1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Bangladesh

بنجلاديش: استنزاف المياه الجوفية خطر غير مرئي" "

Shallow tube well used for dry season irrigation in Birpur village in Kurigram, Bangladesh Maher Sattar/IRIN

 يحذر الخبراء من أن الاستنزاف السريع لمخزون المياه الجوفية في بنجلاديش قد يهدد الأمن الغذائي والمائي للملايين في جميع أنحاء البلاد ويعرض التنوع البيولوجي في واحدة من أكبر غابات المنجروف في العالم للخطر خلال العقدين المقبلين.

وفي هذا السياق، قال افتخار علام، المسؤول في شركة بنجلاديش للتنمية الزراعية، التابعة لوزارة الزراعة: إننا نستخرج المياه الجوفية بشكل متهور دون أن يتم تعويض تلك المياه الجوفية في البلاد منذ عام 2004".

وعلى عكس المياه السطحية مثل البرك والبحيرات والأنهار، تتواجد المياه الجوفية في حقول مائية تحت سطح الأرض يتم تعويضها عن طريق تسرب مياه الأمطار. وتشكل المياه الجوفية نحو 20 بالمائة من إمدادات المياه العذبة في كوكب الأرض.

وقد دعت الحكومة البنغالية والباحثون في الماضي إلى استخدام المياه الجوفية في أغراض الري الموسمية لمكافحة انعدام الأمن الغذائي بين المزارعين الذين كانوا يعتمدون على الأمطار الموسمية لري محاصيلهم.

وتستخدم المياه الجوفية خلال الموسم الجاف في ري 80 بالمائة من محصول أرز الشتاء، والذي بشكل نحو 60 بالمائة من إنتاج الحبوب السنوي في البلاد خلال موسم 2007-2008.

وحسب علام، فإن 63 بالمائة من مياه الري في البلاد خلال ذروة الموسم الجاف في الفترة من مارس إلى أبريل تأتي من المياه الجوفية.

الاعتماد المفرط

وأضاف علام أن المغالاة في استخراج المياه الجوفية خلقت مشاكل خاصة. حيث أن الاعتماد المفرط على المياه الجوفية بدلاً من المياه السطحية قد تسبب في نقص المياه في العاصمة (دكا) في عام 2010، عندما اضطر الجنود لحراسة مضخات المياه لترشيد الاستهلاك.

وحسب أبحاث علام، يتم استخراج المياه الجوفية في بنجلاديش بمعدل 53 مليار متر مكعب سنوياً، في حين لا يتم تعويض سوى 50 مليار متر مكعب منها فقط. وبناء على ذلك، يرى علام وعدد من الخبراء الآخرين أن لهذا نتيجتين مثيرتين للقلق على المدى الطويل.

أولاها تتمثل في كون الآبار الضحلة، التي لا يزيد عمقها عادة عن 20 متراً (وتستخدم في جميع أنحاء البلاد من قبل المزارعين والسكان عموماً في أغراض الشرب والري على نطاق ضيق) سوف تبدأ تجف عندما تنخفض مستويات المياه عن العمق الذي تستطيع هذه الآبار الوصول إليه.

أما ثانيهما فتتمثل في كون انخفاض مستوى المياه الجوفية عن مستوى سطح البحر سيؤدي إلى تسرب المياه المالحة إليها وتحرك المياه من المحيط الهندي لملء الفراغ الكائن تحت الأرض.

وحسب علام، زادت المناطق التي تجف فيها الآبار الضحلة في مختلف أرجاء البلاد خلال ذروة موسم الجفاف من مارس إلى أبريل بنسبة 45 بالمائة، من 6,664 كيلومتراً مربعاً في عام 2004 إلى 9,638 كيلومتراً مربعاً في عام 2010.

ولكن تأثير ملوحة المياه هو الذي يثير معظم المخاوف. حيث قال علام لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، مستنداً في تقديراته هذه إلى عدد الناس الذين يعيشون في المناطق التي قد تتأثر، بما فيهم سكان دكا الذين يعتمدون على المياه الجوفية لتلببية 97 بالمائة من احتياجاته، أن " المياه المالحة سوف تغمر جداول المياه التي تقع تحت دكا تماماً. وعندما يحفر الناس في الأرض للحصول على المياه، سوف يجدونها مالحة. وسوف يتضرر من ذلك 50 مليون نسمة في جميع أنحاء البلاد...و سيعرض ذلك النظام البيئي بأكمله والتنوع البيولوجي في جنوب بنجلاديش للتهديد. وإذا لم تتم السيطرة على الوضع، فإن هذا سيحدث في غضون عقد أو عقدين".

ويعد جنوب بنجلاديش موطناً لأكبر غابات المنجروف في العالم، والتي تعتبرها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) من مواقع التراث العالمي.

الخطر الخفي

يتم تجديد موارد المياه الجوفية عن طريق مياه الأمطار، وإلى حد أقل، عن طريق تسرب مياه الأنهار، ولكن التوقعات تبقى متشائمة حسب أم كلثوم نافيرا، المحاضرة في جامعة بنجلاديش للهندسة والتكنولوجيا في دكا. حيث قالت لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "أنهار البلاد تجف. كما أن النماذج تظهر أن هطول الأمطار سيزيد، وهذا يعني أن أمطاراً كثيرة ستهطل في غضون فترة زمنية قصيرة، ثم تتوقف لفترة طويلة. وهذا لا يغذي المياه الجوفية لأن معظم الأمطار ستتدفق فوق سطح الأرض. وهذا سيؤدي في النهاية إلى الكثير من مشاكل الري في المستقبل".

من جهته، أشار علام إلى أن "بنجلاديش تواجه كوارث طبيعية مثل الفيضانات والأعاصير والعواصف بصورة منتظمة. وفي حين أن هذه تعتبر مخاطر مرئية، إلا أن استنزاف المياه الجوفية يبقى خطراً غير مرئي ويحدث تحت سطح الأرض".

وكانت وزيرة الزراعة البنغالية، ماتيا شودري، قد اقترحت زرع محاصيل أقل استهلاكاً للمياه وتطوير أصناف الأرز التي تتحمل الملوحة استعداداً لحالة الطوارئ التي تلوح في الأفق.

ويقترح علام الاستفادة من المياه السطحية إلى أقصى درجة ممكنة عن طريق حفر القنوات وتجريف الأنهار.

وقالت نافيرا أن بعض المزارعين يدركون أن الإفراط في استخراج المياه الجوفية في الوقت الحالي سيسبب مشاكل في المستقبل. "إنهم يعرفون أنه لن يكون هناك ماء في الشتاء".


ms/pt/cb-ais/amz

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join