1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Iraq

العراق–باكستان: اللاجئون العراقيون ينتظرون التوطين في بلد ثالث

Fazil Namaam Audah, 50, an Iraqi refugee, has been in the country for eight years. He wants nothing more than to have a better future for his seven children. There are just over 150 Iraqi refugees in Pakistan today; the vast majority of whom seek third co David Swanson/IRIN

يقول فاضل عودة، وهو طالب لجوء عراقي مقيم مؤقتاً في باكستان: لا أستطيع العودة إلى العراق. فسيقتلونني إن عدت"، موضحاً بأن ارتباطه السياسي بصدام حسين يشكل خطراً على حياته إذا ما عاد إلى بلاده.

ويتذكر فاضل، وعيناه تملؤها الدموع، الرحلة البرية التي قام بها من العراق إلى باكستان عبر إيران، على أمل الحصول على حياة أفضل لأسرته.

ففاضل أب لسبعة أبناء، تقدم للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بطلب لجوء عام 1998، ولكن طلبه قوبل بالرفض، مما اضطره لمواصلة العيش في باكستان بدون عمل ولا وثائق ولا مساعدة ولا حق قانوني في الوجود في هذا البلد. ويقول أن ظروفه المزرية ومحدودية خياراته أجبرته على التوسل أمام مساجد روا لبندي لإعالة أسرته، مردداً بأن لا يهتم لأمره بل لأطفاله الذين يود أن "يضمن حياة أفضل لهم"، حيث لا يذهب أي منهم إلى المدرسة.

ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يعيش أكثر من 150 لاجئ عراقي في باكستان اليوم، معظمهم قدم إليها عام 1991 بعد حرب الخليج. ويسكن هؤلاء في شتات في مختلف أنحاء باكستان وهم مهملون إعلامياً في الوقت الذي يركز فيه الإعلام كل اهتمامه على المليوني عراقي الموجودين في سوريا والأردن وغيرهما من دول الشرق الأوسط.

من جهته، قال أيمن عبد المجيد، قنصل العراق في العاصمة الباكستانية إسلام أباد بأن "هؤلاء الأشخاص تعرضوا للنسيان، وهم الآن بحاجة للمساعدة".

بطاقة اللاجئ

وتظل المساعدات التي تتلقاها هذه المجموعة الصغيرة من العراقيين محدودة وتعتمد على إبرازهم لبطاقة اللاجئ المقدمة لهم من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وأوضحت فيفيان تان، الناطقة باسم المفوضية في إسلام أباد، بأن المفوضية لا تقدم المساعدات الشاملة للاجئين المدنيين في باكستان، بالرغم من أنها قد تنظر في الطلبات التي تقدمها الأسر المحتاجة للحصول على بدل إعاشة أو مساعدة طبية.

ومنذ 5 أعوام، تم ترحيل معظم العراقيين الموجودين في باكستان جواً إلى العراق بمساعدة السفارة العراقية في باكستان. وكان عددهم في ذلك الوقت يفوق 600 شخص، تعرض معظمهم للترحيل في حين تذرع من تبقى منهم بأسباب أمنية تمنعه من العودة.

وأخبر أيمن عبد المجيد شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن "معظم اللاجئين العراقيين الموجودين في باكستان ينتظرون توطينهم في بلد ثالث" وأن "الأمر بالنسبة لهم عبارة عن لعبة انتظار. وهو بالضبط ما يقومون به"، فالبعض منهم ما زال ينتظر منذ 17 عاماً.

بدورها أوضحت تان بأن "اللاجئين العراقيين، شأنهم في ذلك شأن كل اللاجئين المعترف بهم في جميع أنحاء العالم، يواجهون تحدي الاندماج في مجتمع جديد، وتعلم لغة جديدة ومحاولة مواصلة حياتهم العادية في أسرع وقت ممكن".


الصورة: ديفيد سوانسون/إيرين
توفر بطاقة اللاجئ التي تصدرها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بعض الحماية
ومحمد فؤاد كاظم، 34 عاماً، يعيش وحيداً ولا يستطيع العمل بشكل قانوني، هو حالة أخرى لمعاناة العراقيين في باكستان. ويعترف محمد بأنه فكر مراراً في الانتحار وبأنه سينهي حياته حتما إذا لم تتحسن أحواله، مردداً بأنه لا يستطيع أن يعيش في مثل هذه الأحوال. كما يشير إلى استغلال أفراد الشرطة معدومي الضمير لظروفه وإجباره على رشوتهم بعد تهديدهم بتوقيفه إذا لم ينصع لمطالبهم.

وتمكن محمد من الحصول على بطاقة لاجئ من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مما يعني أنه سيتمكن من الحصول على ما يكفيه من مال لدفع إيجار الغرفة التي يسكن فيها في روالبندي. ولكنه يقضي معظم وقته وحيداً أمام تلفازه الصغير.

ويبقى محمد إنساناً منكسراً ليس لديه سوى قليل من الأمل في غد أفضل. فقد رُفِض الطلب الذي تقدم به للتوطين في بلد ثالث خمس مرات، وفقدت الحياة كل معنى بالنسبة له. وبالرغم من أنه لا زال يأمل بالالتحاق بعائلته في كندا إلا أنه يعي بأن خياراته أصبحت محدودة وشبه منعدمة.

طلب المساعدة


الصورة: ديفيد سوانسون/إيرين
يعيش محمد شاكر سلمان، وهو لاجئ عراقي يبلغ من العمر30 عاماً، في باكستان منذ ثمانية أعوام ويحلم بأن يلتحق يوماً ما بعائلته في أمريكا
ويأمل محمد الذي يقول بأن المفوضية قد أغلقت ملفه، في الحصول على المساعدة مردداً: "رجاءً ساعدوني. أنا أطلب المساعدة من أي كان". وعندما سألناه لماذا لا يعود إلى بلده، أجاب بنبرة يشوبها اليأس: "وفقاً للأمم المتحدة، أصبح العراق أخطر مكان في العالم، فلماذا أعود إليه إذاً؟" وإن كان تساؤله هذا وجيهاً، إلا أنه في الوقت نفسه يضع محمد وغيره من طالبي اللجوء في باكستان في مأزق: فهل يغامروا بالعودة إلى عراق غير آمن أم يواجهوا المستقبل المجهول في باكستان؟

أما محمد شاكر سلمان، وهو عراقي آخر يعيش في باكستان منذ ثمانية أعوام، لم يتقدم بطلب اللجوء إلا في 25 يناير/كانون الثاني 2007. ويصف حالته قائلاً: "أسرتي في أمريكا. فلماذا أعود إلى العراق. ليس لدي أي شيء هناك. وأنا سُني وأسكن في حي شيعي".

وفي نفس السياق، ناشد عراقي يائس شبكة الأنباء الإنسانية لتقديم المساعدة له، قائلاً: "باكستان كالسجن... رجاء ساعدونا".

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join