أعربت منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن تفاؤلها حيال وعود التبرع التي حصلت عليها من الدول المانحة إثر إطلاقها لمناشدتها بجمع مبلغ 55 مليون دولار لتمويل العام الأول من عمليات إغاثة وإعادة تأهيل اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من مخيم نهر البارد شمال لبنان. وقالت هدى الترك، الناطقة باسم الأونروا، في تصريح أدلت به لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): كانت ردة فعل المانحين [على النداء الذي أطلقته الأونروا] إيجابية جداً، حيث أن البعض منهم قدم لنا تعهدات مباشرة [بالتبرع]، ونحن سعداء بما حققناه".
ولدى إطلاقها المناشدة يوم 10 سبتمبر/أيلول برفقة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، دعت كارين أبو زيد، المفوض العام للأونروا، المجتمعات اللبنانية إلى التضامن من أجل إعادة بناء المخيم. وجاء في قولها بأن "العودة إلى نهر البارد توفر للمجتمعات اللبنانية الفرصة كي تتقارب وتعي بأنها تأثرت بشكل كبير بهذا النزاع وبأن عليها التكافل لضمان سرعة التئام الجروح التي نتجت عنه".
غير أن بعض زعماء القرى والبلدات المحيطة بنهر البارد عبروا عن عدم رغبتهم في إعادة إعمار المخيم وهددوا بشن حملة عصيان مدني.
ووفقاً لتقديرات الأونروا، فإن معظم البنية التحتية لمخيم نهر البارد قد أصبحت معطلة نتيجة تعرضها للقصف المتواصل من قبل الجيش اللبناني طيلة الخمسة عشر أسبوعاً التي استغرقتها المواجهات مع مسلحي فتح الإسلام الذين كانوا يتحصنون في المخيم.
وقد أدت المواجهات إلى نزوح أكثر من 31,000 من سكان المخيم المسجلين رسمياً، في حين أفادت الإحصائيات الفلسطينية المحلية بأن عدد النازحين قد فاق 40,000 شخص [6,200 أسرة] انتقل معظمهم إلى مخيم البداوي المجاور الذي يعاني من ازدحام كبير.
وصرحت كارين أبو زيد بأن النداء الذي أطلقته الأونروا يتضمن "تغطية تكاليف الإيجار المؤقت وبناء المأوى المؤقت ومساعدة الأسر المضيفة وتأهيل البنية التحتية بما فيها شبكة المياه والصرف الصحي وتوفير فرص عمل مؤقتة بالإضافة إلى الخدمات الأساسية التي تشمل المساعدات الإنسانية والرعاية الطبية والتعليم للسنة المقبلة".
ووفقاً للأونروا، بلغ التقدير الحكومي المبدئي للميزانية اللازمة لإعادة بناء المخيم 350 مليون دولار. ولا زالت المنظمة تنتظر للحصول على الضوء الأخضر من الجيش الذي يقوم بعمليات تنظيف المخيم من الأفخاخ والألغام التي خلفها المسلحون وراءهم، حتى تتمكن من دخول المخيم وإجراء تقييم للخسائر التي لحقت بالبنايات وبالبنية التحتية.
"مخاطر عالية جداً"
أخبر رئيس الوزراء اللبناني، فؤاد السنيورة، ممثلي المنظمات الدولية المجتمعين في بيروت بأن تعهد حكومته بإعادة بناء نهر البارد "لا يمكن أن يكون مجرد وعد آخر لا يتحقق للفلسطينيين" وأن "المخاطر [التي قد تنتج عن ذلك] عالية جداً. فالفشل في إكمال إعادة البناء قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تتمثل في انتشار الفوضى والعنف في المخيمات الفلسطينية الإحدى عشر الأخرى". كما دعا السنيورة المجتمع الدولي إلى المشاركة في تحمل الأعباء الاقتصادية التي لا يمكن للبنان أن يتحملها وحده". بالإضافة إلى ذلك، طالب السنيورة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولية ما سماه "خمسة عقود من الفشل في التعامل مع اللاجئين الفلسطينيين".
وتأوي المخيمات اللبنانية الإثني عشر أكثر من 400,000 لاجئ فلسطيني.
من جهته، أفاد عباس زكي، مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، بأن 47 فلسطينياً مدنياً لقوا حتفهم خلال المواجهات بالمخيم كما أُصيب 317 آخرون بجروح. وناشد زكي المجتمع الدولي بتقديم منحة إغاثة نقدية بمبلغ 5,000 دولار لكل عائلة نازحة.
وقالت الترك بأن 900 أسرة قد استلمت مبلغ 600 دولار لمساعدتها على دفع تكاليف الإيجار لمدة ثلاثة أشهر. كما أفادت بأنها تتوقع أن يرتفع هذا المبلغ إلى 2,500.
وتعتزم الأونروا تطوير خطة شاملة لإعادة بناء مخيم نهر البارد بالتعاون مع الحكومة اللبنانية والبنك الدولي ومنظمات الأمم المتحدة ومنظمة التحرير الفلسطينية والمنظمات غير الحكومية والجالية الفلسطينية.
"
