

وبالرغم من عدم توفر أية معلومات دقيقة عن عدد البيوت التي تعرضت للتدمير ولا عن الاحتياجات الأساسية للسكان نظراً لأن الحكومة لم تقم بعد بتقييم الخسائر، إلا أنه من المؤكد، حسب عمال الإغاثة، بأن المواجهات تركت آثاراً نفسية كبيرة لدى المتضررين.

وفي هذا السياق، أفاد محفوظ الكدم، المسؤول الإعلامي بالجمعية الطبية الخيرية اليمنية، وهي منظمة غير حكومية مقرها في صنعاء، بأن أوضاع الأسر النازحة صعبة للغاية. والبعض منهم يعاني من مشاكل نفسية بما فيهم الأطفال الذين أصبحوا يرفضون الذهاب إلى المدرسة."، مضيفاً بأنه تم توزيع الأدوية اللازمة لمعالجة الحالات الأساسية على المحتاجين من السكان المحليين.

ووفقا للكدم، فإنه من الصعب في الوقت الحالي تحديد المشاكل النفسية التي يعاني منها الناس نظرا لعدم وصول نتائج المسح.

انطلاق قافلة طبية

أطلقت الجمعية الطبية الخيرية اليمنية يوم 24 سبتمبر/أيلول مشروع قافلة طبية لمعالجة النازحين والمتضررين من أحداث صعدة في كل من مديريات سحار ومجز والصفراء، وهي المديريات الثلاث الأكثر تضرراً من النزاع الدائر في المحافظة.

ووفقا للجمعية الطبية الخيرية اليمنية، فإن مشروع القافلة الطبية، الذي تبلغ تكلفته الإجمالية حوالي 27 مليون ريال يمني [ما يعادل 136,000 دولار]، سيتم تنفيذه بتمويل من منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف)، ويشمل إنشاء عيادة نفسية في صعدة لمعالجة المشاكل النفسية للمتضررين.

وفي نفس السياق، أخبر الكدم شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن المشروع سيعمل في بدايته على تدريب وإعداد 30 شخصا بما فيهم خبراء طبيين حول كيفية التعامل مع الحالات النفسية، موضحا بأن الجمعية تجري مسحا لاكتشاف عدد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية. كما أضاف بأنه سيتم تدريب 70 شخصا إضافيا للتعامل مع الحالات النفسية الأكثر تعقيدا.

كما أضاف الكدم بأن مشروع القافلة الطبية سيتكون من 3 فرق طبية يشمل كل منها طبيبين، وصيدليين، وممرض وأخصائي مختبر . وكان المشروع قد قام بتوزيع مستلزمات منزلية بما فيها الأغذية لحوالي 2000 أسرة (حوالي 15,000 شخص) في المديريات الثلاث الأكثر تضرراً بمحافظة صعدة.

وكانت المواجهات قد أثرت على الخدمات الأساسية في صعدة التي لا تتوفر سوى على خمس مراكز طبية في المناطق الريفية ومركزين في المدينة. وأدت المواجهات أيضا إلى نزوح 8,000 أسرة، أي ما يعادل 56,000 شخص، وفقا للجنة الدولية للهلال الأحمر، في حين غادرت العديد من الأسر بيوتها ومزارعها باتجاه العاصمة صنعاء وفقا لمنظمة المنتدى الاجتماعي الديمقراطي غير الحكومية.

وبالرغم من اتفاق السلام الذي تم توقيعه في أواسط شهر يونيو/حزيران بين الحكومة والمتمردين، إلا أن المواجهات المتفرقة لا زالت تثير الرعب بين السكان.

قضية النازحين

أخبر عمر مجلي، مدير عام مكتب الصحة بصعدة، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأنه تم تشخيص العديد من

''انعدام التغذية المناسبة والازدحام داخل خيام النازحين يعدان أهم أسباب المشاكل الصحية التي يعاني منها النازحون، نظراً لأن الازدحام قد يسبب العدوى''
الأمراض بين الأسر النازحة خصوصا سوء التغذية، والإسهال وأمراض الجلد. كما أوضح بأن الأمراض المرتبطة بالجهاز الهضمي تعد الأكثر انتشارا، مشيرا إلى أن "انعدام التغذية المناسبة والازدحام داخل خيام النازحين [حيث تضم كل خيمة من 7 إلى 8 أشخاص] يعدان أهم أسباب المشاكل الصحية التي يعاني منها النازحون، نظراً لأن الازدحام قد يسبب العدوى".

بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن المرافق الطبية في المناطق القروية لم تكن مستعدة لاستقبال هذا الكم الهائل من اللاجئين الذين تدفقوا عليها وشكلوا ضغطا كبيرا عليها.

ووفقا لمجلي، عاد حوالي 70 بالمائة من النازحين إلى ديارهم، مضيفا إلى أنه من الصعب إعطاء أرقام دقيقة حول الموضوع، مشيدا بالجهود المبذولة من طرف المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية التي قامت بتوفير الغذاء والدواء للمحتاجين، حيث قامت كل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وعدد من المنظمات غير الحكومية بإرسال قوافل مساعدات إلى صعدة منذ استئناف المواجهات في بداية 2007.

كما أوضح مجلي بأن وزارة الصحة قامت بدورها بتوزيع أدوية مجانية لمعالجة الأمراض الشائعة مثل الإسهال، والتطعيم المضاد لشلل الأطفال بالإضافة إلى إنشاء ثلاث عيادات لفحص ومعالجة النازحين.

"
Share this article

Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.

We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.

Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join