أدت الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت مناطق عدة من أفغانستان إلى تلويث مصادر مياه الشرب، الشيء الذي يعزى إليه الارتفاع في حالات الإسهال في البلاد.
وقد توجه أكثر من 10,000 شخص يعانون من إسهال حاد لتلقي العلاج في أربعة أقاليم أفغانية من بينها كابول خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقال عبدالله رؤوف فروغ، مدير إحدى المستشفيات في إقليم بالخ الشمالي: لقد زارنا خلال الستة أسابيع الماضية ما.بين 200 إلى 300 مريض يعاني من الإسهال ومعظمهم من الأطفال".
وقال عاملون في قطاع الصحة أنه خلال الخمسة أسابيع الماضية تم التبليغ عن 20 وفاة على الأقل في أقاليمي دايكوندي وسط أفغانستان وبالخ. كما تأثرت مناطق أخرى من أفغانستان بالعدوى.
وحسب مسؤولين في وزارة الصحة العامة، خضع أكثر من 3,800 مريض في إقليم هيرات الغربي للعلاج من الأمراض المعوية خلال الثلاثة أسابيع الماضية.
كما أفاد أحد موظفي الصحة المحليين أنه في إقليم هيلمند الجنوبي، حيث تسبب الوضع الأمني المتردي في تعطيل عمليات الإغاثة والتطوير بشكل كبير، يزور يومياً حوالي 80 مصاباً بالإسهال المستشفى الكائن بمدينة لاسكارغا عاصمة الإقليم.
كما أكد المسؤولون في القطاع الصحي بكل من إقليم خوست، وقندهار ونانغار وجود مئات الحالات من الإسهال. ولم تتمكن شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من الحصول على أرقام مقارنة من السنوات الماضية عن كل هذه الأقاليم.
وأفاد الناطق باسم وزارة الصحة العامة، عبد الله فهيم، بأن الأطفال والنساء بشكل خاص هم الأكثر عرضة لهذا المرض، حيث أخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بكابول بأن "معظم المرضى الذين أدخلوا إلى المستشفى هم من النساء والأطفال تحت سن الخامسة".
الأسباب
وقد تسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات الأخيرة بدمار كبير في مختلف أنحاء البلاد وأدت إلى تلوث المياه. ويقول سكان المناطق المتضررة من الفيضانات بأن مصادر مياه الشرب عندهم، والتي عانت فيما مضى من الجفاف الطويل، مثل الآبار والبحيرات قد تعرضت إما للدمار أو للتلوث عن طريق المياه المليئة بالوحل أو الأوساخ.وبالإضافة إلى نقص مياه الشرب النظيفة، فإن استهلاك الخضر والفواكه دون غسلها بشكل جيد بالماء النظيف يزيد من استفحال المشكلة. وأوضح فهيم بأن "الطعام يشكل بدوره عنصراً آخر من العناصر المسببة للإسهال عندما يتم تجهيزه في ظروف غير صحية".
كما أفادت منظمة الصحة العالمية بأنه يمكن للإسهال أن ينتشر من شخص إلى آخر نتيجة التقصير في النظافة الشخصية.
وأوضحت كذلك أن الإسهال ينتج في معظم الأحيان عن تلوث معوي ويودي بحياة أكثر من مليوني شخص في العالم سنوياً، معظمهم من الأطفال في الدول المتخلفة والدول النامية. كما يهدد الإسهال الشديد، الذي يتسبب في فقدان السوائل من الجسم، حياة الرضع والأطفال الصغار والأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية وأولئك الذين يعانون من ضعف في المناعة.