أفاد مسؤول بارز في حركة حماس في قطاع غزة أنه لم يتم استشارة حماس بشأن المسعى الفلسطيني لإعلان الدولة الفلسطينية، وأن الأرض الفلسطينية المحتلة لا تزال غير مهيأة لذلك، كما يجب وضع استراتيجيات جديدة لممارسة الضغط على إسرائيل. وأشاد بدور تركيا في الآونة الأخيرة، داعياً إلى "اتصالات جديدة مع الدول العربية".
وكان عباس قد تجاوز حكومة حماس في غزة قبل توجهه إلى الأمم المتحدة، على الرغم من أن فرض عقوبات اقتصادية محتملة ضد السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1,6 مليون نسمة. ويعمل نصف موظفي السلطة الفلسطينية المقدر عددهم بنحو 150,000 موظف في غزة، وتدفع السلطة الفلسطينية 57 في المائة من ميزانيتها لتوفير الكهرباء والمياه والوقود في غزة.
وفي هذا السياق، قال نائب وزير خارجية غزة، غازي حمد، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه "من الصعب جداً بناء دولة تحت الاحتلال...فالفلسطينيون غير قادرين على الوصول إلى نصف الضفة الغربية بسبب القيود الإسرائيلية وتسبب المستوطنات في عزل العديد من المناطق الفلسطينية. كيف يمكننا بناء دولة عندما تكون الصلات الجغرافية بين المدن الكبرى في الضفة الغربية مثل نابلس وجنين مقيدة، وفي ظل وجود 500,000 مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية؟"
وأضاف حمد أن "حماس تؤيد إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 تكون القدس عاصمة لها، ولكن التاريخ أثبت أن التفاوض مع إسرائيل لن يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية...لقد قام الرئيس عباس باتخاذ هذا القرار من جانب واحد، ولم يتشاور مع أي من الفصائل الفلسطينية، خصوصاً حركة حماس... نحن بحاجة لصياغة استراتيجية جديدة. نحن بحاجة لإعطاء الأمل وتوفير البديل للناس. تركيا هي نموذج للإسلام السياسي - وهذا هو ما نحتاج إليه... إن تركيا الآن تمارس ضغوطاً على إسرائيل، ونحن [حكومة حماس] نتطلع إلى أن تمارس دول أخرى في المنطقة ضغوطاً مماثلة على إسرائيل لإنهاء احتلالها...إننا نتطلع للحصول على دعم من الدول العربية، مثل تركيا ومصر، وغيرها من البلدان التي تعتقد أن الفلسطينيين يستحقون الحصول على دولة... ينبغي علينا خلق صلات جديدة مع الدول العربية".
ويرى مسؤولو حماس والمستقلون في غزة أن موجة الثورات في جميع أنحاء العالم العربي تمثل فرصة لحكومة حماس لتعزيز علاقات دبلوماسية جديدة، ويحتمل أن تكون مع الحكومات التي شُكلت حديثاً في ليبيا ومصر.
الغرب يقاطع حماس؟
"تتعامل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حتى الآن مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية فقط، على الرغم من أن حكومة حماس حكومة منتخبة"، حسب هاني بسوس، المحلل السياسي في الجامعة الإسلامية في غزة. ولم تقم حركة فتح الفلسطينية (المسيطرة على السلطة في الضفة الغربية) وحركة حماس (التي تسيطر على الحكومة في غزة) بعد بتنفيذ اتفاق المصالحة الأخير الذي وقعتاه في القاهرة.
وفي تعليق على الخطوة الأخيرة للرئيس الفلسيطيني، قال عاطف، وهو مواطن من غزة في الرابعة والعشرين من عمره كان مقاتلاً سابقاً في الجناح العسكري لحركة فتح وهو الآن عاطل عن العمل، إن "ذهاب عباس إلى الأمم المتحدة فكرة جيدة، لأننا نستحق أن تكون لنا دولة...لم نعد نحتمل انتظار الصدقة من البلدان الأخرى...نحن بحاجة إلى حزب سياسي جديد، ولكن الأهم من ذلك نحتاج لفرص عمل ووضع حد للحصار الإسرائيلي".
أما إيناس الشرافي، وهي مواطنة من سكان مدينة غزة تبلغ من العمر 30 عاماً وتعمل مدرِّسة في المرحلة الثانوية، فأفادت أنها تؤيد تحرك عباس في الأمم المتحدة، ولكنها تخشى أن يؤدي ذلك إلى فرض إسرائيل لعقوبات على السلطة الفلسطينية: "أنا أخشى ألا أحصل على راتبي الذي يساعدني على إعالة طفليَّ الصغيرين".
وتقوم إسرائيل بتحصيل نحو 1,2 مليار دولار من الرسوم سنوياً لصالح السلطة الفلسطينية، وقد سبق لها أن احتجزت تلك الأموال بغرض ممارسة الضغط على السلطة الفلسطينية. كما أن الكونغرس الأميركي كان قد طالب الرئيس أوباما بخفض المساعدات الأمريكية للفلسطينيين، التي تبلغ حوالى 500 مليون دولار سنوياً، إذا مضوا قدماً في مسعاهم لإقامة دولتهم.
وفي السياق نفسه، قالت أريج، وهي مواطنة من جباليا اكتفت بذكر اسمها الأول فقط: "أنا أريد أن يتم تحديد حدود غزة، وأن يتم فتح الحدود، حتى أتمكن من الخروج لزيارة عائلتي في المملكة العربية السعودية". كما أعربت عن أملها في أن تقبل الأمم المتحدة الطلب الفلسطيني بإعلان قيام دولة فلسطينية.
es/cb–ais/amz
Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.
We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.
Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.