بالرغم من إعلان متمردي حركة الشباب الصومالية عن انسحابهم من العاصمة الصومالية مقديشو، في أغسطس 2011، إلا أن انعدام الأمن لا يزال مستمراً كما يظهر من خلال عملية القتل المستهدف لأحد الصحفيين وانفجار قنبلة في الأسبوع الماضي.
حيث أشار أحمد محمود، وهو صحفي من مقديشو، إلى مقتل أبو بكر حسن قذاف، مدير محطة إذاعية خاصة، موضحاً أن "السيد أبو بكر تعرض للاغتيال أمام منزله وقت صلاة المغرب يوم 28 فبراير".
وقد علق ميشيل كاغاري، نائب مدير برنامج أفريقيا في منظمة العفو الدولية، على الموضوع بقوله: " لن يسود الأمن في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الصومالية إلا بعد تقديم المسؤولين عن الهجمات ضد الإعلاميين والنشطاء السياسيين إلى المحاكمة....ينبغي بذل مزيد من الجهد لوقف عودة عمليات القتل المستهدف لعناصر المجتمع المدني. ويجب أن يتضمن ذلك فتح تحقيقات شاملة ضد الجناة، وضمان خضوعهم لمحاكمات عادلة، وإعادة سيادة القانون".
وأكد محمود أن موجة انعدام الأمن الحالية في مقديشو تؤثر على جميع السكان، مشيراً إلى حادثة تعرض "خمسة أطفال للقتل وجرح 22 آخرين يوم الإثنين (27 فبراير) إثر انفجار قنبلة في المحيط الذي كانوا يلعبون فيه (كرة القدم)، في منطقة واردغلي في العاصمة مقديشو". وأضاف أنه تم اعتقال مسؤول أمني في المحيط الذي كان يلعب فيه الأطفال لعلاقته بهذا الانفجار.
من جهته، قال صحفي آخر، طلب عدم ذكر اسمه، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أن الحكومة الصومالية بدأت في تجنيد مجموعة من الشباب المنشقين عن حركة الشباب الصومالية، بدعوى أنهم "على دراية بأساليب حركة الشباب ومن ثم فهم قادرون على هزمها". إلا أن العديد من أصابع الاتهام تتجه نحو هؤلاء الشباب المنشقين متهمة إياهم بالتورط في العديد من عمليات القتل الأخيرة، بما في ذلك انفجار القنبلة التي أودت بحياة الأطفال. حيث أفاد الصحفي أن "هؤلاء الشباب الذين يزعمون بأنهم منشقين عن الشباب يشكلون أكبر المساهمين في الموجة الحالية من انعدام الأمن".
وأضاف الصحفي أن الحكومة الصومالية قامت بتعيين ما يقرب من 1000 شاب من هؤلاء "المنشقين" للعمل في وكالة الأمن القومي "مشترطة في ذلك فقط أن يكون المتقدمون لهذه الوظائف من الأفراد المنشقين عن حركة الشباب".
كما أشار إلى أن الصحفيين أصبحوا من أسهل الأهداف التي يمكن استهدافها. "حيث يتمتع المسؤولون الحكوميون بحراسة مشددة، وبالتالي فإن الجناة يبحثون عن أهداف سهلة. ولسوء الحظ، يسهل الوصول للصحفيين وتحظى العمليات التي تستهدفهم باهتمام كبير. لذلك فنحن نشكل أهداف مجدية بالنسبة للجناة".
العيش في حالة من الهلع
أنكرت قوات الأمن الحكومية تورط المنشقين عن حركة الشباب في أحداث انعدام الأمن. حيث قال خلف أحمد، رئيس وكالة الأمن القومي في منطقة بنادر (مقديشو وضواحيها)، أن المنشقين لا يستطيعون تنفيذ مثل هذه الهجمات. "فنحن نسيطر على المنشقين، حيث نعرف أماكن تواجدهم وأنشطتهم في كل الأوقات". ووجه خلف أصابع الاتهام لعناصر حركة الشباب " الذين ما زالوا مختبئين بين أوساط العامة؛ نحن نعرفهم وسنقوم بإلقاء القبض عليهم".
من جانبه، قال محمد إبراهيم، الأمين العام للاتحاد الوطني للصحفيين الصوماليين، أن أبو بكر حسن قذاف هو ثالث صحفي يتعرض للاغتيال خلال الشهرين الماضيين. ففي الماضي، كانت المدينة مقسمة بين الحكومة و حركة الشباب، "لذلك كنا نعلم من أين يأتي الخطر"، ولكن الآن تسيطر الحكومة على المدينة بأكملها، ومع ذلك " لا نعرف مصدر الخطر...إن عدم القبض على أحد أو إخضاعه للمحاكمة بتهمة قتل أحد الصحفيين يبعث برسالة مفادها أنه من المقبول اغتيال أي صحفي". وتعد الصومال من أكثر المناطق خطورة على حياة الصحفيين في أفريقيا، وفقا للجنة المعنية بحماية الصحفيين.
اضطرار الصحفيين للفرار
وفي نفس السياق، قال إبراهيم أن مقتل الصحفي أبو بكر حسن قذاف ضاعف من الضغوط على الصحفيين في العاصمة مقديشو ودفع بالعديد منهم إلى الفرار، تاركين عدداً أقل من الصحفيين لتغطية الأحداث في مقديشو والصومال.
وقال مصدر من المجتمع المدني، أنه لم يتم استثناء النازحين في مقديشو من الترهيب، " فقد تعرضوا للسرقة والاغتصاب بل والقتل في بعض الأحيان. إنه حقا لأمر مأساوي ، حيث ما زلنا نعيش في رعب بعد مضي سبعة أشهر من انسحاب حركة الشباب من مقديشو".
وهناك ما يقدر ب 400,000 نازح في مقديشو وضواحيها، مع تزايد عدد الفارين إلى مقديشو هربا من المواجهات الدائرة بين القوات الحكومية الصومالية المدعومة من قبل قوات الاتحاد الأفريقي والقوات الأثيوبية والكينية من جهة وبين مسلحي حركة الشباب من جهة أخرى.
ah/mw-em/amz
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions