حددت دراسة أكاديمية حديثة مجموعة من الاضطرابات الصحية النفسية التي يعاني منها سكان الأكواخ في مقاطعة كيب الغربية في جنوب إفريقيا، ابتداءً من الأرق المزمن وصولاً إلى تدني احترام الذات. وقد أجرت جامعة كيب الغربية وجامعة شبه جزيرة كيب للتكنولوجيا هذه الدراسة تحت عنوان "تأثير العيش في المجتمعات الانتقالية: تجارب الناس في بليكيز دورب وهابي فالي". ونظراً لاعتبارات في الموازنة اقتصرت الدراسة على مخيمين فقط.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال شهيد محمد، وهو محاضر في الهندسة المدنية في جامعة شبه جزيرة كيب للتكنولوجيا وناشط في مجتمع بليكيز دورب أنه "لم يكن يتمتع الباحثون بالموارد لإجراء مقابلات على نطاق واسع، وبدلاً من ذلك قمنا بتشكيل أربع مجموعات مناقشة مختلفة تتألف من 10 إلى 20 شخصاً يعيشون في بليكيز دورب ومخيم آخر انتقالي يطلق عليه إسم هابي فالي. وقد وجدنا أن هناك ترابط كبير بين النتائج في كل حالة". وكان من بين مشاكل الصحة النفسية التي حددتها الدراسة الاكتئاب، والقلق، ونوبات الفزع والأرق المزمن والغضب وتدني احترام الذات.
ما من أمل
وقال واضعو الدراسة أن المعلومات التي تتعلق بالصحة النفسية لسكان الأكواخ كانت نادرة جداً، وكانت الدراسة بمثابة محاولة لمعالجة هذه الفجوة المعرفية. وقد تم في عام 2008 إنشاء مخيم بليكيز دورب ويطلق عليه أيضاً إسم "تن كان تاون" كمخيم انتقالي مؤقت لنحو 600 شخص. ولكن منذ ذلك الحين، اتسع المخيم ليستوعب أكثر من 4,000 نزيل في مبانٍ مؤلفة من 1500 غرفة واحدة مصنوعة من الصاج المموج، وتبعد حوالى 34 كيلومتراً عن مدينة كيب تاون. أما هابي فالي فهو مخيم انتقالي آخر يقع في نفس المنطقة ويسكنه 3000 شخص. وقد تم إنشاء المخيمات قبل نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2010 التي استضافتها جنوب إفريقيا لإيواء الأشخاص الذين تم طردهم من مبان كانوا يشغلونها بشكل غير قانوني.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية، قال رشيد أحمد، وهو عالم نفسي بجامعة كيب الغربية وقد ترأس فريق من الباحثين من طلاب علم النفس: "كانت النقطة السلبية الكبيرة في هذه المقابلات تكمن في استسلام هؤلاء الأشخاص في النهاية للشعور باليأس والانهزام. ومعظم تلك المشاعر لها علاقة بحقيقة أنهم لا يرون مستقبلاً لأنفسهم. فالبشر يجب أن يكون لديهم أمل وشعور بالهدف لتحقيقه". وأضاف قائلاً: "يُعتبر التوجه المستقبلي أمراً بالغ الأهمية لحياة صحية سواء كانت عقلية أو جسدية. فالكثير من الناس الذين جرت مقابلتهم يصفون المشاكل النفسية الحالية التي يعانون منها- مثل الصداع- والتي ترتبط بشكل واضح بالقلق والتوتر".
تحديات ضخمة
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال إيتيان كلارسن، المقيم في مخيم بليكيز دورب وزعيم في المجتمع وأحد المدافعين عن الإسكان المنخفض التكاليف أن "المنطقة بمثابة مقلب لقمامة البشر". وقد أضاف: "نحن عالقون هنا لأنه ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه، والتحديات التي نواجهها ضخمة. فهناك مشكلات كبيرة تتعلق بالجريمة، والناس يخشون مغادرة منازلهم لأنهم سيتعرضون للسرقة. كما أننا بعيدون عن أماكن فرص العمل ولذلك لا أحد يملك المال. والناس يخجلون من وضعهم وليس لديهم ثقة في النفس أو احترام للذات".
كما وجدت الدراسة أن الظروف المعيشية تتأثر بشكل كبير بالعلاقات الشخصية والاجتماعية. فعدم وجود خصوصية له أثر سلبي على العلاقات بين الناس، وغالباً ما ينتج عن ذلك مشاكل زوجية. كما أنه لا توجد أية مرافق ترفيهية للأطفال، ما يجعلهم عرضة لأنشطة تعاطي المخدرات والانخراط مع العصابات وهم صغار في سن الخامسة. ومع ذلك، كشفت الدراسة أنه في حالات الأقليات، تؤدي الشدائد والمحن إلى مستويات عالية من المرونة. وقال أحمد: "أظهرت نسبة قليلة من الناس مرونة استثنائية عند مواجهتهم لمثل هذه المشاكل. وهذا يتجلى في نشاط المجتمع في المقام الأول. لكنه لا ينبغي أن ينظر إليه على أنه نقطة إيجابية كبيرة. فإذا نهض الشخص بعد أن وجهت إليه ضربة قوية أفقدته توازنه، يجب أن نجعل تركيزنا على أسباب سقوطه في المقام الأول".
bc/go/rz-hk/bb
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions