1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

باكستان: الخوف من الهجمات يطارد النازحين

IDPs continue to pour out of the conflict-hit Kurram Agency in Pakistan Kamila Hyat/IRIN

 حدث تغيير مفاجئ في خطة زامير خان (30 عاماً) وعائلته المؤلفة من خمسة أشخاص، والذين يعيشون حالياً في مدينة كوهات بإقليم خيبر باختونخوا، علماً أن موطنهم الأصلي هو منطقة خيبر، التي تعتبر إحدى سبع مناطق قبلية على طول الحدود الباكستانية الأفغانية. وها هم يعيدون فتح الحقائب الموضّبة، بما في ذلك أكياس قماش كبيرة تستخدم لتخزين الفراش فضلاً عن مجموعة من حزم الملابس والصناديق، ثم تقوم زوجة زامير، مارينا بيبي (26 عاماً) وابنتها البكر، شاندانا التي تبلغ من العمر ثماني سنوات، بوضع الأغراض على الأرفف كما كانت. واغرورقت عينا مارينا بالدموع عند وضع الأواني في زاوية المنزل المؤلف من غرفة واحدة والتي أصبحت بمثابة مطبخها، قائلةً: "كانت لدي آمال كبيرة لمستقبل أفضل من هذا - وليس فئران تجري تحت أسرتنا، وكفاح يومي لتغطية نفقاتنا، ولكنني أعتقد أنه علينا تحمل الإقامة في هذا الكوخ المستأجر لفترة أطول قليلاً".

وحتى مساء اليوم السابق، كان زامير خان، الذي ينتمي إلى مجموعة البشتون العرقية، يخطط لنقل عائلته من كوهات إلى كراتشي على أمل العثور على وظيفة أفضل. خان، الذي رحل عن داره في منطقة خيبر بسبب الصراع بين المتشددين والقوات الحكومية قبل عامين، يعمل حالياً كعامل أجير. وقال لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لا أرى أملاً يُذكر في تهدئة الأمور في خيبر. كنت أعتقد أن أفضل أمل لدينا هو الانتقال إلى مدينة كبيرة تتوفر بها وظائف أكثر، ولكنني الآن غيرت رأيي بشأن الذهاب الى كراتشي". فقد غيّر خان رأيه بسبب حادثة وقعت مؤخراً وانتهت بمقتل سبعة أشخاص، معظمهم من البشتون القادمين من خيبر باختونخوا، في هجوم على حافلة قامت به على ما يبدو مجموعة قومية سندية. "لقد أرعبني هذا الهجوم. كذلك، فقد وقعت هجمات في كراتشي أيضاً، على الرغم من أن هذه الحادثة جرت في بلدة أخرى. ولعل من الأفضل البقاء في مكان أقرب الى الموطن الأصلي".

وكانت أعمال العنف التي تستهدف البشتون قد أدّت إلى مصرع المئات في كراتشي خلال السنوات القليلة الماضية. وذكر مشروع تقرير الأمن الإنساني، الذي يتخذ من فانكوفر مقراً له، أن أكثر من 1,000 شخص قد قُتلوا في أعمال عنف عرقية في تلك المدينة خلال عام 2010، ومعظمهم من الذين انتقلوا من خيبر باختونخوا بحثاً عن عمل. والجدير بالذكر هنا أن التوتر بين البشتون والمهاجرين - الأشخاص الذين استقروا في باكستان، وبشكل رئيسي في كراتشي، بعد أن هاجروا من الهند عند التقسيم في عام 1947 - ما زال قائماً.

وفي حديث إلى شبكة الأنباء الإنسانية، قال حامد خان، وهو عامل في كراتشي أنه يفكر في العودة إلى مدينة بيشاور في خيبر باختونخوا لأن "الأمور صعبة هنا بالنسبة لنا نحن البشتون". ومن جهته، قال ي. عبد الرحمن، أمين عام لجنة حقوق الإنسان المستقلة في باكستان من لاهور: "هناك تطهير عرقي في كراتشي، وكذلك في بلوشستان. والقوى السياسية تلعب دوراً يخلق وضعاً خطيراً للغاية."

هل ينتشر العنف العرقي؟

أثار انتشار العنف إلى مناطق أخرى في ولاية السند مخاوف الجماعات التي تراقب الوضع. وقال عبد الرحمن لشبكة الأنباء الإنسانية أن "عمليات القتل العرقية، أينما حدثت، تنذر بالخطر، لذا يجب التحرك على وجه السرعة لوضع حد لها".

أمّا النازحون الآخرون مثل خان فيشعرون أيضاً بأنه ليس لديهم مكان يذهبون إليه. فقد فقد محمد نور، من منطقة وادي سوات في إقليم خيبر باختونخوا، مقهاه الصغير الذي كان يقع على جانب الطريق أثناء الفيضانات المدمرة التي اجتاحت وادي سوات في عام 2010. وقال لشبكة الأنباء الإنسانية: "كانت مزرعتي قد دمرت خلال الصراع بين المسلحين وقوات الجيش في العام السابق ... فكرت في التوجه إلى مدينة كويتا [في بلوشستان، حيث يقيم بعض أفراد عائلته] ولكنني قلق بشأن السلامة والأمان".

ووفقاً للأرقام الرسمية، لقي 31 شخصاً من البشتون مصرعهم في عمليات القتل المستهدف على أساس الانتماء العرقي في بلوشستان على مدى العامين الماضيين. وأفاد محمد حميد، ضابط شرطة متقاعد من بلدة خوزدار في إقليم بلوشستان: "تعيش عائلتي هنا منذ عقود، ولكن الأوضاع ليست آمنة بالنسبة لغير البلوش في الوقت الحالي. فالقوميون يريدون رحيل المستوطنين الذين قدموا من أقاليم أخرى." وأضاف أنه يفكر في الانتقال إلى مدينة بيشاور، عاصمة خيبر باختونخوا، وطلب من أبنائه الكبار الانتقال أيضاً إلى هناك.

وفي السياق نفسه، قال نصير الله، وهو خياط في كوهات، لشبكة الأنباء الإنسانية أن "الحديث عن هجوم على حافلة في ولاية السند انتشر في كل مكان هنا"، مضيفاً أنه بما أن الحافلة كانت متجهة إلى بلدة كوهات، فإن الناس يتابعون أخبار الكمين الذي تعرضت له باهتمام كبير. كما أضاف نصير الله: "يفكر عدد كبير من النازحين داخلياً هنا في ما ينبغي القيام به، والمكان الذي يجب أن يذهبوا إليه. ويبدو أن الخيارات المتوفرة لمعظمهم الآن في تناقص مستمر، نظراً للخوف المنتشر في العديد من الأماكن".

kh/cb-ais/bb


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join