1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Bangladesh

آسيا: هدر كميات هائلة من الماء بسبب التسرب في المناطق الحضرية

A young boy fills a plastic water container in Dhaka. Millions face difficulty accessing water in the capital Mushfique Wadud/IRIN

 تضم منطقة جنوب وجنوب شرق آسيا 60 بالمائة من سكان العالم، ولكنها لا تملك سوى 36 بالمائة من موارده المائية – ومن المحتمل أن تتفاقم هذه الحالة بسبب النمو السكاني، والتوسع العمراني السريع، والتصنيع، وتدهور البيئة، والإفراط في استغلال المياه الجوفية، وتغير المناخ، ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتدارك الموقف، وفقاً لتحذيرات الخبراء.

ويمكن للحكومات ومنظمات الإغاثة أن تلعب دوراً بارزاً من خلال معالجة قضية هدر المياه بسبب التسرب. فقالت ايمي ليونغ، مديرة قسم التنمية والمياه في المناطق الحضرية في بنك التنمية الآسيوي، في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أن"إحدى التحديات الرئيسية التي تواجه آسيا، ولا سيما في معظم المراكز الحضرية، هي هدر نسبة كبيرة من المياه في شبكات التوزيع. فلدى تخفيض هذا الهدر إلى نصف المستوى الحالي، يتم توفير مياه معالجة بالفعل لحوالى 150 مليون شخص".

ويقدر البنك أن قارة آسيا تفقد حوالى 29 مليار متر مكعب من المياه المعالجة في المناطق الحضرية كل عام، تقدر قيمتها بتسعة مليارات دولار سنوياً. وأفاد تان تشون خيونغ، وهو باحث مشارك في معهد السياسة المائية التابع لكلية لي كوان يو للسياسة العامة في جامعة سنغافورة الوطنية، أنّ "أحد المصادر البارزة لهدر المياه في مدن البلدان النامية في جنوب وجنوب شرق آسيا هو المستويات المرتفعة من فقدان المياه بسبب تسربها من الأنابيب وأجزاء أخرى من نظام توزيع المياه." وأضاف أنه "من خلال تحديد ومعالجة تسرب المياه والتصدي لسرقة المياه، يمكن لمرافق المياه في المنطقة خفض كمية الهدر إلى أقل من 20 بالمائة من الإمدادات الخاصة بها".

وفي بنجلاديش، يتم هدر ما يصل إلى50 بالمائة من مياه العاصمة دكا بسبب وصلات دون المستوى والتسرب في الأنابيب، ما يؤدى إلى انقطاع الإمدادات خلال ساعات الذروة، وفقاً لبنك التنمية الآسيوي. وتواجه نيودلهي في الهند، وهي مدينة يقطنها نحو 12 مليون نسمة، نقصاً مماثلاً في المياه وتنقطع المياه لفترات طويلة خلال فصل الصيف عند ارتفاع الطلب. وتشير البيانات الواردة من مجلس دلهي جال، المسؤول عن توفير المياه ومعالجتها في المنطقة، إلى فقدان أكثر من نصف مياه دلهي بسبب التسرب في خط أنابيب التوزيع والسرقة وسوء تحصيل الإيرادات. وفي باكستان، تظهر البيانات الواردة من مجلس المياه والصرف الصحي في كراتشي أن المدينة تفقد أكثر من ثلث مياهها بسبب التسرب من الأنابيب والسرقة. أما في إندونيسيا، فتشير تقديرات مجلس تنظيم إمدادات المياه في جاكرتا إلى أن 39 بالمائة من مياه العاصمة تهدر نتيجةً لتسربها من الأنابيب في شبكة التوزيع والسرقة، في حين أن 40 بالمائة من سكان المدينة البالغ عددهم 10 مليون نسمة لا يحصلون على مياه جارية لأنهم غير متصلين بشبكة المياه.

تزايد الطلب

يتوقع بحث صدر في عام 2012 حول قضايا المياه في المناطق الحضرية، أن يتضاعف الطلب المستقبلي على الطاقة في المناطق الحضرية من منطقة الميكونغ الكبرى - التي تضم كمبوديا والمحافظات الجنوبية من الصين ولاوس وميانمار وتايلند وفيتنام - ثلاث مرات بحلول عام 2030، ما سيضطر بعض البلدان لمضاعفة كمية المياه المتاحة للاستخدام في المناطق الحضرية. وهذا بدوره سيشكل ضغطاً إضافياً على البنية التحتية الضعيفة أصلاً في المناطق الحضرية، ويؤدي إلى مزيد من نقص المياه وأعطال الصرف الصحي، وفقاً لتحذيرات الخبراء.

وتجدر الإشارة إلى أن تقرير الأمم المتحدة الرابع عن تنمية المياه في العالم (2012) قد ذكر أن 480 مليون شخص في آسيا يفتقرون إلى موارد المياه المحسنة، بينما لا يحصل نحو ملياري شخص على صرف صحي محسن. وأوضح جيمي بيتوك، وهو خبير بارز في إدارة المياه في جامعة أستراليا الوطنية أن "العديد من الفقراء في المدن الآسيوية يعانون من نقص فرص الحصول على إمدادات المياه. والتسرب يقلل احتمال توسيع نطاق الخدمات لأنه يزيد من تكاليف إمدادات المياه مقارنةً بالإيرادات الناتجة عن فرض رسوم على مستخدمي المياه."

مورد مقوم بأقل من قيمته؟

كما يعود فقدان المياه في المناطق الحضرية أيضاً إلى عدم تقدير قيمة المياه الاقتصادية والبيئية. ويقول بيتوك أن "هناك أجزاء من جنوب آسيا تعاني من ندرة المياه، ويرجع ذلك جزئياً إلى السياسات التي تشجع على سوء الاستخدام - على سبيل المثال، دعم الكهرباء الذي يسهم في الضخ المفرط للمياه الجوفية ويستنزف خزانات المياه الجوفية بشكل كبير".

ومن ناحية أخرى، يطالب بعض الخبراء بإعادة تدوير المزيد من مياه الصرف الصحي. فأكد تان أنه "ينبغي معالجة مياه الصرف الصحي بشكل صحيح ثم إعادة تدويرها. فهذا لن يحد من تلوث المياه فقط، ولكنه سيمكن المدن من تخفيف حدة ندرة المياه من خلال إعادة استخدامها. وبعبارة أخرى، لا داعي لإهدار مياه الصرف الصحي؛ بل ينبغي أن ينظر إليها على أنها مورد يمكن استغلاله".

هذا وتمكنت سنغافورة منذ عام 2003 من تحويل مياه الصرف الصحي إلى مياه معالجة عالية الجودة، باستخدام تقنيات متقدمة وبعض الأشعة فوق البنفسجية. وذكر تان: "اليوم، يمكن أن تلبي هذه المياه 30 بالمائة من إجمالي احتياجات سنغافورة." وحذر بيتوك من أنه "ما لم تتحسن إدارة المياه، فإن بعض أجزاء آسيا ستواجه مستقبلاً قاتماً".

fm/cb-ais/bb

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join