ونتيجة لذلك أصبح من الصعب دخول أجزاء كبيرة من مناطق دارفور الريفية بالنسبة لوكالات الإغاثة. وأضافت المنظمة أن استهداف أعمال وعمال الإغاثة في تزايد في الإقليم.
وقالت أوكسفام: "أجبر تدهور الوضع الأمني العديد من الوكالات الإنسانية إلى استعمال المروحيات، لكن استخدامها يقتصر عادة على المدن والمخيمات الكبيرة فقط. وببساطة لا نستطيع في أغلب الأحيان الوصول إلى القرى والمناطق الريفية".
وأضافت المنظمة أن الوضع أصبح أكثر فوضوية حتى داخل المخيمات إذ "يدخل المسلحون المخيمات لترهيب المدنيين وعمال الإغاثة وسرقة العربات ونهب المعدات، ويحدث كل هذا في وضح النهار دون أن يخشوا أن يتم القبض عليهم".
ووفقاً للبيان فإن هذه الهجمات على المدنيين أجبرت أكثر من 80,000 شخص على ترك منازلهم في الشهرين الأولين لعام 2007. كما أن "العديد من المدنيين أجبروا على الهرب للمرة الثانية أو الثالثة أو ربما الرابعة وهم يبحثون بشكل يائس عن الحماية والملاذ الآمن. وبلغت معظم المخيمات الكبيرة أقصى طاقة استيعابية لها، حتى أن البعض منها أصبح بحجم المدن حيث تأوي حوالي 100,000 شخص".
كما ذكرت أوكسفام أن الاستجابة الإنسانية الهائلة في دارفور أدت إلى استقرار ظروف المعيشة بشكل جيد في المخيمات. لكنها حذرت من خطورة الوضع الذي يمكن أن ينعكس إذا تناقصت قدرة عمال الإغاثة الإنسانية على الوصول لهذه المخيمات.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في السودان أن 300 أسرة مهجرة جديدة وصلت إلى أم ضكم (غرب دارفور) الأسبوع الماضي. وصرح المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة إلى السودان جورج سوميرويل للصحافيين في العاصمة السودانية الخرطوم: "من النتائج الواضحة لاستمرارية التهجير هي الزيادة الكبيرة في أعداد اللاجئين إلى المخيمات التي تؤوي الأشخاص المهجرين داخلياً ولا يمكن للعديد منها استقبال المزيد منهم".
بدأ النزاع في دارفور قبل أربع سنوات عندما حمل المتمردون السلاح في وجه الحكومة السودانية متهمينها بتهميش سكان المنطقة. وردت الحكومة من خلال تسليح ميليشيات الجنجاويد المتهمة بترهيب السكان المحليين.
ووفقاً لأوكسفام فقد اضطر أكثر من مليوني شخص [أي حوالي ثلث سكان دارفور] للهرب من ديارهم والالتجاء إلى المخيمات بينما يقيم 230,000 لاجئ في تشاد المجاورة لدارفور.
وأوضحت البعثة قائلة: "مع عدم وجود أي إشارات لانتهاء الأزمة يتوقع العديد من الأشخاص البقاء في المخيمات لمدة طويلة من الزمن. الشعور الرئيسي الذي يطغى على معظم المخيمات هو اليأس والإحباط. يشعر الناس أنهم محاصرون هنا وليس بإمكانهم العودة إلى ديارهم، كما تتوفر لهم فرص اقتصادية وتعليمية محدودة".
"