1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Iraq

العراق: المترجمون يتخلون عن وظائفهم بعد تلقي تهديدات من المتمردين

أفادت جمعية محلية للمترجمين، تم إنشاؤها حديثاً، بأن المترجمين يتعرضون لاستهداف المسلحين الذين يتهمونهم بالجاسوسية لصالح القوات الأمريكية.

وقال موسى فهد، الناطق باسم الجمعية بأن مئات المترجمين تعرضوا للاعتداء أو القتل في العراق منذ بداية الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على البلاد عام 2003، إلا أن وضعهم ازداد سوءاً منذ شهر يناير/كانون الثاني عندما بدأ المقاتلون والمتمردون بتوزيع منشورات في بغداد يعرضون فيها مبالغ من المال مقابل الحصول على معلومات عن المترجمين".

وأضاف قائلاً: "لقد تم تأسيس جمعيتنا بعد أن ارتفع عدد المترجمين في العراق وازدادت وتيرة استهدافهم...وكانت القوات الأمريكية والصحفيون قد أعطوا ضمانات متعددة للمترجمين [الذين يعملون معهم] بمساعدتهم على مغادرة البلاد بعد انتهاء عملهم، ولكن هذه الوعود نادراً ما تتحقق".

ووفقاً لفهد، تعرض 310 مترجم على الأقل للقتل في العراق منذ عام 2003 في حين أصيب مئات آخرون بجروح خلال الهجمات التي ينفذها المقاتلون والمتمردون على القوافل التي تضم مترجمين أو على بيوتهم أنفسها.

وخير مثال على ذلك حالة محمد أياد، 31 عاماً، فهو مترجم مستقل يعمل مع الصحفيين في بغداد. وقد تلقى وعداً بمساعدته على الهروب ولكن هذه المساعدة لم تحصل أبداً، فتعرض للاعتداء على يد المقاتلين فقد على إثره إحدى رجليه وكذلك وظيفته. وتحدث محمد عن تجربته قائلاً: "تعرضت للهجوم بينما كنت أغادر الفندق مع صحفية إنجليزية بعد أن أنهينا مقابلة في المنطقة الخضراء. أصبت في قدميَّ وفقدت واحدة منهما. وبعد أن تعافيت، أخبرتني الصحفية بأنها لا تستطيع أن تعمل مع مترجم معاق لأنها تحتاج إلى من يساعدها في قصصها. لم تعرض مساعدتي على تلقي العلاج في الخارج ولم تجب على اتصالاتي الهاتفية بعد ذلك".

ولا تعتبر حالة أياد حالة نادرة أو متفردة، إذ قال فهد: "يأمل المترجمون في أن يقوم الصحفيون وأفراد القوات الأمريكية بمساعدتهم على مغادرة البلاد بعد أن ينتهوا من عملهم معهم. ولكن ذلك لا يحصل أبداً لأن هؤلاء يحتاجون إلى خدمات المترجمين هنا داخل العراق...[لا نستطيع أن ننكر بأنه كانت] هناك حالات قليلة من المترجمين الذين تلقوا فعلاً مساعدة من يعملون معهم خصوصاً من قبل القوات الأمريكية، ولكن ذلك لا يشكل سوى 5 بالمائة من مجموع من حصلوا على مثل هذه الوعود بالعراق".

المنشورات

''من يريد أن يعمل كمترجم في العراق، يجب أن يتوقع أنه قد يتعرض لقطع رأسه أو للقتل بالرصاص أو مغادرة البلاد في أية لحظة. لقد أصبح البعض يعتبرون من يمتهن الترجمة مذنباً''
وقد قام المسلحون في بعض أحياء العراق بتوزيع منشورات يعرضون فيها مبلغ 5,000 دولار لكل من يزودهم بمعلومات عن المترجمين الذين يعملون مع الصحفيين الأجانب أو مع القوات الأمريكية. وقال عماد مشهداني، 29 عاماً، المترجم في بغداد: "اضطررت للهروب من بيتي مع أسرتي بعد أن أخبرني أحد جيراني بأن أحدهم أعطى معلومات عني للمتمردين، وبأنهم سيستهدفون بيتي... علمت ليلتها أن المتمردين قاموا فعلاً بمهاجمة بيتي بحثاً عني، ولكن الحمد لله كنت وزوجتي وأطفالي بعيدين عنه".

وأضاف مشهداني قائلاً: "طلبت المساعدة من مديري في الشركة الأجنبية التي أعمل فيها ولكنه أخبرني بأنه علي الاهتمام بنفسي".

وقال فهد: "من يريد أن يعمل كمترجم في العراق، يجب أن يتوقع أنه قد يتعرض لقطع رأسه أو للقتل بالرصاص أو مغادرة البلاد في أية لحظة. لقد أصبح البعض يعتبرون من يمتهن الترجمة مذنباً".

"
Share this article

Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.

We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.

Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join