واجهت جهود مكافحة شلل الأطفال في باكستان انتكاسة مفاجئة في الوقت الذي كانت تبدو فيه جهود محاربة المرض تحرز تقدماً، حيث أعلنت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال عن وجود 22 حالة فقط في البلاد هذا العام، الأمر الذي يُعتبر تحسناً متميزاً مقارنةً بعدد الحالات في نفس هذا الوقت من العام الماضي الذي تم فيه الإبلاغ عن وجود 59 حالة شلل أطفال.
ووفقاً لما ذكره مولانا ميرزا جان، رئيس الشورى أو مجلس العلماء في وانا، وهي المدينة الرئيسية في جنوب وزيرستان فقد قام حافظ جول باهادور، أحد قادة طالبان النافذين في إقليم شمال وزيرستان القبلي، بحظر تطعيمات شلل الأطفال، ما دفع قادة طالبان في جنوب وزيرستان والمناطق القبلية الأخرى إلى القيام بالمثل. وقال جان لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "سيكون من الصعب الضغط على زعماء المسلحين من أجل تغيير آرائهم إلى أن تأتي الأوامر من باهادور".
ومن جهة أخرى، قال فواد خان، رئيس الخدمات الصحية لمنطقة الحزام القبلي أن "ما يقرب من 240,000 طفل سيتضررون في شمال وجنوب وزيرستان إذا لم يتم تقديم تطعيمات شلل الأطفال"، مضيفاً أنه تم إلغاء حملة مكافحة شلل الأطفال المخطط لها أن تستمر ثلاثة أيام والتي بدأت في البلاد في 16 يوليو في شمال وجنوب وزيرستان. ووفقاً لخان، يحاول ممثلو الحكومة التوصل إلى اتفاق مع قادة طالبان.
وفي الوقت نفسه، هناك علامات مقلقة حول إمكانية انتشار المشكلة خارج الحزام القبلي في المناطق الأخرى. فقد تعرض طبيب كان يقوم بتقديم التطعيمات ضد شلل الأطفال مؤخراً في منطقة سوهراب جوث في كراتشي التي يسيطر عليها السكان البشتون إلى إطلاق نار على سيارته من قبل مسلحين مجهولين. وقد أصيب في الحادث الطبيب الذي يحمل الجنسية الغانية وسائقه الباكستاني.
هذا وقال مايكل كولمان، خبير التواصل في صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى شبكة الأنباء الإنسانية: "ما زلنا لا نستطيع القول بأن الحادث الذي وقع في كراتشي مرتبط بالأحداث في المناطق القبلية". ولكنه قال أن الحادث كان مزعجاً لأنه لم يكن يتم عادةً استهداف الفرق التي تقدم الخدمات الصحية. وقد أكد كولمان أنه تمّ تعليق حملة شلل الأطفال في شمال وجنوب وزيرستان في الوقت الحاضر نظراً للخطر الذي يهدد العاملين في المجال الصحي، ولكن "الفرق الصحية تمكنت من الوصول إلى أجزاء من جنوب وزيرستان وتطعيم حوالى 7000 طفل- أي ما يعادل تقريباً 10 بالمائة من العدد الإجمالي للأطفال الذين يبلغون أقل من خمس سنوات من العمر في الإقليم".
طائرات بدون طيار وجواسيس
المسألة برمتها مسألة معقدة ومنغمسة في السياسة. فوفقاً لحافظ جول باهادور، سيتم السماح لفرق تطعيم شلل الأطفال بدخول منطقة الحزام القبلي فقط في حال توقف هجمات الطائرات الأميركية بدون طيار التي تستهدف المسلحين. وقد عبرت حركة طالبان أيضاً عن مخاوفها من أن يتم استخدام العاملين في المجال الصحي الذين يقدمون تطعيمات شلل الأطفال كجواسيس كما حدث مع د. شاكيل أفريدي، الطبيب الذي قام على نحو مثير للجدل باستخدام حملة وهمية ضد شلل الأطفال في محاولة لتحديد موقع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وقد تم الحكم على أفريدي بالسجن لمدة 33 عاماً بموجب النظام القضائي لإقليم خيبر.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت راكشاندا بيبي وهي عاملة في مجال الصحة، قامت سابقاً بزيارة المناطق القبلية مع فرق مكافحة شلل الأطفال أنه "منذ قضية أفريدي، أصبحنا خائفين من إمكانية حصول ردة فعل عنيفة ضد فرق شلل الأطفال، الأمر الذي يلحق أضراراً فادحةً بحملة شلل الأطفال. وسيكون الأطفال الأبرياء هم من يعانون من جراء ذلك".
كانت إصابات شلل الأطفال التي بلغت 198 حالة في عام 2011 تمثّل أعلى نسبة تم تسجيلها في أي مكان في العالم، الأمر الذي دعا إلى إطلاق جهود متجددة على أعلى المستويات هذا العام للتأكد من السيطرة على المشكلة.
kh/cb-hk/bb
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions