أفاد مسؤولون محليون بأن الفيضانات في منطقة شبيلي جنوب الصومال قد تسببت في تدمير حوالي 4,000 هكتار من الأراضي الزراعية وأضرت بسبل عيش أكثر من 12,000 شخص. وكان معظم الضرر قد لحق بمدينة جوهر، عاصمة الإقليم، بعد فيضان نهر شبيلي الأسبوع الماضي.
وأخبر عثمان حاج عبد الله عقيل، مندوب مقاطعة جوهر، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن بعض السكان كانوا على وشك حصد محصولهم عندما فاض النهر مما أدى إلى فقدان أكثر من 2,050 أسرة [حوالي 12,000 شخص] لمحصول العام".
كما أشار إلى أن سكان المنطقة عانوا من رداءة المحصول في السنتين الماضيتين وكانوا يأملون أن يحصدوا محصولاً أفضل هذه السنة، حيث قال: "لقد فقدوا كل شيء الآن ولم يتبق أمامنا سوى طلب المساعدة"، مضيفاً أن مياه نهر شبيلي قد ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة.
من جهته، أخبر نور بوكاري، أحد الصحفيين المحليين، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن الفيضانات قد أغرقت حوالي ست قرى في محيط جوهر، الواقعة على بعد حوالي 90 كلم شمال غرب العاصمة الصومالية مقديشو، وبلد الواقعة على بعد 60 كلم جنوب جوهر.
وأوضح عقيل، الذي زار المنطقة، بأن أكثر المناطق تضرراً هي القرى المجاورة التي تتمثل في بكداد وتوفيق وركايلو وبودالي وهناني وهوادلي. وقال بأنه "لا يمكن الوصول إلى هذه القرى الستة إلا عن طريق القوارب"، وبأن السكان قد انتقلوا إلى مناطق أعلى هرباً من المياه التي تغمر مناطقهم.
وقال الشيخ محمد أربا، أحد سكان ووجهاء قرية توفيق، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن القرويين في منطقته فقدوا كل شيء، وبأنه "لم تنج أية مزرعة [من آثار الفيضانات] في بلدته". كما أوضح بأن المنطقة عانت من نفس الوضع خلال السنتين الماضيتين.
ويحاول السكان المحليون بناء سد من أكياس الرمل لمنع المياه من الفيضان أكثر خارج النهر. وقال عبد الله بأنه "يقوم حالياً بتقييم الوضع لتقرير ما يمكن فعله، إلا أن الأولوية تبقى لمساعدة القرويين [على مواجهة أضرار الفيضانات] ومحاولة وقف المزيد من تدفق المياه"، مضيفاً بأن مستوى النهر لا زال مستمراً في الارتفاع.
ووفقاً لمندوب المقاطعة، فإن الوضع قد ازداد سوءاً بعد سقوط الحكومة الوطنية عام 1991، حيث لم يقم أحد بتصليح جوانب النهر والقنوات المجاورة له، في حين تفيد مصادر أخرى بأن الفلاحين قاموا بجرف جوانب النهر لتوصيل مياه السقي إلى مزارعهم.
من جهتها، وصفت وحدة إدارة معلومات المياه والأراضي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة بالصومال الوضع في منطقة جوهر بأنه عبارة عن فيضانات محلية ناتجة عن جرف ضفاف النهر.
وللحيلولة دون انقطاع المساعدات الغذائية عن الصومال، أصدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نداءً بجمع مبلغ 22.4 مليون دولار، لإطعام حوالي 1.2 مليون شخص، وهو عدد يفوق التوقعات السابقة للبرنامج بحوالي 200,000 شخص بسبب زيادة تدهور الوضع الغذائي في منطقتي شبيلي السفلى والوسطى.
"